responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 429

من الأفلاك و الكواكب و الحركات في وجود عين تلك الزهرة و الورقة أثر و حكم عن أمر إلهي قد يعلمه السبب الحادث و قد لا يعلمه و هي أسباب ذاتية كلها و منها عرضية كإلقاء المدرس الدرس على الجماعة فهذا من الأسباب العرضية و هو كل ما كان للسبب فيه إرادة و ما عدا ذلك فهو ذاتي فالعلاقة التي بين الأسباب و المسببات لا تنقطع فإنها الحافظة لكون هذا سببا و هذا مسببا عنه و لما أوجد اللّٰه هذه النفس الكلية من نفس الرحمن بعد العقل كوجود الهاء بعد الهمزة أو الهمزة بعد الهاء في النفس الإنساني المخلوق على الصورة فهو في النفس الرحماني نفس كلية و في النفس الإنساني هاء و ضمير و كناية فهي تعود من حيث ما هي ضمير على من أوجدها فإنها عين الدلالة عليه فافهم فإن الدلالة لا تكون إلا في الثاني فإنه يطلب الأول و ليس الأول يطلب الثاني بحكم الدلالة و لهذا

قال رسول اللّٰه ص من عرف نفسه عرف ربه و هو الثاني فإنه موضع الدلالة و قال في الأول فَإِنَّ اللّٰهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعٰالَمِينَ فنزهه عن الدلالة و لهذا لا يصح أن يكون علة و إليه الدلالة

بقوله ص كان اللّٰه و لا شيء معه فهو غني عن الدلالة و في هذه الرتبة أوجد اللّٰه البطين من المنازل التي تنزلها الجواري و الكواكب البطيئة الحركة

[أن للنفس قوتين]

و أعطى اللّٰه هذه النفس قوتين قوة علمية و قوة عملية فبالقوة العلمية تظهر أعيان الصور و بالقوة العلمية تعلم المقادير و الأوزان و من الوجه الخاص يكون القضاء و القدر لهذا و لا يعرف ذلك إلا بعد وقوعه إلا من عرفه اللّٰه بذلك فحكم القضاء و القدر لا بعرف إلا مما ذكرناه بخلاف المقادير و الأوزان فإن ذلك في علم النفس و نسبة هذه النفس إلى كل صورة في العالم نسبة واحدة من غير تفاضل إلا أن الصور تقبل من ذلك بحسب استعداداتها التي هي عليا في ذاتها فيظهر التفاضل و أما هناك فلا تفاضل إلا بينها و بين العقل و لما بينت لك حصر الآيات في الكلام الإلهي الظاهرة في النفس الرحماني كالآيات في القرآن العزيز و في الكتب المنزلة و الصحف المرسلة فإن لها سورا تجمع تلك الآيات و تفصل بعضها من بعض كما جاءت سور القرآن و هي منازله المعلومة الجامعة للآيات كما الآيات جامعات للكلمات كما الكلمات جامعة للحروف كما هي الحروف ظروف المعاني فسور هذه الآيات عشر سور من غير زيادة و لا نقصان فمنها سورة الأصل و هي السورة التي تتضمن كل آية تدل على عين قائمة بنفسها في العالم الحاملة غيرها السورة الثانية سورة المحمول و هي تتضمن كل آية تدل على عين لا تقوم بنفسها بل تفتقر إلى محل و عين يظهر وجودها بذلك المحل و قد تكون تلك العين لازمة و قد تكون عرضية على قدر ما تعطيه حقيقتها و السورة الثالثة سورة الدهر و الرابعة سورة الاستواء و له أصلان الأصل الأول ظرفية العماء و الأصل الثاني ظرفية العرش فالأول ظرفية المعاني و الثاني ظرفية السور و السورة الخامسة سورة الأحوال و السورة السادسة سورة المقدار و السورة السابعة سورة النسب و السورة الثامنة سورة التوصيل و الأحكام و العبارات و الإشارات و الإيماء و ما يقع به الإفهام بين المخاطبين و هو نطق العالم و قول كل قائل و هي الأسماء الإلهية التي علم اللّٰه آدم فمنها ما كانت الملائكة تعلمه و ما اختص آدم إلا بالكل و ما عرض من المسميات إلا ما كانت الملائكة تجهله و السورة التاسعة سورة الآثار الوجودية و السورة العاشرة سورة الكائنات و هي الانفعالات الإلهية و الكونية فهذه عشر تتضمن هذه الآيات فمن علمها كشفا علم الحق و الخلق و من علمها دلالة لم يكمل في علمها كمال أصحاب الكشف و لا تقل هذا رمز بل هذا كله تصريح و إيضاح يعرفه كل عاقل إذا حقق النظر فيه أن الآيات كلها محصورة في هذه السور قديما و حديثا و النفس الكلية هي التي ظهرت عنها معرفة هذه السور لأنها كانت محل إلقاء القلم الإلهي إليها فهي أول منكوح لناكح كوني و كل ما دونها فهو من عالم التولد العقل أبوه و النفس أمه فافهم و لا تلحق بمن قال اللّٰه فيهم إنهم لفي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ و هم الذين أعرضوا عن كل مٰا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ و قد قلنا في مرتبتنا في هذا

أنا في خلق جديد كل يوم في مزيد
و أنا من حيث حبي بين وجد و وجود
شاكرا شكر محب قائل هل من مزيد
فأنا واحد وقتي في وجودي و شهودي
يا رفيع الدرجات في منازل السعود
ارفع اللهم عني في معارج الصعود
كل ستر في طريقي في هبوطي و صعودي
و اجعل اللهم حظي في اسمك اللّٰه الودود

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 429
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست