responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 3



و ستة أنفس لجهات ست أئمتهن من نور و طين
فهذا الرمز إن فكرت فيه ترى سر الظهور مع الكمون

[أصناف رجال اللّٰه و المسائل التي لا يعلمها إلا الأكابر]

اعلم أيدنا اللّٰه و إياك بروح منه أن هذا الباب يتضمن أصناف الرجال الذين يحصرهم العدد و الذين لا توقيت لهم و يتضمن المسائل التي لا يعلمها إلا الأكابر من عباد اللّٰه الذين هم في زمانهم بمنزلة الأنبياء في زمان النبوة و هي النبوة العامة

[النبوة العامة و نبوة التشريع]

فإن النبوة التي انقطعت بوجود رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم إنما هي نبوة التشريع لا مقامها فلا شرع يكون ناسخا لشرعه صلى اللّٰه عليه و سلم و لا يزيد في حكمه شرعا آخر و هذا معنى

قوله صلى اللّٰه عليه و سلم إن الرسالة و النبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي و لا نبي أي لا نبي بعدي يكون على شرع يخالف شرعي بل إذا كان يكون تحت حكم شريعتي و لا رسول أي لا رسول بعدي إلى أحد من خلق اللّٰه بشرع يدعوهم إليه فهذا هو الذي انقطع و سد بابه لا مقام النبوة

[عيسى ينزل في آخر الزمان حكما مقسطا بشرعنا]

فإنه لا خلاف إن عيسى عليه السلام نبي و رسول و أنه لا خلاف أنه ينزل في آخر الزمان حكما مقسطا عدلا بشرعنا لا بشرع آخر و لا بشرعه الذي تعبد اللّٰه به بنى إسرائيل من حيث ما نزل هو به بل ما ظهر من ذلك هو ما قرره شرع محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و نبوة عيسى عليه السلام ثابتة له محققة فهذا نبي و رسول قد ظهر بعده صلى اللّٰه عليه و سلم و هو الصادق في قوله إنه لا نبي بعده فعلمنا قطعا أنه يريد التشريع خاصة و هو المعبر عنه عند أهل النظر بالاختصاص و هو المراد بقولهم إن النبوة غير مكتسبة

[مراد القائلين باكتساب النبوة]

و أما القائلون باكتساب النبوة فإنهم يريدون بذلك حصول المنزلة عند اللّٰه المختصة من غير تشريع لا في حق أنفسهم و لا في حق غيرهم فمن لم يعقل النبوة سوى عين الشرع و نصب الأحكام قال بالاختصاص و منع الكسب فإذا وقفتم على كلام أحد من أهل اللّٰه أصحاب الكشف يشير بكلامه إلى الاكتساب كأبي حامد الغزالي و غيره فليس مرادهم سوى ما ذكرناه و قد بينا هذا في فصل الصلاة على النبي صلى اللّٰه عليه و سلم في آخر باب الصلاة من هذا الكتاب

[المقربون]

و هؤلاء هم المقربون الذين قال اللّٰه فيهم عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ و به وصف اللّٰه نبيه عيسى عليه السلام فقال وَجِيهاً فِي الدُّنْيٰا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ و به وصف الملائكة فقال وَ لاَ الْمَلاٰئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ و معلوم قطعا أن جبريل كان ينزل بالوحي على رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و لم يطلق عليه في الشرع اسم نبي مع أنه بهذه المثابة

[النبوة مقام عند اللّٰه مختص بالأكابر من البشر]

فالنبوة مقام عند اللّٰه يناله البشر و هو مختص بالأكابر من البشر يعطي للنبي المشرع و يعطي للتابع لهذا النبي المشرع الجاري على سنته قال تعالى وَ وَهَبْنٰا لَهُ(مِنْ رَحْمَتِنٰا)أَخٰاهُ هٰارُونَ نَبِيًّا فإذا نظر إلى هذا المقام بالنسبة إلى التابع و أنه باتباعه حصل له هذا المقام سمي مكتسبا و التعمل بهذا الاتباع اكتسابا و لم يأته شرع من ربه يختص به و لا شرع يوصله إلى غيره و كذلك كان هارون فسددنا باب إطلاق لفظ النبوة على هذا المقام مع تحققه لئلا يتخيل متخيل أن المطلق لهذا اللفظ يريد نبوة التشريع فيغلط كما اعتقده بعض الناس في الإمام أبي حامد فقال عنه إنه يقول باكتساب النبوة في كيمياء السعادة و غيره معاذ اللّٰه أن يريد أبو حامد غير ما ذكرناه و سأذكر إن شاء اللّٰه ما يختص به صاحب هذا المقام من الأسرار الخاصة به التي لا يعلمها إلا من حصله فإذا سمعتني أقول في هذا الباب و مما يختص بهذا المقام كذا فاعلم أن ذلك الذي أذكره هو من علوم أهل هذا المقام فلنذكر أولا شرح ما بوبنا عليه من المقابلة و الانحراف

(وصل) [نسبتا التنزيه و التشبيه اللتان للحق]

اعلم أن للحق سبحانه في مشاهدة عباده إياه نسبتين نسبة تنزيه و نسبة تنزل إلى الخيال بضرب من التشبيه فنسبة التنزيه تجليه في لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ و النسبة الأخرى تجليه في

قوله عليه السلام اعبد اللّٰه كأنك تراه و

قوله إن اللّٰه في قبلة المصلي و قوله تعالى فَأَيْنَمٰا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّٰهِ و ثم ظرف و وجه اللّٰه ذاته و حقيقته

[اعتقاد أهل السلف في ألفاظ الشرع المتشابهات]

و الأحاديث و الآيات الواردة بالألفاظ التي تطلق على المخلوقات باستصحاب معانيها إياها و لو لا استصحاب معانيها إياها المفهومة من الاصطلاح ما وقعت الفائدة بذلك عند المخاطب بها إذ لم يرد عن اللّٰه شرح ما أراد بها مما يخالف ذلك اللسان الذي نزل به هذا التعريف الإلهي قال تعالى وَ مٰا أَرْسَلْنٰا مِنْ رَسُولٍ إِلاّٰ بِلِسٰانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ يعني بلغتهم ليعلموا ما هو الأمر عليه و لم يشرح الرسول المبعوث بهذه الألفاظ هذه الألفاظ بشرح يخالف ما وقع عليه الاصطلاح فننسب تلك المعاني المفهومة من تلك الألفاظ الواردة إلى اللّٰه تعالى كما نسبها لنفسه و لا يتحكم في شرحها بمعان لا يفهمها أهل ذلك اللسان

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 3
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست