responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 299

قوله فِي الْآفٰاقِ علما بالله ما لا تعطيه نفوسنا أو كل شيء في نفوسنا فإذا نظرنا في نفوسنا حصل لنا من العلم به ما يحصل للناظر في الآفاق فأما الشارع فعلم إن النفس جامعة لحقائق العالم فجمعك عليك حرصا منه كما قال فيه حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ حتى تقرب الدلالة فتفوز معجلا بالعلم بالله فتسعد به و أما الحق فذكر الآفاق حذرا عليك مما ذكرناه أن تتخيل أنه قد بقي في الآفاق ما يعطي من العلم بالله ما لا تعطيه نفسك فأحالك على الآفاق فإذا عرفت عين الدلالة منه على اللّٰه نظرت في نفسك فوجدت ذلك بعينه الذي أعطاك النظر في الآفاق أعطاك النظر في نفسك من العلم بالله فلم تبق لك شبهة تدخل عليك لأنه ما ثم إلا اللّٰه و أنت و ما خرج عنك و هو العالم ثم علمك كيف تنظر في العالم فقال أَ لَمْ تَرَ إِلىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ... أَ فَلاٰ يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ الآية أَ وَ لَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ و كل آية طلب منك فيها النظر في الآيات كما قال إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيٰاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ و يَتَفَكَّرُونَ و يَسْمَعُونَ و يَفْقَهُونَ و لِلْعٰالِمِينَ و لِلْمُؤْمِنِينَ و لِأُولِي النُّهىٰ و لِأُولِي الْأَلْبٰابِ لما علم أنه سبحانه خلق الخلق أطوارا : فعدد الطرق الموصلة إلى العلم به إذ كل طور لا يتعدى منزلته بما ركب اللّٰه فيه فالرسول ع ما أحالك إلا على نفسك لما علم أنه سيكون الحق قواك فتعلمه به لا بغيره فإنه العزيز و العزيز هو المنيع الحمى و من ظفر به غيره فليس بمنيع الحمى فليس بعزيز فلهذا كان الحق قواك فإذا علمته و ظفرت به يكون ما علمه و لا ظفر به إلا هو فلا يزول عنه نعت العزة و هكذا هو الأمر فقد سد باب العلم به إلا منه و لا بد و لهذا ينزهه العقل و يرفع المناسبة من جميع الوجوه و يجيء الحق فيصدقه في ذلك ب‌ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ يقول لنا صدق العقل فإنه أعطى ما في قوته لا يعلم غير ذلك فإني أعطيت كل شيء خلقه و العقل من جملة الأشياء فقد أعطيناه خلقه و تمم الآية فقال ثُمَّ هَدىٰ أي بين فبين سبحانه أمرا لم يعطه العقل و لا قوة من القوي فذكر لنفسه أحكاما هو عليها لا يقبلها العقل إلا إيمانا أو بتأويل يردها تحت إحاطته لا بد من ذلك فطريقة السلامة لمن لم يكن على بصيرة من اللّٰه أن لا يتأول و يسلم ذلك إلى اللّٰه على علمه فيه هذه طريقة النجاة فالحق سبحانه يصدق كل قوة فيما تعطيه فإنها وفت بجميع ما أعطاها اللّٰه و بقي للحق من جانب الحق ذوق آخر يعلمه أهل اللّٰه و هم أهل القرآن أهل اللّٰه و خاصته فيعتقدون فيه كل معتقد إذ لا يخلو منه تعالى وجه في كل شيء هو حق ذلك الوجه و لو لم يكن الأمر كذلك ما كان إلها و لكان العالم يستقل بنفسه دونه و هذا محال فخلو وجه الحق عن شيء من العالم محال و هذه المعرفة عزيزة المنال فإنها تؤدي إلى رفع الخطاء المطلق في العالم و لا يرتفع الخطاء الإضافي و هو المنسوب إلى مقابله فهو خطأ بالتقابل و ليس بخطإ مع عدم التقابل فالكامل من أهل اللّٰه من نظر في كل أمر على حدة حتى يرى خلقه الذي أعطاه اللّٰه و وفاه إياه ثم يرى ما بين اللّٰه لعباده مما خرج عن خلق كل شيء فينزل موضع البيان من قوله ثُمَّ هَدىٰ موضعه و ينزل كل خلق على ما أعطاه خالقه فمثل هذا لا يخطئ و لا يخطئ بإطلاق في الأصول و الفروع فكل مجتهد مصيب إن عقلت في الأصول و الفروع و قد قيل بذلك و بعد أن تقرر ما ذكرناه فلنقل إن المعرفة في طريقنا عندنا لما نظرنا في ذلك فوجدناها منحصرة في العلم بسبعة أشياء و هو الطريق التي سلكت عليه الخاصة من عباد اللّٰه الواحد علم الحقائق و هو العلم بالأسماء الإلهية الثاني العلم بتجلى الحق في الأشياء الثالث العلم بخطاب الحق عباده المكلفين بالسنة الشرائع الرابع علم الكمال و النقص في الوجود الخامس علم الإنسان نفسه من جهة حقائقه السادس علم الخيال و عالمه المتصل و المنفصل السابع علم الأدوية و العلل فمن عرف هذه السبع المسائل فقد حصل المسمى معرفة و يندرج في هذا ما قاله المحاسبي و غيره في المعرفة

(العلم الأول)و هو العلم بالحقائق

و هو العلم بالأسماء الإلهية و هي على أربعة أقسام

[القسم الأول]

قسم يدل على الذات و هو الاسم العلم الذي لا يفهم منه سوى ذات المسمى لا يدل على مدح و لا ذم و هذا قسم لم نجده في الأسماء الواردة علينا في كتابه و لا على لسان الشارع إلا الاسم اللّٰه و هو اسم مختلف فيه و قسم ثان و هو يدل على الصفات و هو على قسمين قسم يدل على أعيان صفات معقولة يمكن وجودها و قسم يدل على صفات إضافية لا وجود لها في الأعيان و قسم ثالث و هو يدل على صفات أفعال و هو على قسمين صريح و مضمن و قسم رابع مشترك يدل بوجه على صفة فعل مثلا و بوجه على صفة تنزيه أما علم الأسماء الإلهية و هو العلم الأول من المعرفة فهو العلم بما تدل

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست