responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 304

و نورك الذي أنت عليه إنما هو من حيث ما يواجهني من ذاتك ذلك لتعلم أنك لست أنا فإنا النور بلا ظل و أنت النور الممتزج لإمكانك فإن نسبت إلى قبلتك و إن نسبت إلى العدم قبلك فأنت بين الوجود و العدم و أنت بين الخير و الشر فإن أعرضت عن ظلك فقد أعرضت عن إمكانك و إذا أعرضت عن إمكانك جهلتني و لم تعرفني فإنه لا دليل لك على أني إلهك و ربك و موجدك إلا إمكانك و هو شهودك ظلك و إن أعرضت عن نورك بالكلية و لم تزل مشاهدا ظلك لم تعلم أنه ضل إمكانك و تخيلت أنه ظل المحال و المحال و الواجب متقابلان من جميع الوجوه فإن دعوتك لم تجبني و لم تسمعني فإنه يصمك ذلك المشهود عن دعائي فلا تنظر إلي نظرا يفنيك عن ظلك فتدعى أنك أنا فتقع في الجهل و لا تنظر إلى ظلك نظرا يفنيك عني فإنه يورثك الصمم فتجهل ما خلقتك له فكن تارة و تارة و ما خلق اللّٰه لك عينين إلا لتشهدني بالواحدة و تشهد ظلك بالعين الأخرى و قد قلت لك في معرض الامتنان أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَ لِسٰاناً وَ شَفَتَيْنِ وَ هَدَيْنٰاهُ النَّجْدَيْنِ أي بينا له الطريقين طريق النور و الظل إِمّٰا شٰاكِراً وَ إِمّٰا كَفُوراً فإن العدم المحال ظلمة و عدم الممكن ظل لا ظلمة و لهذا في الظل راحة الوجود و اعلم أن التجلي الأول الذي حصل للممكن عند ما اتصف بالوجود و انصبغ بالنور هو التجلي للأرواح النورية التي ليست لها هذه الهياكل المظلمة و لكن لها ظل إمكانها الذي لا يبرح فيها و هي و إن كانت نورا بما انصبغت به فظلها فيها لا ظهور له عليها و حكمه فيها لا يزول و هذه المرتبة كان يريد أن يكون

نهى رسول اللّٰه ص إذ كان يقول في دعائه اللهم اجعلني نورا ثم بعد هذا التجلي الإبداعي الذي هيم بعض الأرواح النورية تجلى تجليا لبعض هذه الأرواح المبدعة فعلم منه في هذا التجلي جميع المراتب التي تظهر عنه في عالم الأنوار و الظلم و اللطائف و الكثائف و البسائط و المركبات و الجواهر و الأعراض و الأزمنة و الأمكنة و الإضافات و الكيفيات و الكميات و الأوضاع و الفاعلات و المنفعلات إلى يوم القيامة و أنواع العالم و مبلغها مائتا ألف مرتبة و سبع آلاف مرتبة و ستمائة مرتبة و قام هذا العدد من ضرب ثلاثمائة و ستين في مثلها ثم أضيف إليها ثمانية و سبعون ألفا فكان المجموع ما ذكرناه و هو علم العقل الأول و عمر العالم من حين ولي النظر فيه هذا المفعول الإبداعي و ما قبل ذلك فمجهول لا يعلمه إلا اللّٰه تعالى فلما علم العقل من هذا التجلي هذه المراتب و هي علومه كان من جملة ذلك انبعاث النفس الكلية عنه و هي أول مفعول انبعاثي و هي ممتزجة بين ما انفعل عنها و بين ما انفعلت عنه فالذي انفعلت عنه نور و الذي انفعل عنها ظلمة و هي الطبيعة فظهر ظل النفس في ظاهرها مما يلي جانب الطبيعة لكن لم يمتد عنها ظلها كما يمتد عن الأجسام الكثيفة و انتقش فيها جميع ما للعقل من العلوم التي ذكرناها و لها وجه خاص إلى اللّٰه لا علم للعقل به فإنه سر اللّٰه الذي بينه و بين كل مخلوق لا تعرف نسبته و لا يدخل تحت عبارة و لا يقدر مخلوق على إنكار وجوده فهو المعلوم المجهول و هذا هو التجلي في الأشياء المبقي أعيانها و أما التجلي للأشياء فهو تجلى يفني أحوالا و يعطي أحوالا في المتجلي له و من هذا التجلي توجد الأعراض و الأحوال في كل ما سوى اللّٰه ثم له تجل في مجموع الأسماء فيعطي في هذا التجلي في العالم المقادير و الأوزان و الأمكنة و الأزمان و الشرائع و ما يليق بعالم الأجسام و عالم الأرواح و الحروف اللفظية و الرقمية و عالم الخيال ثم له تجل آخر في أسماء الإضافة خاصة كالخالق و ما أشبهه من الأسماء فيظهر في العالم التوالد و التناسل و الانفعالات و الاستحالات و الأنساب و هذه كلها حجب على أعيان الذوات الحاملات لهذه الحجب عن إدراك ذلك التجلي الذي لهذه الحجب الموجد أعيانها في أعيان الذوات و بهذا القدر تنسب الأفعال للأسباب و لولاها لكان الكشف فلا يجهل و لكن كما قال مٰا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ و وقوع خلاف المعلوم محال فبالتجلي تغير الحال على الأعيان الثابتة من الثبوت إلى الوجود و به ظهر الانتقال من حال إلى حال في الموجودات و هو خشوع تحت سلطان التجلي فله النقيضان يمحو و يثبت و يوجد و يعدم و قد بين اللّٰه لنا ذلك بقوله تعالى فَلَمّٰا تَجَلّٰى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا فنقله من حال الشموخ إلى حال الخشوع و الاندكاك و

قال ص في الحديث الذي صححه الكشف إن اللّٰه إذا تجلى لشيء خشع له فالله متجل على الدوام لأن التغيرات مشهودة على الدوام في الظواهر و البواطن و الغيب و الشهادة و المحسوس و المعقول فشأنه التجلي و شأن الموجودات التغيير بالانتقال من حال إلى حال فمنا من يعرفه و منا من لا يعرفه فمن عرفه عبده في كل حال و من لم يعرفه أنكره في كل حال

ثبت في الصحيح أن النبي ص

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 304
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست