responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 361

(منصة و مجلى)نعت المحب بأنه خارج عن الوزن التصرفات على الوزن المعتبر في الحكمة

يطلب الفكر الصحيح و المحب لا فكرة له في تدبير الكون و إنما همه و شغله بذكر محبوبه قد أفرط فيه الخيال فلا يعرف المقادير فإن كان محبوبه اللّٰه لما وسعه قلبه فذلك الخارج عن الوزن فلا يزنه شيء أ لا ترى إلى التلفظ بذكره و هي لفظة لا إله إلا اللّٰه لا تدخل الميزان و لما دخلت بطاقتها من حيث ما هي مكتوبة في الميزان لصاحب السجلات طاشت السجلات و ما وزنها شيء و لو وضعت أصناف العالم ما وزنتها و هي لفظة من قائل لم يتصف بالمحبة فما ظنك بقول محب فما ظنك بحاله فما ظنك بقلبه الذي هو أوسع من رحمة اللّٰه وسعته إنما كانت من رحمة اللّٰه فهذا من أعجب ما ظهر في الوجود إن اتساع القلب من رحمة اللّٰه و هو أوسع من رحمة اللّٰه يقول أبو يزيد لو أن العرش و ما حواه مائة ألف ألف مرة في زاوية من زوايا قلب العارف ما أحس بها فكيف حال المحب المحب اللّٰه تعالى عن الموازنة محبوب الحق عند الحق لأن المحب لا يفارق محبوبه و ما عند اللّٰه باق فالمحبوب باق و ما يبقى ما يوازنه ما يفنى

(منصة و مجلى)نعت المحب بكونه يقول عن نفسه إنه عين محبوبه لاستهلاكه فيه

فلا يراه غير إله قال قائلهم في ذلك

أنا من أهوى و من أهوى أنا
و هذه حالة أبي يزيد المحب اللّٰه أحب بعض عباده فكان سمعه و بصره و لسانه و جميع قواه

(منصة و مجلى)نعت المحب بأنه مصطلم مجهود لا يقول لمحبوبه لم فعلت كذا لم قلت كذا

قال أنس بن مالك رضي اللّٰه عنه خدمت رسول اللّٰه ص عشر سنين فما قال لي لشيء فعلته لم فعلته و لا لشيء لم أفعله لم لم تفعله لأنه كان يرى تصريف محبوبه فيه و تصريف المحبوب في المحب لا يعلل بل يسلم لا بل يستلذ لأن المحب مصطلم بنار تحرق كل شيء تجده في قلبه ما سوى محبوبه غيرة فهو يبذل المجهود و لا يرى أنه و في و لا يخطر له أنه تحرك فيما يرضي محبوبه المحب اللّٰه في هذا الموطن لا تتحرك ذرة إلا بإذنه فكيف يقول لم و ما فعل إلا هو يقول الحق لمحبوبه أنا يدك اللازم له لكل محبوب تجل لا يكون لغيره فما يجتمع عنده اثنان و لا يصح فهذا الاصطلام و نعته بالمجهود ما نسب إليه من التردد

(منصة و مجلى)نعت المحب بأنه مهتوك الستر سره علانية فضيحة الدهر لا يعلم الكتمان

قال المحب الصادق

من كان يزعم أن سيكتم حبه حتى يشكك فيه فهو كذوب
الحب أغلب للفؤاد بقهره من أن يرى للستر فيه نصيب
و إذا بدا سر اللبيب فإنه لم يبد إلا و الفتى مغلوب
إني لأحسد ذا هوى متحفظا لم تتهمه أعين و قلوب
الحب غلاب لا يبقي سترا إلا هتكه و لا سرا إلا أعلنه زفراته متصاعدة و عبراته متتابعة تشهد عليه جوارحه بما تحمله من الأسقام و السهر و تنم به أحواله إن تكلم تكلم بما لا يعقل ما له صبر و لا جلد همومه مترادفة و غمومه متضاعفة المحب اللّٰه

إذا أحب اللّٰه العبد أوحى إلى الملك أن ينادي به في السموات إن اللّٰه أحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض فتقبله البواطن و إن أنكرته الظواهر من بعض الناس فلأغراض قامت بهم فإنهم في هذا الشأن مثل سجودهم لله كل من في العالم ساجد لله وَ كَثِيرٌ مِنَ النّٰاسِ ما قال كلهم و هكذا حب هذا العبد في قلوبهم و إن وضع له القبول في الأرض فتحبه بقاع الأرض كلها و جميع ما فيها و كثير من الناس على أصلهم في السجود لله سواء

(منصة
و مجلى)نعت المحب بأنه لا يعلم أنه محب كثير الشوق لا يدري لمن عظيم الوجد

لا يدري فيمن لا يتميز له محبوبه القرب المفرط حجاب فيجد آثار الحب و قد لبسته صورة محبوبه مما يحكم في خياله فيطلبه من خارج فلا يجد ما عانق من صورته في نفسه لكثافة الظاهر عن لطف الباطن المحب مع المعنى الذي يأخذه من المحبوب و يرفعه في نفسه و ذلك المعنى المرفوع عند المحب منه هو الذي يقلقه و يزعجه فهو فيه و لا يدرى أنه هو فيه فلا يطلبه إلا به اللطيف يغيب عن الحواس يقول و لا يعقل ما يقول و لا بقوله قلبي عند محبوبي

ضاع قلبي أين أطلبه ما أرى جسمي له وطنا
و لا بقوله محبوبي في قلبي لا أدري في أي الحالتين هو أصدق بجمع بين الضدين هو عندي ما هو عندي المحب اللّٰه

تجلى اللّٰه لآدم و يداه مقبوضتان فقال يا آدم اختر أيتهما شئت قال اخترت يمين ربي و كلتا يدي ربي يمين مباركة فبسطها فإذا فيها

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 361
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست