responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 24

>(بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)<

[وصل أصناف الأولياء]

[الأولياء الأنبياء]

فمن الأولياء رضي اللّٰه عنهم الأنبياء صلوات اللّٰه عليهم تولاهم اللّٰه بالنبوة و هم رجال اصطنعهم لنفسه و اختارهم لخدمته و اختصهم من سائر العباد لحضرته شرع لهم ما تعبدهم به في ذواتهم و لم يأمر بعضهم بأن يعدي تلك العبادات إلى غيرهم بطريق الوجوب فمقام النبوة مقام خاص في الولاية فهم على شرع من اللّٰه أحل لهم أمور أو حرم عليهم أمورا قصرها عليهم دون غيرهم إذ كانت الدار الدنيا تقتضي ذلك لأنها دار الموت و الحياة و قد قال تعالى اَلَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَيٰاةَ لِيَبْلُوَكُمْ و التكليف هو الابتلاء

[الولاية نبوة عامة]

فالولاية نبوة عامة و النبوة التي بها التشريع نبوة خاصة تعم من هو بهذه المثابة من هذا الصنف و هي مقام الرفعة في الخطاب الإلهي إذا لم يؤمر لا غير لا في المشاهدة فمقام النبوة علو في الخطاب

[الأولياء و الرسل]

و من الأولياء رضوان اللّٰه عليهم الرسل صلوات اللّٰه و سلامه عليهم تولاهم اللّٰه بالرسالة فهم النبيون المرسلون إلى طائفة من الناس أو يكون إرسالا عاما إلى الناس و لم يحصل ذلك إلا لمحمد صلى اللّٰه عليه و سلم فبلغ عن اللّٰه ما أمره اللّٰه بتبليغه في قوله يٰا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ و مٰا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاٰغُ

[الإخبار عن المقامات يكون عن ذوق]

فمقام التبليغ هو المعبر عنه بالرسالة لا غير و ما توقفنا عن الكلام في مقام الرسول و النبي صاحب الشرع إلا إن شرط أهل الطريق فيما يخبرون عنه من المقامات و الأحوال أن يكون عن ذوق و لا ذوق لنا و لا لغيرنا و لا لمن ليس بنبي صاحب شريعة في نبوة التشريع و لا في الرسالة فكيف نتكلم في مقام لم نصل إليه و على حال لم نذقه لا أنا و لا غيري ممن ليس بنبي ذي شريعة من اللّٰه و لا رسول حرام علينا الكلام فيه فما نتكلم إلا فيما لنا فيه ذوق فما عدا هذين المقامين فلنا الكلام فيه عن ذوق لأن اللّٰه ما حجره

[الأولياء الصديقون]

و من الأولياء أيضا الصديقون رضي اللّٰه عن الجميع تولاهم اللّٰه بالصديقية قال تعالى في الذين آمنوا بالله و رسوله أُولٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ فالصديق من آمن بالله و رسوله عن قول المخبر لا عن دليل سوى النور الإيماني الذي يجده في قلبه المانع له من تردد أو شك يدخله في قول المخبر الرسول و متعلقة على الحقيقة الايمان بالرسول و يكون الايمان بالله على جهة القربة لا على إثباته إذ كان بعض الصديقين قد ثبت عندهم وجود الحق ضرورة أو نظرا و لكن ما ثبت كونه قربة و هذه الآية تدل على شرف إثبات الوجود

[منزل الصديقية]

ثم إن الرسول إذا آمن به الصديق آمن بما جاء به و مما جاء به توحيد الإله و هو

قوله قولوا لا إله إلا اللّٰه أو فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اللّٰهُ فعلم أنه واحد في ألوهيته من حيث قوله فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اللّٰهُ فذلك يسمى إيمانا و يسمى المؤمن به على هذا الحد صديقا فإن نظر في دليل يدل على صدق قوله فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اللّٰهُ و عثر على توحيده بعد نظره فصدق الرسول في قوله و صدق اللّٰه في قوله له لا إله إلا اللّٰه فليس بصديق و هو مؤمن عن دليل فهو عالم فقد بان لك منزل الصديقية و أن الصديق هو صاحب النور الإيماني الذي يجده ضرورة في عين قلبه كنور البصر الذي جعله اللّٰه في البصر فلم يكن للعبد فيه كسب كذلك نور الصديق في بصيرته و لهذا قال أُولٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَدٰاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ من حيث الشهادة وَ نُورُهُمْ من حيث الصديقية فجعل النور للصديقية و الأجر للشهادة و هي بنية مبالغة في التصديق و الصديق كشريب و خمير و سكير فليس بين النبوة التي هي نبوة التشريع و الصديقية مقام و لا منزلة فمن تخطي رقاب الصديقين وقع في النبوة الرسالية و من ادعى نبوة التشريع بعد محمد صلى اللّٰه عليه و سلم فقد كذب بل كذب و كفر بما جاء به الصادق رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم

[مقام القربة]

غير أن ثم مقام القربة و هي النبوة العامة لا نبوة التشريع فيثبتها نبي التشريع فيثبتها الصديق لإثبات النبي المشرع إياها لا من حيث نفسه و حينئذ يكون صديقا كمسألة موسى و الخضر و فتى موسى الذي هو صديقه و لكل رسول صديقون إما من عالم الإنس و الجان أو من أحدهما فكل من آمن عن نور في قلبه ليس له دليل من خارج سوى قول الرسول قل و لا يجد توقفا و بادر فذلك الصديق فإن آمن عن نظر و دليل من خارج أو توقف عند القول حتى أوجد اللّٰه ذلك النور في قلبه فآمن فهو مؤمن لا صديق فنور الصديق معد قبل وجود المصدق به و نور المؤمن غير الصديق يوجد بعد

قول الرسول قل لا إله إلا اللّٰه و نور المؤمن يكونه قربة بعد النظر في الدليل الذي أعطاه العلم بالتوحيد فهو في علمه بالتوحيد صاحب نور علم لا نور إيمان و هو

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست