responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 41

وَ الْبٰاطِنُ فلو كان عنده هذا العلم من نسبتين مختلفتين ما صدق قوله بجمعه بين الضدين و لو كانت معقولية الأولية و الآخرية و الظاهرية و الباطنية في نسبتها إلى الحق معقولية نسبتها إلى الخلق لما كان ذلك مدحا في الجناب الإلهي و لا استعظم العارفون بحقائق الأسماء ورود هذه النسب بل يصل العبد إذا تحقق بالحق أن تنسب إليه الأضداد و غيرها من عين واحدة لا تختلف و إذا كان العبد يتصور في حقه وقوع هذا فالحق أجدر و أولى إذ هو المجهول الذات فمثل هذه المعرفة الإلهية لا تنال إلا من هذه المنازل التي وقع السؤال عنها

[أعداد الأولياء الذين لهم عدد منازل المعارف]

و أما عدد الأولياء الذين لهم عدد المنازل فهم ثلاثمائة و ستة و خمسون نفسا و هم الذين على قلب آدم و نوح و إبراهيم و جبريل و ميكائيل و إسرافيل و هم ثلاثمائة و أربعون و سبعة و خمسة و ثلاثة و واحد فيكون المجموع ستة و خمسين و ثلاثمائة هذا هو عند أكثر الناس من أصحابنا و ذلك للحديث الوارد في ذلك و أما طريقتنا و ما يعطيه الكشف الذي لا مرية فيه فهو المجموع من الأولياء الذين ذكرنا أعدادهم في أول هذا الباب و مبلغ ذلك خمسمائة نفس و تسعة و ثمانون نفسا منهم واحد لا يكون في كل زمان و هو الختم المحمدي و ما بقي فهم في كل زمان لا ينقصون و لا يزيدون و أما الختم فهذا زمانه و قد رأيناه و عرفناه تمم اللّٰه سعادته علمته بفأس سنة خمس و تسعين و خمسمائة و المجمع عليه من أهل الطريق أنهم على ست طبقات أمهات أقطاب و أئمة و أوتاد و أبدال و نقباء و نجباء و أما الذين زادوا على هؤلاء في الكشف فطبقات الرجال عندهم الذي يحصرهم العدد و لا يخلو عنهم زمان خمس و ثلاثون طبقة لا غير و مرتبة الختمين و لكن لا يكونان في كل زمان فلهذا لم نلحقهما بالطبقات الثابتة في كل زمان

(السؤال الثاني)أين منازل أهل القربة

الجواب بين الصديقية و نبوة الشرائع فلم تبلغ منزلة بنى التشريع من النبوة العامة و لا هو من الصديقين الذين هم أتباع الرسل لقول الرسل و هو مقام المقربين و تقريب الحق لهم على وجهين وجه اختصاص من غير تعمل كالقائم في آخر الزمان و أمثاله و وجه آخر من طريق التعمل كالخضر و أمثاله و المقام واحد و لكن الحصول فيه على ما ذكرناه و من ثم يتبين الرسول من النبي و يعم الجميع هذا المقام و هو مقام المقربين و الأفراد

[العبد لا يكتسب ما يكون من الحق إليه]

و في هذا المقام يلتحق البشر بالملإ الأعلى و يقع الاختصاص الإلهي فيما يكون من الحق لهؤلاء و أما المقام فداخل تحت الكسب و قد يحصل اختصاصا و لهذا يقال في الرسالة إنها اختصاص و هو الصحيح فإن العبد لا يكتسب ما يكون من الحق سبحانه فله التعمل في الوصول و ما له تعمل فيما يكون من الحق له عند الوصول و من هناك منبع العلم اللدني الذي قال اللّٰه فيه في حق عبده خضر آتَيْنٰاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنٰا وَ عَلَّمْنٰاهُ مِنْ لَدُنّٰا عِلْماً المعنى آتيناه رحمة علما من عندنا و علمناه من لدنا و هو من الأربعة المقامات الذي هو علم الكتابة الإلهية و علم الجمع و التفرقة و علم النور و العلم اللدني

[اتصال حياة أهل القربة في الدنيا بالآخرة]

و اعلم أن منزل أهل القربة يعطيهم اتصال حياتهم بالآخرة فلا يدركهم الصعق الذي يدرك الأرواح بل هم ممن استثنى اللّٰه تعالى في قوله وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاّٰ مَنْ شٰاءَ اللّٰهُ و هذا المنزل هو أخص المنازل عند اللّٰه و أعلاها و الناس فيه على طبقات ثلاث فمنهم من يحصله برمته و هم الرسل صلوات اللّٰه عليهم و هم فيه على درجات يفضل بعضهم بعضا و منهم من يحصل منه الدرجة الثانية و هم الأنبياء صلوات اللّٰه عليهم الذين لم يبعثوا بل تعبدوا بشريعة موقوفة عليهم فمن اتبعهم كان و من لم يتبعهم لم يوجب اللّٰه على أحد أتباعهم و هم فيها على درجات يفضل بعضهم بعضا و الطبقة الثالثة هي دونهما درج النبوة المطلقة التي لا يتخلل وحيها ملك و دون هؤلاء الطبقات هم الصديقون الذين يتبعون المرسلين و دون هؤلاء الصديقين الصديقون الذين يتبعون الأنبياء من غير أن يجب ذلك عليهم و دون هؤلاء الصديقين الذين يتبعون أهل الطبقة الثالثة و هم الذين انطلق عليهم اسم المقربين أعني أهل الطبقة الثالثة و لكل طبقة ذوق لا تعلمه الطبقة الأخرى و لهذا قال الخضر لموسى عليه السلام وَ كَيْفَ تَصْبِرُ عَلىٰ مٰا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً و الخبر الذوق و هو علم حال و

قال الخضر لموسى أنا على علم علمنيه اللّٰه لا تعلمه أنت و أنت على علم علمكه اللّٰه لا أعلمه أنا

(السؤال الثالث)فإن قيل إن الذين حازوا العساكر بأي شيء حازوا

فلنقل في الجواب نذكر أو لا ما معنى العساكر و ما معنى حيازتهم لهم ثم نبين بأي شيء حازوا فإن هذا السائل إذا أرسل سؤاله من غير تقييد لفظي أو قرينة حال

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست