responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 387

هُوَ فِي شَأْنٍ و سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلاٰنِ فجاء بلفظ الثقلين أعلاما من خاطب و من يريد و نحن مركبون من ثقيل و خفيف فالخفيف للمكانة و الثقيل للمكان اَلرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوىٰ فثبتت الرحمة فلم تزل و أثرت في النزول إلى السماء الدنيا فما نزل ليسلط عذابا و إنما نزل ليقبل تائبا و يجيب داعيا و يغفر لمستغفر و يعطي سائلا فذكر هذا كله و لم يذكر شيئا من القهر لأنه نزل من عرش الرحمن فالمكان رحمة حيث كان لأن فيه استقرار الأجسام من تعب الانتقال إلا تراهم في حال العذاب كيف وصفهم بالانتقال بتبديل الجلود و التبديل انتقال إلى أن يفرغ الميقات و الأمر الحقيقي للمكانة فإنه لا يصح الثبوت على أمر واحد في الوجود فالمكان ثبوت في المكانة كما نقول في التمكين أنه تمكين في التلوين لا أن التلوين يضاد التمكين كما يراه من لا علم له بالحقائق و للتمكين باب يرد بعد هذا إن شاء اللّٰه

(الباب الخامس و التسعون و مائة في معرفة الشطح)



الشطح دعوى في النفوس بطبعها لبقية فيها من آثار الهوى
هذا إذا شطحت بقول صادق من غير أمر عند أرباب النهي

[أن الشطح كلمة حق تفصح عن مرتبته التي أعطاه اللّٰه من المكانة عنده]

اعلم أيدك اللّٰه أن الشطح كلمة دعوى بحق تفصح عن مرتبته التي أعطاه اللّٰه من المكانة عنده أفصح بها عن غير أمر إلهي لكن على طريق الفخر بالراء فإذا أمر بها فإنه يفصح بها تعريفا عن أمر إلهي لا يقصد بذلك الفخر

قال عليه السلام أنا سيد ولد آدم و لا فخر يقول ما قصدت الافتخار عليكم بهذا التعريف لكن أنبأتكم به لمصالح لكم في ذلك و لتعرفوا منة اللّٰه عليكم برتبة نبيكم عند اللّٰه و الشطح زلة المحققين إذا لم يؤمر به فيقولها كما قالها عليه السلام و لهذا بين فقال و لا فخر فإني أعلم أني عبد اللّٰه كما أنتم عبيد اللّٰه و العبد لا يفتخر على العبد إذا كان السيد واحدا و كذا نطق عيسى فبدأ بالعبودية و هو بمنزلة قوله عليه السلام و لا فخر فقال لقومه في براءة أمه و لما علم من نور النبوة التي في استعداده أنه لا بد أن يقال فيه إنه ابن لله فقال إِنِّي عَبْدُ اللّٰهِ فبدأ في أول تعريفه و شهادته في الحال الذي لا ينطق مثله في العادة فما أنا ابن لأحد فأمي طاهرة بتول و لست بابن لله كما أنه لا يقبل الصاحبة لا يقبل الولد و لكني عبد اللّٰه مثلكم آتٰانِيَ الْكِتٰابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا فنطق بنبوته في وقتها عنده و في غير وقتها عند الحاضرين لأنه لا بد له في وقت رسالته أن يعلم بنبوته كما جرت عادة اللّٰه في الأنبياء قبله فهم مأمورون بكل ما يظهر عليهم و منهم من الدعاوي الصادقة التي تدل على المكانة الزلفى و التميز عن الأمثال و الأشكال بالمرتبة المثلى عند اللّٰه وَ جَعَلَنِي مُبٰارَكاً أي محلا و علامة على زيادات الخير عندكم أَيْنَ مٰا كُنْتُ يعني في كل حال من الأحوال ما تختص البركة بسببي فيكم في حال دون حال و ذكرها كلها بلفظ الماضي و هو يريد الحال و الاستقبال فما كان منه في الحال فنطقه شهادة ببراءة أمه و تنبيها و تعليما لمن يريد أن يقول فيه أنه ابن اللّٰه فنزه اللّٰه و هو نظير براءة أمه مما نسبوا إليها فهو في جناب الحق تنزيه و في جناب الأم تبرئة و يدل لفظ الماضي فيه و أَيْنَ مٰا كُنْتُ أن يكون له التعريف بذلك من اللّٰه كما كان لمحمد صلى اللّٰه عليه و آله و سلم

لما قال كنت نبيا و آدم بين الماء و الطين فعلم مرتبته عند اللّٰه و آدم ما وجدت صورته البدنية

[أن عيسى كلمة اللّٰه]

و أعلم عيسى بلفظ الماضي أن اللّٰه آتاه الكتاب و أوصاه بالصلاة و الزكاة ما دام في عالم التكليف و التشريع و هو قوله مٰا دُمْتُ حَيًّا يريد حياة التكليف في ظاهر الأمر عند السامعين و يريد عندنا هذا و أمرا آخر و هو قوله تعالى في عيسى إنه كلمة اللّٰه : و الكلمة جمع حروف و سيأتي علم ذلك في باب النفس بفتح الفاء فأخبر أنه آتاه الكتاب يريد الإنجيل و يريد مقام وجوده من حيث ما هو كلمة و الكتاب ضم حروف رقمية لإظهار كلمة أو ضم معنى إلى صورة حرف يدل عليه فلا بد من تركيب فلهذا ذكر أن اللّٰه أعطاه الكتاب مثل قوله أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ و يريد بالوصية بالصلاة و الزكاة العبادة كما تدل على العمل هي على العبادة أدل لأنها لا تفتقر في كونها عبادة إلى بيان و إذا أريد بها العمل احتيج إلى تعيين ذلك العمل و بيان صورته حتى يقيم نشأته هذا المكلف به فإذا كانت العبادة دل على أنه لا يزال حيا أينما كان و إن فارق هذا الهيكل بالموت فالحياة تصحبه لأنها صفة نفسية له و لا سيما و قد جعله روح اللّٰه ثم ذكر أنه بر بوالدته أي محسن إليها فأول إحسانه أنه برأها مما نسب إليها في حالة لا يشكون في أنه صادق في ذلك التعريف ثم تمم فقال وَ لَمْ يَجْعَلْنِي جَبّٰاراً فإن الجبروت و هو العظمة يناقض العبودة و هو قوله إنه عبد اللّٰه

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست