responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 430

(الفصل الثالث عشر)في الاسم الإلهي الباطن و توجهه على خلق الطبيعة

و ما تعطيه من أنفاس العالم و حصرها في أربع حقائق و افتراقها و اجتماعها و توجهها على إيجاد العين المهملة من الحروف و إيجاد الثريا من المنازل المقدرة

[أن الطبيعة في المرتبة الثالثة من وجود العقل الأول]

اعلم أن الطبيعة في المرتبة الثالثة عندنا من وجود العقل الأول و هي معقولة الوجود غير موجودة العين فمعنى قولنا مخلوقة أي مقدرة لأن الخلق التقدير و ما يلزم من تقدير الشيء وجوده قال الشاعر

و لأنت تفري ما خلقت و بعض الناس يخلق ثم لا يفري
و هو من الثلاثي لأنه قصد المدح و ليس من الرباعي فإن الرباعي لا يقال إلا في معرض الذم و الهجاء فما كل من قدر أمرا أوجده و من هذه الحقيقة الإلهية ظهر في الوجود النظري عند العلماء فرض المحال في العلوم فهو يقدر ما لا يصح وجوده و قد يقدر ما يصح وجوده و لا يوجد و كذلك قال هذا العربي و بعض الناس يعد بالخير و لا يفعله و أنت أيها الملك ما ترى مصلحة إلا و تفعلها فالخالق له معنيان المقدر و الموجد فمن خلق فقد قدر أو أوجد فقدر سبحانه مرتبة الطبيعة أنه لو كان لها وجود لكان دون النفس فهي و إن لم تكن موجودة العين فهي مشهودة للحق و لهذا ميزها و عين مرتبتها و هي للكائنات الطبيعية كالاسماء الإلهية تعلم و تعقل و تظهر آثارها و لا تجهل و لا عين لها جملة واحدة من خارج كذلك الطبيعة تعطي ما في قوتها من الصور الحسية المضافة إليها الوجودية و لا وجود لها من خارج فما أعجب مرتبتها و ما أعلى أثرها فهي ذات معقولة مجموع أربع حقائق يسمى أثر هذه الأربع في الأجسام المخلوقة الطبيعية حرارة و يبوسة و برودة و رطوبة و هذه آثار الطبيعة في الأجسام لا عينها كالحياة و العلم و الإرادة و القول في النسب الإلهية و ما في الوجود العيني سوى ذات واحدة فالحياة تنظر إلى الحرارة و العلم ينظر إلى البرودة و الإرادة تنظر إلى اليبوسة و القول ينظر إلى الرطوبة و لهذا وصفه باللين فقال فَقُولاٰ لَهُ قَوْلاً لَيِّناً فهو يقبل اللين و الخشونة و الإرادة يبوسة فإنه يقول فَإِذٰا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ و

قال وجدت برد أنامله فعلمت فلهذا جعلنا العلم للبرودة في الطبيعة و كذلك الحياة للحرارة فإن الحي الطبيعي لا بد من وجود الحرارة فيه

[الحياة العقلية]

و أما الذي تعطيه من أنفاس العالم فهو ما تقع به الحياة في الأجسام الطبيعية من نمو و حس لا غير ذلك و كل نفس غير هذا فما هو من الطبيعة بل علته أمر آخر و هي الحياة العقلية حياة العلم و هي عين النور الإلهي و النفس الرحماني ثم لتعلم أن مسمى النفس من هذه الحقيقة الوجودية لا يكون إلا إذا كانت للرحمن و ما يماثله من الأسماء الإلهية و قد تكون حقيقة لأسماء أخر تقتضي النقيض فلا تكون عند ذلك نفسا من التنفيس في حق ذلك الكائن منه فهو و إن كان حقيقة فكونه نفسا باعتبار خاص يقع به التنفيس إما في حق من ينفس اللّٰه عنه من الكائنات ما يجده من الضيق و الحرج و إما في حق من هو صفته من حيث نفوذ إرادته و أما إذا لم ينظر من هذه الجهة فهو عبارة عن حياة من وصف به من حيث حقيقته لا غير أ لا ترى النفس الحيواني يرفع وجوده فيه اسم الموت به سمي نفسا فإن الموت صفة مكروهة من حيث الألفة المعهودة إذ كان الموت مفرقا فيكون مكروها عنده فإذا نظر من يلقاه في ذلك الموت و هو اللّٰه فيكون تحفة عند ذلك و يكون اسم النفس به أحق في هذا الشهود و لما كان لها وجود أعيان الصور لهذا كان لها من الحروف العين المهملة لأن الصورة الطبيعية لا روح لها من حيث الطبيعة و إنها روح للصور الطبيعية من الروح الإلهي و كان لها وجود الثريا و هي سبع كواكب لأن الطبيعة في المرتبة الثالثة و هي أربع حقائق كما تقدم فكان من المجموع سبعة و ظهرت عنها الثريا و هي سبعة أنجم كما كان للعقل ثلاث نسب و وجوه فوجدت عنه الكثرة التي ذكرها بعض أهل النظر في سبب صدور الكثرة عن العقل الأول مع كونه واحدا فكان الشرطين ثلاثة أنجم و النفس مثل العقل في ذلك فكان البطين ثلاثة أنجم و من كون النفس ثانية كان البطين في المرتبة الثانية من الشرطين و عن هذه السبعة التي ظهرت في الطبيعة ظهرت المسبعات في العالم و هي أيضا السبعة الأيام أيام الجمعة اعتبر ذلك محمد بن سيرين رحمه اللّٰه جاءته امرأة فقالت له أريت البارحة القمر في الثريا فقال أنا قمر هذا الزمان في هذه البلدة و الثريا سبعة أنجم و بعد سبعة أقبر فإن الثريا من الثرى و هو اسم للأرض فمات إلى سبعة أيام فانظر ما أعجب هذا و بينا أنا أقيد هذه المسألة من الكلام في الطبيعة إذ غفوت فرأيت أمي و عليها ثياب بيض حسنة

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 430
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست