responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 258



إن الرسول لسان الحق للبشر بالأمر و النهي و الإعلام و العبر
هم أذكياء و لكن لا يصرفهم ذاك الذكاء لما فيه من الغرر
أ لا تراهم لتابير النخيل و ما قد كان فيه على ما جاء من ضرر
هم سالمون من الأفكار إن شرعوا
و قد مضى حكمها دنيا و آخرة و ما لها في وجود العين من أثر
لو لا التكاليف لم يختص صاحبها عن غيره لوجود الوحي و النظر
النحل يوحى إليه دائما أبدا إلى القيامة في السكنى و في الثمر

[الرسالة نعت كوني يقبلها الرسول بوساطة روح قدسي]

الرسالة نعت كوني متوسط بين مرسل و مرسل إليه و المرسل به قد يعبر عنه بالرسالة و قد تكون الرسالة حال الرسول و هي بالجملة ليست بمقام و إنما هي نسبة حال و تنقطع بانقطاع التبليغ بالفعل و يزول حكمها بانقضاء التبليغ قال تعالى مٰا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاٰغُ و أوجب عليه ذلك فقال يٰا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمٰا بَلَّغْتَ رِسٰالَتَهُ فالرسالة هنا هي التي أرسل بها و بلغها و هكذا وردت في القرآن حيثما وردت و لا يقبلها الرسول إلا بوساطة روح قدسي أمين ينزل بالرسالة على قلبه و أحيانا يتمثل له الملك رجلا و كل وحي لا يكون بهذه الصفة لا يسمى رسالة بشرية و إنما يسمى وحيا أو إلهاما أو نفثا أو إلقاء أو وجودا و لا تكون الرسالة إلا كما ذكرنا و لا يكون هذا الوصف إلا للرسول البشري و ما عدا هذا من ضروب الوحي فإنه يكون لغير النبي و الرسول

[الفرق بين النبي و الرسول]

و الفرق بين النبي و الرسول أن النبي إذا ألقى إليه الروح ما ذكرناه اقتصر بذلك الحكم على نفسه خاصة و يحرم عليه أن يتبع غيره فهذا هو النبي فإذا قيل له بلغ ما أنزل إليك إما لطائفة مخصوصة كسائر الأنبياء و إما عامة للناس و لم يكن ذلك إلا لمحمد ص لم يكن لغيره قبله فسمى بهذا الوجه رسولا و الذي جاء به رسالة و ما اختص به من الحكم في نفسه و حرم على غيره من ذلك الحكم هو نبي مع كونه رسولا و إن لم يخص في نفسه بحكم لا يكون لمن بعث إليهم فهو رسول لا نبي و أعني نبوة الشرائع التي ليست للأولياء فكل رسول لم يخص بشيء من الحكم في حق نفسه فهو رسول لا نبي و إن خص مع التبليغ فهو رسول و نبي فما كل رسول نبي على ما قلناه و لا كل نبى رسول بلا خلاف

[الورثة هم الأتباع الذين أمروا بالتبليغ عن الرسول]

ثم إن الورثة و هم الأتباع الذين أمروا بالتبليغ كمعاذ و علي و دحية رسل رسول اللّٰه ص و لا يزال كل متأخر مأمورا بالتبليغ ممن أمر بالتبليغ متصل الطريق مأمورا عن مأمور إلى رسول اللّٰه ص يسمى رسولا و لكن ما هي الرسالة التي انقطعت و الرسالة التي انقطعت هي تنزل الحكم الإلهي على قلب البشر بوساطة الروح كما قررناه فذلك الباب هو الذي سد و الرسالة و النبوة التي انقطعت و أما الإلقاء بغير التشريع فليس بمحجور و لا التعريفات الإلهية بصحة الحكم المقرر أو فساده فلم تنقطع و كذلك تنزل القرآن على قلوب الأولياء ما انقطع مع كونه محفوظا لهم و لكن لهم ذوق الإنزال و هذا لبعضهم(و لهذا)ذكر عن أبي يزيد أنه ما مات حتى استظهر القرآن أي أخذه عن إنزال و هو الذي نبه النبي ص فيمن حفظ القرآن يعني على هذا الوجه أن النبوة قد أدرجت بين جنبيه و لم يقل في صدره و هذا معنى استظهار القرآن أي أخذه عن ظهر فله مثل هذا التنزل مستمر فيمن شاء اللّٰه من عباده لكن على هذا النعت و الصفة و هو قوله تعالى يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلىٰ مَنْ يَشٰاءُ مِنْ عِبٰادِهِ

[الرسل مبشرون و منذرون و الورثة منذرون لا مبشرون]

فالرسل مبشرون و منذرون و الورثة منذرون خاصة لا مبشرون لكنهم مبشرون اسم مفعول فإذا بشر الولي أحدا بسعادة فما هو من هذا الباب بل البشارة في ذلك بتعيين السعيد و بشارة الأنبياء متعلقة بالعمل المشروع و هو أنه من عمل كذا كان له كذا في الجنة أو نجاه اللّٰه من النار بعمل كذا هذا لا يكون إلا للرسل ليس للولي فيه دخول و له أن يعطي تعيين السعيد لا من حيث العمل فيقول في الكافر و هو في حال كفره إنه سعيد و في المؤمن في حال إيمانه إنه شقي فيختم لكل واحد بالسبب الموجب لسعادته أو شقاوته تصديقا لقول الولي هذا القدر بقي للأولياء من نبوة الإخبار لا من نبوة التشريع

[الخصائص الروحانية للرسالة البشرية]

و لها من الحروف ياء العلة و له الدعوى و الآيات و صاحبها مسئول و له الكشف في أوقات و هو قوله لاٰ تُحَرِّكْ بِهِ لِسٰانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ و هي و إن نزلت من الكرسي فإذا رجعت فلا تتعدى سدرة المنتهى و الرسالة تنزل معاني و تعود إلى السدرة صورا ينشئها العبد إنشاء و هذا له من الاسم الخلاق الذي أعطى و معراجها براقي و رفرفى و لكن من السموات و رئيس أرواحها النازلين بها جبريل و هو أستاذ الرسل و هو الموكل بهذا المقام و ما يتصور لهذا المقام نسخ و إنما الأشخاص تختلف و كل شخص يجري فيه إلى أجل مسمى و لهذا جاء وَ الْمُرْسَلاٰتِ عُرْفاً و قال رُسُلَنٰا

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست