responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 377

تكذب و أصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا و رؤيا المسلم جزء من ستة و أربعين جزءا من النبوة و الرؤيا ثلاث فالرؤيا الصالحة بشرى من اللّٰه تعالى و رؤيا من تحزين الشيطان و رؤيا مما يحدث الرجل به نفسه و إذا رأى أحدكم ما يكره فليقم و ليتفل و لا يحدث به الناس الحديث و قال فيه حديث صحيح و

في حديث أبي قتادة عن رسول اللّٰه ص إذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث عن يساره ثلاث مرات و ليستعذ بالله من شرها فإنها لا تضره و هو حديث حسن صحيح و

في الحديث الصحيح عن النبي ص أن رؤيا المسلم على رجل طائر ما لم يحدث بها فإذا حدث بها وقعت

[إن لله ملكا موكلا بالرؤيا يسمى الروح]

فاعلم إن لله ملكا موكلا بالرؤيا يسمى الروح و هو دون السماء الدنيا و بيده صور الأجساد التي يدرك النائم فيها نفسه و غيره و صور ما يحدث من تلك الصور من الأكوان فإذا نام الإنسان أو كان صاحب غيبة أو فناء أو قوة إدراك لا يحجبه المحسوسات في يقظته عن إدراك ما بيد هذا الملك من الصور فيدرك هذا الشخص بقوته في يقظته ما يدركه النائم في نومه و ذلك أن اللطيفة الإنسانية تنتقل بقواها من حضرة المحسوسات إلى حضرة الخيال المتصل بها الذي محله مقدم الدماغ فيفيض عليها ذلك الروح الموكل بالصور من الخيال المنفصل عن الأذن الإلهي ما يشاء الحق أن يريه هذا النائم أو الغائب أو الفاني أو القوي من المعاني متجسدة في الصور التي بيد هذا الملك فمنها ما يتعلق بالله و ما يوصف به من الأسماء فيدرك الحق في صورة أو القرآن أو العلم أو الرسول الذي هو على شرعه فهنا يحدث للرائي ثلاث مراتب أو إحداهن المرتبة الواحدة أن تكون الصورة المدركة راجعة للمرئي بالنظر إلى منزلة ما من منازله و صفاته التي ترجع إليه فتلك رؤيا الأمر على ما هو عليه بما رجع إليه و المرتبة الثانية أن تكون الصورة المرئية راجعة إلى حال الرائي في نفسه و المرتبة الثالثة أن تكون الصورة المرئية راجعة إلى الحق المشروع و الناموس الموضوع أي ناموس كان في تلك البقعة التي ترى تلك الصورة فيها في ولاة أمر ذلك الإقليم القائمين بناموسه و ما ثم مرتبة رابعة سوى ما ذكرناه فالأولى و هي رجوع الصورة إلى عين المرئي فهي حسنة كاملة و لا بد لا تتصف بشيء من القبح و النقص و المرتبتان الباقيتان قد تظهر الصورة فيهما بحسب الأحوال من الحسن و القبح و النقص و الكمال فلينظر إن كان من تلك الصورة خطاب فبحسب ما يكون الخطاب يكون حاله و بقدر ما يفهم منه في رؤياه و لا يعول على التعبير في ذلك بعد الرجوع إلى عالم الحس إلا إن كان عالما بالتعبير أو يسأل عالما بذلك و لينظر أيضا حركته أعني حركة الرائي مع تلك الصورة من الأدب و الاحترام أو غير ذلك فإن حاله بحسب ما يصدر منه في معاملته لتلك الصورة فإنها صورة حق بكل وجه و قد يشاهد الروح الذي بيده هذه الحضرة و قد لا يشاهده و ما عدا هذه الصورة فليست إلا من الشيطان إن كان فيه تحزين أو مما يحدث المرء به نفسه في حال يقظته فلا يعول على ما يرى من ذلك و مع هذا و كونها لا يعول عليها إذا عبرت كان لها حكم و لا بد يحدث لها ذلك من قوة التعبير لا من نفسها و هو أن الذي يعبرها لا يعبرها حتى يصورها في خياله من المتكلم فقد انتقلت تلك الصورة عن المحل الذي كانت فيه حديث نفس أو تحزين شيطان إلى خيال العابر لها و ما هي له حديث نفس فيحكم على صورة محققة ارتسمت في ذاته فيظهر لها حكم أحدثه حصول تلك الصورة في نفس العابر كما جاء في قصة يوسف مع الرجلين و كانا قد كذبا فيما صوراه فكان مما حدثا به أنفسهما فتخيلاه من غير رؤيا و هو أبعد في الأمر إذ لو كان رؤيا لكان أدخل في باب التعبير فلما قصاه على يوسف حصل في خيال يوسف ع صورة من ذلك لم يكن يوسف حدث بذلك نفسه فصارت حقا في حق يوسف و كأنه هو الرائي الذي رأى تلك الرؤيا لذلك الرجل و قاما له مقام الملك الذي بيده صور الرؤيا فلما عبر لهما رؤياهما قالا له أردنا اختبارك و ما رأينا شيئا فقال يوسف قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيٰانِ فخرج الأمر في الحس كما عبر ثم إن اللّٰه تعالى إذا رأى أحد رؤيا فإن صاحبها له فيما رآه حظ من الخير و الشر بحسب ما تقتضي رؤياه أو يكون الحظ في ناموس الوقت في ذلك الموضع و أما في الصورة المرئية فلا فيصور اللّٰه ذلك الحظ طائرا و هو ملك في صورة طائر كما يخلق من الأعمال صورا ملكية روحانية جسدية برزخية و إنما جعلها في صورة طائر لأنه يقال طار له سهمه بكذا و الطائر الحظ قال اللّٰه عز و جل قٰالُوا طٰائِرُكُمْ مَعَكُمْ أي حظكم و نصيبكم معكم من الخير و الشر و بجعل الرؤيا معلقة من رجل هذا الطائر و هي عين الطائر و لما كان الطائر إذا اقتنص شيئا من الصيد من الأرض

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 377
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست