responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 325



فذاك اسم من تهواه إن كنت عالما و هذا من العلم المضاف إلى البخل
فإن كنت ذا فهم فلا تبتغي سوى مثلثة التربيع جامعة الشمل
فثليثها بيت و بيت مصحف لها حسن إدلال يدل على دلى
فبيت إلى لعين عين و ثم بيت لماجد هما أهل بيت للسماحة و البذل
و أوله حرف نزيه مسبع من الستة الأعلام من أحرف الفصل

[مقام حب الحب و هو الشغل بالحب عن متعلقة]

و هذا ألطف ما يكون من المحبة و دونه حب الحب و هو الشغل بالحب عن متعلقة جاءت ليلى إلى قيس و هو يصيح ليلى ليلى و يأخذ الجليد و يلقيه على فؤاده فتذيبه حرارة الفؤاد فسلمت عليه و هو في تلك الحال فقالت له أنا مطلوبك أنا بغيتك أنا محبوبك أنا قرة عينك أنا ليلى فالتفت إليها و قال إليك عني فإن حبك شغلني عنك و هذا ألطف ما يكون و أرق في المحبة و لكن هو دون ما ذكرناه في اللطف و كان شيخنا أبو العباس العريبي رحمه اللّٰه يسأل اللّٰه أن يرزقه شهوة الحب لا الحب و اختلف الناس في حده فما رأيت أحدا حده بالحد الذاتي بل لا يتصور ذلك فما حده من حده إلا بنتائجه و آثاره و لوازمه و لا سيما و قد اتصف به الجناب العزيز و هو اللّٰه و أحسن ما سمعت فيه ما حدثنا به غير واحد عن أبي العباس ابن العريف الصنهاجى قالوا سمعناه يقول و قد سئل عن المحبة فقال الغيرة من صفات المحبة و الغيرة تأبى إلا الستر فلا تحد

[أن الأمور المعلومات على قسمين منها ما يحد و منها ما لا يحد]

و اعلم أن الأمور المعلومات على قسمين منها ما يحد و منها ما لا يحد و المحبة عند العلماء بها المتكلمين فيها من الأمور التي لا تحد فيعرفها من قامت به و من كانت صفته و لا يعرف ما هي و لا ينكر وجودها

[حب الشيء يعمى و يصم]

و اعلم أن كل حب لا يحكم على صاحبه بحيث أن يصمه عن كل مسموع سوى ما يسمع من كلام محبوبه و يعميه عن كل منظور سوى وجه محبوبه و يخرسه عن كل كلام إلا عن ذكر محبوبه و ذكر من يحب محبوبه و يختم على قلبه فلا يدخل فيه سوى حب محبوبه و يرمي قفله على خزانة خياله فلا يتخيل سوى صورة محبوبه إما عن رؤية تقدمته و إما عن وصف ينشئ منه الخيال صورة فيكون كما قيل

خيالك في عيني و ذكرك في فمي و مثواك في قلبي فأين تغيب
فيه يسمع و له يسمع و به يبصر و له يبصر و به يتكلم و له يتكلم و لقد بلغ بي قوة الخيال إن كان حبي يجسد لي محبوبي من خارج لعيني كما كان يتجسد جبريل لرسول اللّٰه ص فلا أقدر أنظر إليه و يخاطبني و أصغى إليه و أفهم عنه و لقد تركني أياما لا أسيغ طعاما كلما قدمت لي المائدة يقف على حرفها و ينظر إلي و يقول لي بلسان أسمعه بإذني تأكل و أنت تشاهدني فامتنع من الطعام و لا أجد جوعا و أمتلئ منه حتى سمنت و عبلت من نظري إليه فقام لي مقام الغذاء و كان أصحابي و أهل بيتي يتعجبون من سمني مع عدم الغذاء لأني كنت أبقى الأيام الكثيرة لا أذوق ذواقا و لا أجد جوعا و لا عطشا لكنه كان لا يبرح نصب عيني في قيامي و قعودي و حركتي و سكوني

[لا يستغرق الحب المحب كله إلا إذا كان محبوبه الحق تعالى]

و اعلم أنه لا يستغرق الحب المحب كله إلا إذا كان محبوبه الحق تعالى أو أحدا من جنسه من جارية أو غلام و أما ما عدى من ذكرته فإنه لا يستغرقه حبه إياه و إنما قلنا ذلك لأن الإنسان لا يقابل بذاته كلها إلا من هو على صورته إذا أحبه فما فيه جزء إلا و فيه ما يماثله فلا تبقي فيه فضلة يصحو بها جملة واحدة فيهيم ظاهره في ظاهره و باطنه في باطنه أ لا ترى الحق قد تسمى بالظاهر و الباطن فتستغرق الإنسان المحبة في الحق و في أشكاله و ليس ذلك فيما سوى الجنس من العالم فإنه إذا أحب صورة من العالم إنما يستقبله بالجزء المناسب و يبقى ما بقي من ذاته صاحية في شغلها و أما استغراق حبه إذا أحب اللّٰه فلكونه على صورته كما ورد في الخبر فيستقبل الحضرة الإلهية بذاته كلها و لهذا تظهر فيه جميع الأسماء الإلهية و يتخلق بها من ليست عنده صفة الحب و بكونها من عنده صفة الحب فلهذا يستغرق الإنسان الحب و إذا تعلق بالله و كان اللّٰه محبوبه فيفني في حبه في الحق أشد من فنائه في حب أشكاله فإنه في حب أشكاله فاقد في غيبته ظاهر المحبوب و إذا كان الحق هو المحبوب فهو دائم المشاهدة و مشاهدة المحبوب كالغذاء للجسم به ينمي و يزيد فكلما زاد مشاهدة زاد حبا و لهذا الشوق يسكن باللقاء و الاشتياق يهيج باللقاء و هو الذي يجده العشاق عند الاجتماع

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 325
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست