responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 384

فثم سفر بحق و سفر بخلق فالسفر بالحق على نوعين سفر ذات و سفر صفة و الإنسان الكامل يسافر هذه الأسفار كلها فيسافر بربه عن كشف إلهي و معية محققة يكون فيها مع الحق كما هو الحق معنا أينما كنا و قد عين سبحانه لنفسه أماكن كما يليق بجلاله و وصف نفسه بتردده فيها فإذا كان العبد معه سافر بسفره فيسفر له إنه هو كما أسفر له أنه ليس هو فالسفر الرباني من العماء إلى العرش فيظهر في العرش بالاسم الرحمن ثم ينزل معه بالاسم الرب كل ليلة إلى السماء الدنيا ثم ينزل بالاسم الإله إلى الأرض ثم يصحبه بالهوية مع كل واحد من الكون ثم يسافر معه بالصحبة في سفر الكون ثم يختلف معه بالخلافة في الأهل ثم يسافر صحبة القرآن في سفره من كونه صفة اللّٰه إلى السماء الدنيا ثم يصحبه في سفره ثلاثا و عشرين سنة ثم يصحب الأسماء الإلهية في سفرها في الكون ثم يصحبه الكون في سفره من العدم إلى الوجود ثم يصحب الأنبياء في سفرهم فيصحب آدم في سفره من الجنة إلى الأرض ثم يصحبه في سفره في سبعمائة عمرة و ثلاثمائة حجة ثم يصحب إدريس في سفره إلى المكان العلي ثم يصحب نوحا في سفره في سفينة نجاته إلى الجودي ثم يصحب إبراهيم ع في جميع أسفاره و كذلك كل نبي و ملك كأسفار جبريل إلى كل نبي و رسول و كسفر ميكائيل و الملائكة بالعروج و النزول و سفر السياحين منهم و سفر الكواكب في سيرها و سفر الأفلاك في حركاتها و سفر العناصر في استحالاتها و سفر التجلي في صوره إلى أن يقف على حقائق هذا كله ذوقا من نفسه لا يرتاب و لا يشك و يجرد من ذاته في كل سفر ما يناسب صاحب ذلك السفر من حق و خلق فهذا هو سفر العارفين و طرق العلماء بالله الراسخين

(الباب الثاني و التسعون و مائة في معرفة الحال)



الحال مليهب الرحمن من منح عناية منه لا كسب و لا طلب
تغير الوصف برهان عليه فكن على ثبات فإن الحال تنقلب
و لا تقولن إن الحال دائمة فإن قوما إلى ما قلته ذهبوا
أبو عقال إمام سيد سند في الحال كان له في حاله عجب
دامت عليه إلى وقت البدور من المئين أيامها ما أسدلت حجب
و زاد ميقات موسى في إقامته على المئين كذا جاءت به الكتب

[الحال ما يرد على القلب]

الحال عند الطائفة ما يرد على القلب من غير تعمل و لا اجتلاب فتتغير صفات صاحبه له و اختلف في دوامه فمنهم من قال بدوامه و منهم من منع دوامه و إنه لا بقاء له سوى زمان وجوده كالعرض عند المتكلمين ثم يعقبه الأمثال فيتخيل أنه دائم و ليس كذلك و هو الصحيح لكنه يتوالى من غير أن يتخلل الأمثال ما يخرجه عنه فمنهم من أخذه من الحلول فقال بدوامه و جعله نعتا دائما غير زائل فإذا زال لم يكن حالا و هذا قول من يقول بدوامه قال بعضهم ما أقامني اللّٰه منذ أربعين سنة في أمر فكرهته قال الإمام أشار إلى دوام الرضي و هو من جملة الأحوال هذا الذي قاله الإمام يحتمل و لكنه في طريق اللّٰه بعيد و إنما الذي ينبغي أن يقال في قول هذا السيد إنه أقام أربعين سنة ما أقامه اللّٰه في ظاهره و لا في باطنه في حال مذموم شرعا بل لم تزل أوقاته عليه محفوظة بالطاعات و ما يرضى اللّٰه و لقد لقيت شخصا صدوقا صاحب حال على قدم أبي يزيد البسطامي بل أمكن في شغله له إدلال في أدب فقال لي يوما لي خمسون سنة ما خطر لي في نفسي خاطر سوء يكرهه الشرع فهذه عصمة إلهية فيكون كلام ذلك السيد من هذا القبيل و الأحوال مواهب لا مكاسب

[الحال من جملة نعوت إلهى]

اعلم أن الحال نعت إلهي من حيث أفعاله و توجهاته على كائناته و إن كان واحد العين لا يعقل فيه زائد عليه قال تعالى عن نفسه كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ و أصغر الأيام الزمن الفرد الذي لا يقبل القسمة فهو فيه في شئون على عدد ما في الوجود من أجزاء العالم الذي لا ينقسم كل جزء منه بهذا الشرط فهو في شأن مع كل جزء من العالم بأن يخلق فيه ما يبقيه سوى ما يحدثه مما هو قائم بنفسه في كل زمان فرد و تلك الشئون أحوال المخلوقين و هم المحال لوجودها فيهم فإنه فيهم يخلق تلك الشئون دائما فلا يصح بقاء الحال زمانين لأنه لو بقي زمانين لم يكن الحق في حق من بقي عليه الحال خلاقا و لا فقيرا إليه و كان يتصف بالغنى عن اللّٰه و هذا محال و ما يؤدي إلى المحال محال و هذا مثل قول القائلين

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 384
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست