responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 359

لا المحبين فإنهم في أسره و تحت حكم سلطان أحب المحب اللّٰه جرحه جبار و هو الصادق و توعد على الخطيئة بما توعد به ثم عفا و لم يؤاخذ من غير توبة من العاصي بل امتنانا منه و فضلا فأهدر ما كان له أن يأخذ به كان ما اجترحه المسيء جبارا و ما توعده به الحق من وقوع الانتقام به جبار لأنه عفا عنه من غير سبب البهيمة لا تقصد ضرر العباد و لا تعقل فجرحها جبار المحب محكوم عليه فغيره هو القاتل فجرحه جبار فَلِلّٰهِ الْحُجَّةُ الْبٰالِغَةُ فَلَوْ شٰاءَ لَهَدٰاكُمْ أَجْمَعِينَ

(منصة و مجلى)نعت
المحب بأنه لا يقبل حبه الزيادة بإحسان المحبوب و لا النقص بجفائه

هذا الحكم لا يكون إلا في محب أحبه لذاته عن تجل تجلى له فيه من اسمه الجميل فلا يزيد بالبر و لا ينقص بالإعراض بخلاف حب الإحسان و النعم فإنه يقبل الزيادة و النقص و هو الحب المعلول قالت المحبة لو قطعتني إربا إربا لم أزدد فيك إلا حبا يعني أنه لا ينقص حبنا لذلك و هو قول المرأة المحبة يقال إن هذا قول رابعة العدوية المشهورة التي أربت على الرجال حالا و مقاما و قد فصلت و قسمت رضي اللّٰه عنها و هو أعجب الطرق في الترجمة عن الحب

أحبك حبين حب الهوى و حبا لأنك أهل لذاك
فأما الذي هو حب الهوى فشغلي بذكرك عمن سواك
و أما الذي أنت أهل له فكشفك للحجب حتى أراك
فلا الحمد في ذا و لا ذاك لي و لكن لك الحمد في ذا و ذاك
(و قالت الأخرى جارية عتاب الكاتب)

يا حبيب القلوب من لي سواكا ارحم اليوم زائرا قد أتاكا
أنت سؤلي و بغيتي و سروري قد أبي القلب أن يحب سواكا
يا منايا و سيدي و اعتمادي طال شوقي متى يكون لقاكا
ليس سؤلي من الجنان نعيما غير أني أريدها لأراكا
(و لنا في هذا النعت)

نعيمك أو عذابك لي سواء فحبك لا يحول و لا يزيد
فحبي في الذي تختار مني و حبك مثل خلقك لي جديد
هذا ميزان الاعتدال و هو الميزان الإلهي لا تؤثر فيه العوارض و لا يتأثر بالأحوال المحب اللّٰه لا ينتفع بالطاعة و لا يتضرر بالمخالفة من أحبه من عباده لم تضره الذنوب و لا قدحت في منزله بل بشره فقال عَفَا اللّٰهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ فقدم العفو على السؤال عندنا و على العتاب عند غيرنا لِيَغْفِرَ لَكَ اللّٰهُ مٰا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ مٰا تَأَخَّرَ فقدم المغفرة على الذنب و ليس يذنب عنده و إنما ذكره لتعرف العناية الإلهية بإحبابه لا ذنب لمحبوب و لا حسنة لمحب عند نفسه و مع هذا كله فإنه مقام خفي غير جلي سريع التفلت في المحب يتصور فيه المطالبة مع الأنفاس مدعية حافظ لميزانه إن أخل به قامت الحجة عليه من الجانبين فلا يحفظه إلا ذو معرفة تامة و ذو حب صادق قوي السلطان ثابت الحكم

(منصة و مجلى)نعت
المحب بأنه غير مطلوب بالآداب

إنما يطلب بالأدب من كان له عقل و صاحب الحب ولهان مدله العقل لا تدبير له فهو غير مؤاخذ في كل ما يصدر عنه إذا كان المحب اللّٰه فهو الكبير المالك مشرع الآداب في العقلاء مؤدب أوليائه كما

قال ص إن اللّٰه أدبني فأحسن أدبي و السيد لا يقال يتأدب مع غلامه و إنما يقال السيد يعطي ما يستحقه العبد المحبوب عنده المكرم لديه منة منه و فضلا فالسيد غير مطالب بالأدب مع عبده و إن كان محبوبا له

(منصة
و مجلى)نعت المحب بأنه ناس حظه و حظ محبوبه استفرغه الحب فأنساه المحبوب و أنساه نفسه

و هذا هو حب الحب و الحقيقة الإلهية التي صدرت منها هذه الحقيقة لا تنقال نعم تنقال إلا أنها من الأسرار التي لا تذاع فمن كشفها عرفها و لا يجوز له أن يعرف بها و آيتها من كتاب اللّٰه نَسُوا اللّٰهَ فَنَسِيَهُمْ و من نسي صورته نسي نفسه

(منصة و مجلى)
نعت المحب بأنه مخلوع النعوت

المحب لا نعت له يقيد به و لا صفة فإنه بحيث يريد محبوبه أن يقيمه فيه فنعته ما يراد به

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 359
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست