responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 362

آدم و ذريته الحديث فآدم في القبضة و آدم خارج القبضة هكذا صورة المحبوب مع المحب هو فيه ما هو فيه فنعوته كثيرة لا تحصى و ليس لها حد فيبلغ بالبحث و الاستقصاء غير أن مشارب الحب متنوعة باختلاف المحبوب فإن عقلت عني فقد رميت بك على الطريق فإياك و التشبيه فالحب و الجد و الشوق و الكمد حقيقة واحدة لها نسب مختلفة لاختلاف المتعلق فهي نعوت تحكم سلطانها فيمن قامت به لا يرجع منها إلى المحبوب نعت و لا له فيها حكم إلا أن يكون محبا فافهم و هذا القدر كاف على الإيجاز في نعت المحبين في الجانبين وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ انتهى الجزء الخامس عشر و مائة >(بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)<

(الباب التاسع و السبعون و مائة في معرفة مقام الخلة)



بخلة الكون يسد الخلل بخلة الحق فأكرم به
من نعت حق و رسولي هدى و ما له في الخلق من مشبه
إن عجزت عنه نفوس الورى فأنت من عالمه قم به
الخلة نعت إلهي يقول قائلهم

و تخللت مسلك الروح مني و بذا سمي الخليل خليلا
يعضده حال الحلاج و زليخا انكتب بدم زليخا يوسف حيث وقع و بدم الحلاج اللّٰه اللّٰه حيث وقع فأنشد

ما قد لي عضو و لا مفصل إلا و فيه لكم ذكر

[إذا تخللت المعرفة بالله أجزاء العارف فلا يبقى فيه جوهر فرد]

إذا تخللت المعرفة بالله أجزاء العارف من حيث ما هو مركب فلا يبقى فيه جوهر فرد إلا و قد حلت فيه معرفة ربه فهو عارف به بكل جزء فيه و لو لا ذلك ما انتظمت أجزاؤه و لا ظهر تركيبه و لا نظرت روحانيته طبيعته فبه تعالى انتظمت الأمور معنى و حسا و خيالا و كذلك أشكال خيال الإنسان لا تتناهى و ما ينتظم منها شكل إلا بالله و يكون حكمها في تلك الحضرة في المعرفة بالله حكم ما ذكرناه في الصورة الحسية و الروحانية هكذا في كل موجود فإذا أحس الإنسان بما ذكرناه و تحقق به وجودا و شهودا كان خليلا من حصل في هذا المقام كان حاله في العالم نعت الحق فبه يرزق مع كفر النعم و يملي ليزداد ذلك الشخص إثما فيظهر عظم المغفرة و سلطان العفو و التجاوز

(حكاية)

نزل ضيف من غير ملة إبراهيم ع بإبراهيم ع فقال له إبراهيم ع وحد اللّٰه حتى أكرمك و أضيفك فقال يا إبراهيم من أجل لقمة أترك ديني و دين آبائي فانصرف عنه فأوحى اللّٰه إليه يا إبراهيم صدقك لي سبعون سنة أرزقه و هو يشرك بي فتريد أنت منه أن يترك دينه و دين آبائه لأجل لقمة فلحقه إبراهيم ع و سأله الرجوع إليه ليقربه و اعتذر إليه فقال له المشرك يا إبراهيم ما بدا لك فقال إن ربي عتبني فيك و قال لي أنا أرزقه منذ سبعين سنة على كفره بي و أنت تريد منه أن يترك دينه و دين آبائه لأجل لقمة فقال المشرك أ و قد وقع هذا مثل هذا ينبغي أن يعبد فأسلم و رجع مع إبراهيم ع إلى منزله ثم عمت كرامته خلق اللّٰه من كل وارد ورد عليه فقيل له في ذلك فقال تعلمت الكرم من ربي رأيته لا يضيع أعداءه فلا أضيعهم فأوحى اللّٰه إليه أنت خليلي حقا

قال رسول اللّٰه ص المرء على دين خليل فلينظر أحدكم من يخالل قال الشاعر

عن المرء لا تسأل و سل عن قرينه و كل خليل بالمقارن مقتد
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم و لا تصحب الأردى فتردى مع الردي
قيل لبعضهم من أحب الناس إليك قال أخي إذا كان خليلي علامة الخليل أن يسد خلة صاحبه بما أمكنه فإذا لم يستطع قاسمه في همه كما قيل

خليلي من يقاسمني همومي و يرمي بالعداوة من رمانى
(و قال الآخر)

ما أنا إلا لمن بغاني أرى خليلي كما يراني

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 362
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست