responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 355

الهائم و لا سيما إذا كان الحق يظهر له في كل وجه يتوجه إليه و في كل مصرف يتصرف فيه فإنه ناظر إلى عين محبوبه في كل وجه المحب اللّٰه كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ

ما ترددت في شيء أنا فاعله كثرة الوجوه في الأمر الواحد تؤدي إلى التردد أيها يفعل و كلها رضي المحبوب فنحن لا نعرف الأرضى و هو يعرف الأرضى في حقنا غير أنا نعرف الأرضي ما بين النوافل و الفرائض فنقول الفرائض أرضى و لكن إذا اجتمعت بحكم التخيير كالكفارة التي فيها التخيير لا يعرف الأرضي إلا بتعريف مجدد و كذلك الأرضي في النوافل لا يعرف إلا بتوقيف و النوافل كثيرة و ما منها إلا مرضي من وجه و أرضى من وجه فلا بد من تعريف جديد ففي مثل هذا يكون المحب هائم القلب أي حائرا في الوجوه التي يريد أن يتقلب فيها

(منصة و مجلى)نعت المحب بأنه مؤثر محبوبه على كل مصحوب

لما كان العالم كله كل جزء منه عنده أمانة للإنسان و قد كلف بأداء الأمانة و أماناته كثيرة و لأدائها أوقات مخصوصة له في كل وقت أمانة منها ما نبه عليه أبو طالب من أن الفلك يجري بأنفاس الإنسان بل بنفس كل متنفس و المقصود الإنسان بالذكر خاصة لأنه بانتقاله ينتقل الملك و يتبعه حيث كان فلا يزال العالم يصحبه الإنسان لهذه العلة ثم إن الإنسان مفتقر لهذه الأمانات التي عند العالم و مع افتقاره إليها فإن المحبين من رجال اللّٰه العارفين شغلوا نفوسهم بما أمرهم به محبوبهم فهم ناظرون إليه حبا و هيما ناقد تيمهم بحبه و هيمهم بين بعده و قربه فمن هنا نعتوا بأنهم آثروه على كل مصحوب لأنه صاحبهم لقوله تعالى وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ و كل من في العالم يصحبه أيضا لأجل الأمانة التي بيده فيؤثر الإنسان لمحبته لله جناب اللّٰه على كل مصحوب قيل لسهل ما القوت قال اللّٰه قيل له ما نريد إلا ما تقع به الحياة قال اللّٰه فلم ير إلا اللّٰه فلما ألحوا عليه و قالوا له إنما نريد ما به عمارة هذا الجسم فلما رآهم ما فهموا عنه عدل إلى جواب آخر فقال دع الديار إلى بانيها إن شاء عمرها و إن شاء خربها يقول ليس من شأن اللطيفة الإنسانية صحبة هذا الهيكل الخاص و لا بد تشتغل هي بما كلفها المحبوب الذي هو عين حياتها و وجودها و أي بيت أسكنها فيه سكنته هذا إن كان يقول بعدم التجريد عن النشأة الطبيعية كما نقول و كما أعطاه الكشف و إن كان يقول بالتجريد عن الطبيعة و ارتفاع العلاقة فهو على كل حال ممن يؤثر اللّٰه على كل مصحوب المحب اللّٰه آثر الإنسان من كونه محبوبه على جميع العالم فأعطاه الصورة الكاملة و لم يعطها لأحد من أصناف العالم و إن كان موصوفا بالطاعة و التسبيح لله فقد آثره على كل مصحوب قال تعالى وَ إِذْ قٰالَ رَبُّكَ لِلْمَلاٰئِكَةِ إِنِّي جٰاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً أعطاه جميع الأسماء كلها الإلهية فسبحه بكل اسم إلهي له بالكون تعلق و مجده و عظمه لا اسم القصعة و القصيعة الذي ذهب إليه من لا علم له بشرف الأمور و لذلك قالت الملائكة نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ و لا يقدس و لا يسبح إلا بأسمائه فأعلمهم بأن لله أسماء في العالم ما سبحته الملائكة و لا قدسته بها و قد علمها آدم فلما أحضر ما أحضره من خلقه مما لا علم للملائكة به ف‌ فَقٰالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمٰاءِ هٰؤُلاٰءِ التي تسبحونى بها و تقدسوني قٰالُوا لاٰ عِلْمَ لَنٰا فقال لآدم أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمٰائِهِمْ فَلَمّٰا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمٰائِهِمْ علموا إن لله أسماء لم يكن لهم بها علم يسبحه بها هؤلاء الذين خلقهم و علمها آدم فسبح اللّٰه بها كما قال للملائكة لما طافت به بالبيت ما كنتم تقولون قالت الملائكة كنا نقول في طوافنا به قبلك سبحان اللّٰه و الحمد لله و لا إله إلا اللّٰه و اللّٰه أكبر فقال لهم آدم و أنا أزيدكم لا حول و لا قوة إلا بالله أعطاها اللّٰه إياه من كنز من تحت العرش لم تكن الملائكة تعلم ذلك فلو أراد المفسر بقوله حتى القصعة و القصيعة الاسم الإلهي المتوجه على الصغير و الكبير فسبحه الصغير في تصغيره بما لا يسبحه به الكبير في تكبيره أصاب و إنما قصد لفظة القصعة و القصيعة و لا شرف في مثل هذا فإنه راجع لما يصطلح عليه إذ لها في كل لسان اسم مركب من حروف لا يشبه الاسم الآخر فليس المراد إلا ما تقع به الفائدة التي يماثل بها قول الملائكة في فخرها على الإنسان إنها مسبحة و مقدسة فاراها اللّٰه تعالى شرف آدم من حيث دعواها و هو ما ذكرناه ليس غيره و ما ثم في المخلوقات أشرف من الملك و مع هذا فقد فضل عليه الإنسان الكامل بعلم الأسماء فهو في هذه الحضرة و هذا المقام أفضل فهذا حد إيثار الحق له

(منصة و مجلى)نعت المحب بأنه
محو في إثبات

أما إثباته فظهر في تكليفه و من العبادات الفعلية في صلاته فقسمها بينه و بين عبده فأثبته و أما محوه في هذا الإثبات فقوله وَ اللّٰهُ خَلَقَكُمْ وَ مٰا تَعْمَلُونَ و قوله لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ و قوله إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلّٰهِ و قوله

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 355
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست