responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 284

و لما أسلم صاحب النظر و آمن و رأى من مقامه جميع ما رآه التابع في معراجه مشاهدة عين سأل أن يرى مقام المجرمين و هم المستحقون تلك الدار التي دخلوها بحكم الاستحقاق و علموا إن العلم أشرف حلة و أن الجهل أقبح حلية و أن جهنم ليست بدار لشيء من الخير كما إن الجنة ليست بدار لشيء من الشر و رأى الايمان قد قام بقلب من لا علم له بما ينبغي لجلال اللّٰه و رأى العلم بجلال اللّٰه و ما ينبغي له قد قام بمن ليس عنده شيء من الايمان و هذا العالم بعدم الايمان قد استحق دار الشقاء«و إن الجاهل»المؤمن قد استحق بالإيمان دار السعادة و الدرجات في مقابلة الدركات فسلب هذا العالم المستحق دار الشقاء علمه حتى كأنه ما علمه أو لم يعلم شيئا فيتعذب بجهله أشد منه من عذابه بحسه و هو أشده عليه فخلع علمه على هذا الجاهل المؤمن الذي دخل الجنة بإيمانه فنال المؤمن بذلك العلم الذي خلع عن هذا الذي استحق الإقامة بدار الشقاء درجة ما يطلبه ذلك العلم فيتنعم به نفسا و جسما و في الكثيب عند الرؤية و يعطي ذلك الكافر جهل هذا المؤمن الجاهل فينال بذلك الجهل درك ذلك من النار و تلك أشد حسرة تمر عليه فإنه يتذكر ما كان عليه من العلم و لا يعلم ذلك الآن و يعلم أنه سلبه و يكشف اللّٰه عن بصره حتى يرى مرتبة العلم الذي كان عليه في الجنان و يرى حلة علمه على غيره ممن لم يتعب في تحصيله و يطلب شيئا منه في نفسه فلا يقدر عليه و ينظر هذا المؤمن و يطلع على سواء الجحيم فيرى شر جهله على ذلك العالم الذي ليس بمؤمن فيزيد نعيما و فرحا فما أعظمها من حسرة و اتفق لي في هذه المسألة عجبا و ذلك أن بعض علماء الفلاسفة سمع مني هذه المقالة فربما أحالها في نفسه أو استخف عقلي في ذلك فاطلعه اللّٰه بكشف لم يشك فيه في نفسه بحيث أن تحقق الأمر على ما قلناه فدخل علي باكيا على نفسه و تفريطه و كانت لي معه صحبة فذكر لي الأمر و أناب و استدرك الفائت و آمن و قال لي ما رأيت أشد منها حسرة و تحقق قوله تعالى إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجٰاهِلِينَ و قوله فَلاٰ تَكُونَنَّ مِنَ الْجٰاهِلِينَ فهذا قد جمع بين خطاب لطف و لين و عنف و شدة لأن الواحد شيخ فخاطبه باللطف و الآخر شاب فخاطبه بالشدة نفعنا اللّٰه بالعلم و جعلنا من أهله و لا يجعلنا ممن يسعى بخيره في حق غيره و يشقى آمين بعزته انتهى الجزء الثامن و مائة >بسم اللّٰه الرحمن الرحيم<

«الباب الثامن و الستون و مائة في معرفة مقام الأدب و أسراره»



إن الأديب هو الحكيم لأنه مجموع خير و المساب مجمع
فإذا رأيت نعوته في خلقه كنها ففيك لكل نعت موضع
لا ترعوي عنها فأنت من أهلها و الحق يعطي ما يشاء و يمنع
أدباء أهل اللّٰه خير كلهم فلذاك تبصرها تضر و تنفع
مثل الإساءة يرى العليل صنيعهم حسنا و تكره نفسه ما يصنع
اعلم أيدك اللّٰه أن اللّٰه يقول وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ فالأديب إمعة لما عنده من السعة فهو مع كل مقام بحسب ذلك المقام و مع كل حال بحسب ذلك الحال و مع كل خلق و مع كل غرض فالأديب هو الجامع لمكارم الأخلاق و العليم بسفسافها لا يتصف بها بل هو جامع لمراتب العلوم محمودها و مذمومها لأنه ما من شيء إلا و العلم به أولى من الجهل به عند كل عاقل

[الأدب ينقسم إلى أربعة أقسام]

فالأدب جماع الخير و هو ينقسم إلى أربعة أقسام في اصطلاح أهل اللّٰه

«القسم الأول»أدب الشريعة

و هو الأدب الإلهي الذي يتولى اللّٰه تعليمه بالوحي و الإلهام به أدب نبيه ص و به أدبنا نبيه ص فهم المؤدبون المؤدبون

قال رسول اللّٰه ص إن اللّٰه أدبني فأحسن أدبي

«و القسم الثاني»أدب
الخدمة

و هو ما اصطلحت عليه الملوك في خدمة خدمها و ملك أهل اللّٰه هو اللّٰه فقد شرع لنا كيفية الأدب في خدمته و هو معاملتنا إياه فيما يختص به دون معاملة خلقه فهو خصوص في أدب الشريعة لأن حكم الشريعة يتعلق بما هو حق لله و بما هو حق للخلق

«و القسم الثالث»أدب الحق

و هو الأدب مع الحق في اتباعه عند من يظهر عنده و يحكم به

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست