responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 239

غير فاحش فهو دليل على العقل و الفهم و من كان واسع الفم فهو شجاع و من كان غليظ الشفتين فهو أحمق و من كان متوسط الشفتين في الغلظ مع حمرة صادقة فهو معتدل و من كانت أسنانه ملتوية أو ناتئة فهو خداع متحيل غير مأمون و من كانت أسنانه منبسطة خفافا بينهما فلج فهو عاقل ثقة مأمون مدبر و من كان لحم الوجه منه منتفخ الشدقين فهو جاهل غليظ الطبع و من كان نحيف الوجه أصفر فهو ردىء خبيث خداع شكس و من طال وجهه فهو وقح و من كانت أصداغه منتفخة و أوداجه ممتلئة فهو غضوب و من نظرت إليه فاحمر و خجل و ربما دمعت عيناه أو تبسم تبسما لا يريده فهو لك متودد محب فيك لك في نفسه مهابة و إن كان ذا صوت جهر دل على الشجاعة و المعتدل بين الكد و التأني و الغلظ و الرقة دل على العقل و التدبير و الصدق و سرعة الكلام و رقته يدل على الكذب و القحة و الجهل الغلظ في الصوت دليل على الغضب و سوء الخلق الغنة في الصوت دليلة على الحمق و قلة الفطنة و كبر النفس التحرك الكثير دليل على الصلف و الهذر و الخداع و الوقار في الجلسة و تدارك اللفظ و تحريك اليد في فضول الكلام دليل على تمام العقل و التدبير و صحة العقل قصر العنق دليل على الخبث و المكر طول العنق و رقته دليل على الحمق و الجبن و الصياح فإن انضاف إليهما صغر الرأس فإنه يدل على الحمق و السخف غلظ العنق يدل على الجهل و كثرة الأكل اعتدال العنق في الطول و الغلظ دليل على العقل و التدبير و خلوص المودة و الثقة و الصدق البطن الكبير يدل على الحمق و الجهل و الجبن لطافة البطن و ضيق الصدر يدلان على جودة العقل و حسن الرأي عرض الكتفين و الظهر يدلان على الشجاعة و خفة العقل انحناء الظهر يدل على الشكاسة و النزاقة استواء الظهر علامة محمودة بروز الكتفين دليل على سوء النية و قبح المذهب إذا طالت الذراعان حتى يبلغ الكف الركبة دل على الشجاعة و الكرم و نبل النفس و إذا قصرت فصاحبها جبان محب في الشر الكف الطويلة مع الأصابع الطوال تدل على النفوذ في الصنائع و إحكام الأعمال و تدبير الرئاسة اللحم الغليظ في القدم يدل على الجهل و حب الجور القدم الصغير اللين يدل على الفجور رقة العقب تدل على الحسن غلظ العقب يدل على الشجاعة غلظ الساقين مع العرقوبين دليل على البله و القحة من كانت خطأه واسعة بطيئة فهو منجح في جميع أعماله مفكر في عواقبه و الضد للضد

[الرياضة و إزالة العلم في إزالة كل صفة مذمومة]

فهذا ما نقلته من أقوال الحكماء من أهل التجربة من العلماء بالطبيعة و هذه النعوت قد تكثر و تقل و الحكم للغالب و قد تتساوى في الشخص فيدفع هذا حكم هذا بأن يكون في الشخص حكم أحدها بوجه في قضية خاصة و حكم أحدها بوجه آخر في قضية خاصة و بالجملة فإن الرياضة و استعمال العلم مؤثر في إزالة حكم كل صفة مذمومة مما ذكر و من جرب وجد صحة ما قلناه فإن العادة طبيعة خامسة لها أثر في الطبيعة الأصلية هذا كله مجرب وصل محقق الاعتبار فيما ذكرناه من العلامات التي أعطت الطبيعة حكمها فيه و شهدت لها التجارب

[وصل الاعتبار فيما ذكرناه من العلامات التي أعطت الطبيعة حكمها فيه و شهدت لها التجارب]

[اللطيفة الإنسانية لها وجه إلى النور و وجه إلى الظلمة]

فاعلم أن لطيفة الإنسان المدبرة جسده لما كان لها وجه إلى النور المحض الذي هو أبوها و وجه إلى الطبيعة و هي الظلمة المحضة التي هي أمها كانت النفس الناطقة وسطا بين النور و الظلمة و سبب توسطها في المكانة لكونها مدبرة كالنفس الكلية التي بين العقل و الهيولى الكل و هو جوهر مظلم و العقل نور خالص فكانت هذه النفس الناطقة كالبرزخ بين النور و الظلمة تعطي كل ذي حق حقه فمتى غلب عليها أحد الطرفين كانت لما غلب عليها و إن لم يكن لها ميل إلى أحد الجانبين تلقت الأمور على الاعتدال و أنصفت و حكمت بالحق فلنذكر في هذا الوصل اعتبار ما مشى في علامات الفراسة في الجسد

[الاعتبار في البياض و السواد و الطول و القصر و اعتدال اللحم و الشعر]

فنقول أما البياض المفرط فاستفراغ الإنسان في النظر في عالم النور بحيث لا يبقى في استفراغه ما يدبر به عالم طبيعته كأبي عقال المغربي و أمثاله فيفسد سريعا قبل حصول الكمال و كذلك اعتبار السواد المفرط و هو استفراغه في عالم شهوته و طبيعته بحيث أن يحول بينه و بين النظر في علوم الأنوار و هي العلوم الإلهية فهذا مذموم الحال بلا خلاف فإذا كان وقتا و وقتا و وفى كل ذي حق حقه كما قال ص لي وقت لا يسعني فيه غير ربي فذلك الإمام العادل و أما اعتبار الطول و القصر فهو مدة إقامته في النظر في أحد العالمين فأما مدة ممتدة و هي الطول أو قليلة و هي القصر و ينبغي من ذلك أن تكون المدة بقدر الحاجة و أما اعتدال اللحم في الرطوبة و بين الغلظ و الرقة فهو اعتدال للإنسان

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست