responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 364



شوق بتحصيل الوصال يزول و الاشتياق مع الوصال يكون
إن التخيل للفراق يديمه عند اللقاء فربه مغبون
من قال هون صعبة قلنا له ما كل صعب في الوجود يهون
هو من صفات العشق لا من غيره و العشق داء في القلوب دفين
ما حكم هذا النعت إلا هاهنا و هناك يذهب عينه و يبين
يقول بعض العشاق

فأبكى إن نأوا شوقا إليهم و أبكي إن دنوا خوف الفراق

[الاشتياق حركة يجدها المحب عند اجتماعه بمحبوبه فرحا به]

الشوق يسكن باللقاء فإنه هبوب القلب إلى غائب فإذا ورد سكن و الاشتياق حركة يجدها المحب عند اجتماعه بمحبوبه فرحا به لا يقدر يبلغ غاية وجده فيه فلو بلغ سكن لأنه لا يشبع منه فإن الحس لا يفي بما يقوم في النفس من تعلقها بالمحبوب فهو كشارب ماء البحر كلما ازداد شربا ازداد عطشا

قال ع منهومان لا يشبعان طالب علم و طالب دنيا من حيث ما هو محب في تحصيل كل واحد منهما و ما للعلم غاية ينتهي إليها فلهذا لا يشبع و كذلك الدنيا فإنها مشتهي النفوس و الشهوة تطلبها و قد تجلى ذلك المشتهي في صورة قريبة تسمى دنيا فتعلقت الشهوة بها ثم تنتقل إلى الآخرة في الجنة فتتبعها الشهوة فلا تشبع أبدا لأنها صورة لا يتناهى أمدها و لو لا الشهوة ما طابت الجنة فالشوق ما سكن و الاشتياق ما بقي و لنا في هذا الباب

ليس يصفو عيش من ذاق الهوى دون أن يلقى الذي يعشقه
فإذا أبصره يكمه ذلك المعنى الذي يقلقه
و هو معنى حكمه مختلف عند من يعرف ما أطلقه

[متعلق الشوق ليس بحاضر إنما متعلقة غائب غير مشهود له في الحال]

و لما كان الحب لا يتعلق إلا بمعدوم كما قدمناه في باب المحبة كذلك الشوق لا يصح أن يتعلق بحاضر و إنما متعلقة غائب غير مشهود له في الحال و لذا كان الشوق من أوصاف المحبة و لهذا يطرد و ينعكس فيقال كل محب مشتاق و كل مشتاق محب و من ليس بمشتاق فليس بمحب و من ليس بمحب فليس بمشتاق و

قد ورد خبر لا علم لي بصحته إن اللّٰه تعالى ذكر المشتاقين إليه و قال عن نفسه إنه أشد شوقا إليهم كما يليق بجلاله فشوقه إليهم أن ينيلهم الراحة بلقاء من اشتاقوا إليه و الوقت المقدر الذي لا يتبدل لم يصل فلا بد من تأخر وجود ما وقع الشوق الإلهي إليه هذا إن صح الخبر و لا علم لي به لا من الكشف و لا من رواية صحيحة إلا أنه مذكور مشهور و قد اتصفت الجنة بالاشتياق إلى علي و سلمان و عمار و بلال و تكلم الناس في ذلك من حيث اشتقاق أسماء هؤلاء من العلو و السلامة و العمران و الاستبلال و لكن ما هو محقق فإن الشوق أمر ذوقي و لو خطر لي هذا الخبر حين رأيت الجنة لسألتها عن شوقها لهؤلاء دون غيرهم فإنها أعرف بالسبب الذي أداها إلى الشوق لهؤلاء الأربعة و كذلك النبي ص قد رأيته مرارا و سألته عن أشياء و ما خطر لي أن أسأله عن شوق الجنة لهؤلاء بل شغلني ما كان أهم علي منه و الشوق علم ذوق يعرفه كل مشتاق من نفسه

(الباب الأحد و الثمانون و مائة في معرفة مقام احترام الشيوخ)



ما حرمة الشيخ إلا حرمة اللّٰه فقم بها أدبا لله بالله
هم الأدلاء و القربى تؤيدهم على الدلالة تأييدا على اللّٰه
الوارثون هم للرسل أجمعهم فما حديثهم إلا عن اللّٰه
كالأنبياء تراهم في محاربهم لا يسألون من اللّٰه سوى اللّٰه
فإن بدا منهم حال تولهم عن الشريعة فاتركهم مع اللّٰه
لا تتبعهم و لا تسلك لهم أثرا فإنهم طلقاء اللّٰه في اللّٰه
لا تقتدي بالذي زالت شريعته عنه و لو جاء بالإنباء عن اللّٰه
و لما رأينا في هذا الزمان جهل المريدين بمراتب شيوخهم قلنا في ذلك

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 364
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست