responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 403

بالواو و كيف حكم العارض على الثابت بمساعدته عليه فرده غيبا بعد ما كان شهادة فإن السكون هو الحاكم من النون و هو عرض لأن الأمر الإلهي عرض له فسكنه فوجد سكون الواو فاستعان عليها بها كما يستعين العبد بربه على ربه فلما اجتمع ساكنان و أرادت النون الاتصال بالكاف لسرعة نفوذ الأمر حتى يكون أقرب من لمح بالبصر كما أخبر فزالت الواو من الوسط فباشرت الكاف النون فلو بقيت الواو لكان في الأمر بطء فإن الواو لا بد أن تكون واو علة لأجل ضمة الكاف فلا يصل النفس إلى النون الساكنة بالأمر إلا بعد تحقق ظهور واو العلة فيبطئ الأمر و هي واو علة فيكون الكون عن علتين الواو و الأمر الإلهي و هو لا شريك له و إذا جاز أن يبطىء المأمور عن التكوين زمانا واحدا و هو قدر ظهور الواو لو بقيت و لا تحذف لجاز أن يبقى المأمور أكثر من ذلك فيكون أمر اللّٰه قاصرا فلا تنفذ إرادته و هو نافذ الإرادة فحذف الواو من كلمة الحضرة لا بد منه و السرعة لا بد منها فظهور الكون عن كلمة الحضرة بسرعة لا بد منه فظهر الكون فظهرت الواو في الكون لتدل أنها كانت في كن و إنما زالت لأمر عارض فعملت في الغيب فظهرت في الكون لما ظهر الكون بصورة كن قبل حذف الواو ليدل على أن الواو لم تعدم و إنما غابت لحكمة ما ذكرناه فليس الكون بزائد على كن بواوها الغيبية فظهر الكون على صورة كن و كن أمره و أمره كلامه و كلامه علمه و علمه ذاته فظهر العالم على صورته فخلق آدم على صورته فقبل الأسماء الإلهية و قد بينا ما فيه الكفاية للعاقل في كلمة الحضرة و اللّٰه يضرب الأمثال لعباده :

(الفصل السادس في الذكر بالتحميد)

الحمد ثناء عام ما لم يقيده الناطق به بأمر و له ثلاث مراتب حمد الحمد و حمد المحمود نفسه و حمد غيره له و ما ثم مرتبة رابعة في الحمد ثم في الحمد بما يحمد الشيء نفسه أو يحمده غيره تقسيمان إما أن يحمده بصفة فعل و إما أن يحمده بصفة تنزيه و ما ثم حمد ثالث هنا و أما حمد الحمد له فهو في الحمدين بذاته إذ لو لم يكن لما صح أن يكون لها حمد

فحمد الحمد يعطي الحمد فيه و لو لا الحمد ما كان الحميد
ثم إن الحمد على المحمود قسمان القسم الواحد أن يحمد بما هو عليه و هو الحمد الأعم و القسم الثاني أن يحمد على ما يكون منه و هو الشكر و هو الأخص فانحصرت أقسام التحميدات و المحامد و تعيين الكلمات التي تدل على ما ذكرناه لا تتناهى

فإن النبي ص يقول في المقام المحمود فأحمده بمحامد لا أعلمها الآن و

قال لا أحصي ثناء عليك لأن ما لا يتناهى لا يدخل في الوجود و لما كان كل عين حامدة و محمودة في العالم كلمات الحق الظاهرة من نفس الرحمن و نفس الرحمن ظهور الاسم الباطن و الحكم الغيب و هو الظاهر و الباطن رجعت إليه عواقب الثناء فلا حامد إلا اللّٰه و لا محمود إلا اللّٰه و حمد الحمد صفته لأن الحمد صفته و صفته عينه إذ لا يتكثر

و لا يكمل بالزائد تعالى اللّٰه فحمد الحمد هو فليس إلا هو
فما حمد اللّٰه إلا الإله و محموده عينه لا سواه
فمن حمد اللّٰه على هذا النحو فقد حمده و من نقصه من ذلك شيئا فهو بقدر ما نقصه فإن كنت حامد اللّٰه فلتحمده بهذا الحضور و هذا التصور فيكون الجزاء من اللّٰه لمن هذا حمده عينه فافهم

(الفصل السابع)في الذكر بالتسبيح

التسبيح التنزيه فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ اسْتَغْفِرْهُ هذا أمر سُبْحٰانَ الَّذِي أَسْرىٰ بِعَبْدِهِ

[التسبيح قسم من أقسام الحمد]

خبر التسبيح قسم من أقسام الحمد و لهذا أن الحمد يملأ الميزان على الإطلاق و سبحان اللّٰه و غير ذلك من الأذكار تحت حيطة الحمد فإذا ظهر التسبيح فانظر كيف تسبحه فإن الجهل يتخلل هذا المقام تخللا خفيا لا يشعر به فإنه كما

قال ص لحسان بن ثابت لما أراد أن يهجو قريشا ينافح بذلك عن رسول اللّٰه ص لما هجته قريش و هو منها فنفسها هجت و لم تعلم بذلك و علم بذلك رسول اللّٰه ص فإنه العالم الأتم و قد علم رسول اللّٰه ص أن الذي انبعث إليه حسان بن ثابت من هجاء قريش إن ذلك مما يرضى اللّٰه لحسن قصده في ذلك و ما علم ذلك رسول اللّٰه ص إلا لما رأى روح القدس الذي يجيئه قد جاء إلى حسان بن ثابت يؤيده من حيث لا يشعر ما دام ينافح عن عرض رسول اللّٰه ص و إنما أقر اللّٰه ذلك أعلاما لقريش بأن أعمالهم تعود عليهم إذ

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 403
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست