responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 424

و جميع الموزونات من الأسماء و الأفعال فهي حروف وزن الكلمة و وزن عين الموجود فكن قامت مقام قل و قم و خذ و قص و اخرج و ادخل و اقترب و جميع ما يقع به الأمر فيكون إن كان أمر قيام فقيام و إن كان أمر قعود فقعود إلى جميع الأعيان فتحدث الكلمة في النفس فيحدث الكون في العماء على الميزان صلة في ذلك و هذه الصلة في أنواع ما يحدثه التدبير على الانفراد و بالمشورة في الكون فأما ما يحدث من ذلك على الانفراد و هو إذا حكم على المدبر اسمان الهيان أو خاطران في حق أصحاب الخواطر و هو في الإلهيات التردد و لا يخلو هذا المدبر في هذه الحال و غيرها من الأحوال أن يكون تحت حكم اسم إلهي من الأسماء السبعة المتحكمة في النفس و ما يظهر فيه من الكلمات و هو الاسم الجامع و النافع و العاصم و هو الواقي و السريع و الستار و هذه الخمسة الأسماء هي التي تعطي مقام العبودية في العالم و الاسم البصير و البارئ و هما اللذان يعطيان مقام الحرية في الاسم الجامع فمنه يكون الإمداد لأهل الفضائل و هم الذين يثابرون على مكارم الأخلاق و من هذا الاسم

قال رسول اللّٰه ص بعثت لأتمم مكارم الأخلاق و يمد أيضا أهل الجمع و الوجود و الحماية و ترك المؤاخذة بالجرائم فيذبون عن أصحابها ما يريد بهم الاسم المنتقم و المعاقب فهو معطي الأمان و هو قوله تعالى يٰا عِبٰادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ لاٰ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّٰهِ و فعله أبدا لا يكون إلا فيمن هو في مقام العبودية

و أما الاسم الإلهي النافع

فمنه يكون الإمداد للعلماء بالله على مراتبهم و أكثر ما يكون إمداده فيهم في علماء الأرواح و هو قوله تعالى أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنٰا مٰا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتٰابُ وَ لاَ الْإِيمٰانُ وَ لٰكِنْ جَعَلْنٰاهُ نُوراً أي نور هداية و يمد أيضا أهل الجود من أصناف الكرماء خاصة و هم الذين يجودون بالعطاء قبل السؤال من كل ما يقع به المنفعة للمعطي إياه و هو مختص العطاء و إمداد هذا الاسم بالذين أقامهم اللّٰه في مقام العبودية و العبودة فإن رجال اللّٰه على إحدى حالتين إما حال عبودية أو حال حرية و قد تقدم لك باب العبودية و باب الحرية في هذا الكتاب

و أما
الاسم الواقي

فهو الاسم العاصم من أمر اللّٰه فمنه يكون الإمداد للصديقين و أصحاب الأسرار و أهل النظر و الأفكار في مباحثهم في المناظرات لاستخراج الفوائد في مجالس أهل اللّٰه من غير منازعة و لا يمد هذا الاسم إلا لأرباب مقام العبودية و أهل الاستكفاء بالله و هم المتوكلون على اللّٰه توكل العبد على سيده لا توكل الابن على أبيه و لا الميت على غاسله و لا الأجير على من آجره و لا توكل الموكل على وكيله

و أما الاسم السريع

فإنه مثل الواقي في أنه لا يمد إلا أهل هذا التوكل الخاص و من هو في مقام العبودية و يكون إمداده للمنفقين بالخلف و هو قوله تعالى وَ مٰا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ و يمد أيضا أهل البقاء لأهل الفناء و عنه يأخذون و إليه يلجئون

و أما الاسم الستار

و هو الغفار و الغفور و الغافر فهو في الإمداد مثل السريع و الواقي في العبد و المتوكلين و من هذا الاسم يكون الإمداد لأهل الاكتساب و القائلين بالأسباب مع الاعتماد على اللّٰه غير أنهم و إن اعتمدوا على اللّٰه فما في ظاهرهم الاكتفاء بالله و هكذا كل ذي سبب و إن كان من المتوكلين فما كل متوكل يظهر منه الاكتفاء بالله في ظاهره و هذا الاسم يمد أيضا أصحاب المنازل و المنازلات و لهم أبواب في هذا الكتاب نحوا من مائتي باب ترد فيما بعد إن شاء اللّٰه

و أما الاسم الباري

فمنه يكون الإمداد للاذكياء المهندسين أصحاب الاستنباطات و المخترعين الصنائع و الواضعين الأشكال الغريبة عن هذا الاسم يأخذون و هو الممد للمصورين في حسن الصورة في الميزان و أعجب ما رأيت من ذلك في قونية من بلاد يونان في مصور كان عندنا اختبرناه و أفدناه في صنعته من صحة التخيل ما لم يكن عنده فصور يوما حجلة و أخفى فيها عيبا لا يشعر به و جاء بها إلينا ليختبرنا في ميزان التصوير و كان قد صورها في طبق كبير على مقدار صورة الحجلة في الجرم و كان عندنا بازي فعند ما أبصرها أطلقه من كان في يده عليها فركضها برجله لما تخيل أنها حجلة في صورتها و ألوان ريشها فتعجب الحاضرون من حسن صنعته فقال لي ما تقول في هذه الصورة فقلت له هي على غاية التمام إلا أن فيها عيبا خفيا و كان قد ذكره للحاضرين فيما بينه و بينهم فقال لي و ما هو هذه أوزانها صحيحة قلت له في رجليها من الطول عن موازنة الصورة قدر عرض شعيرة فقام و قبل رأسي و قال بالقصد فعلت ذلك لأجربك فصدقه الحاضرون و قالوا إنه ذكر ذلك لهم قبل أن يوقفني عليها فتعجبت من وقوع البازي عليها و طلبه إياها و يمد أيضا هذا الاسم أرباب الجود في وقت المسغبة خاصة لا المنفقين على الإطلاق من غير تقييد و هذا

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 424
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست