responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 225

سوى لفظة اللّٰه اللّٰه كان لا يقول لا إله إلا اللّٰه فسألته عن ذلك فقال إن روحي بيد اللّٰه ما هي في حكمي و في كل نفس أنتظر الموت و اللقاء و كل حرف من حروف الكلام نفس فيمكن إذا انصرف أن تكون المفارقة في انصرافه و لا يأتي من اللّٰه بعده نفس آخر فإذا قلت لا أو عشت حتى أقول لا إله ثم أفارق قبل الوصول إلى الإيجاب فأقبض في وحشة النفي لا في أنس الإيجاب فلهذا عدلت إلى ذكر الجلالة إذ ليس لي مشهود سواه فمن كان هذا حاله فلا بد أن يستحيي في قوله لا إله إلا اللّٰه و هو أشد الحياء فكانت أرفع شعب الايمان فكانت أرفع شعب الحياء من اللّٰه حيث نظر إلى نفسه قبل نظره إلى خالقه و هو

قوله ص من عرف نفسه عرف ربه و قوله سَنُرِيهِمْ آيٰاتِنٰا فِي الْآفٰاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتّٰى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ إذ كان عين ما نفى عين ما أثبت فإنه ما نفى إلا الإله و لا أثبت إلا الإله

[أدنى صور الحياء الذي يدرك الموحد في توحيده]

و أما حياؤه في إماطته الأذى عن طريق الخلق فإنه مأمور بإماطته ثم إنه يرى وجه الحق فيه بالضرورة لأنه أدنى المراتب فهو بمنزلة الآخر من الأسماء الإلهية و إليه ينظر كما كان لا إله إلا اللّٰه الاسم الأول و جاءت الهوية فأخذت الاسمين لها فقالت هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ فبقي مترددا بين حق ما يستحقه الاسم الآخر الظاهر في كون هذا أذى في طريق الخلق و يرى أن الخلق متصرفون بأسماء إلهية بين هذين الاسمين فلا تقع عين هذا المؤمن إلا على اللّٰه أولا و آخرا و ما بينهما و الأمر متوجه عليه بالإماطة فيستحيي من الأمر أن لا يبادر لما أمره به من الإماطة و يستحيي من الاسم الآخر الذي يراه في عين الأذى فإذا أدركه هذا الحياء ناداه الاسم من الأذى يا فلان بي تميط هذا الأذى عن طريق الخلق فإنا في الأذى كما أنا في الإماطة ما أزلته بغيري فلا تستحي انظر في

قوله أدناها إماطة الأذى فعلق الأذى بالإماطة و هو آخر درجات الايمان فنحن في عين الإماطة ما نحن غيرها فيتجبر عند ذلك صاحب هذه الحال فيميطه به كما نفى الإله بالإله

[الحياء من اللّٰه أن لا يراك حيث نهاك و لا يفقدك حيث أمرك]

و إذا كان حال العبد في حيائه من اللّٰه في الأول و الآخر و الأعلى و الأدون انحصرت المتوسطات بين هذين الطرفين فكان معصوم الحال محفوظ المقام كالصلاة تحريمها التكبير و تحليلها التسليم فظهرت المنة في الطرفين ليسلم الوسط بينهما و سبب ذلك الحصر فتبين لك بعد ما أوقفتك عليه من الحقائق أن الحياء من اللّٰه أن يراك حيث نهاك و لا يفقدك حيث أمرك فعم بهذا جميع شعب الايمان و هو مقام يصحبه الأمر و النهي و التكليف فإذا انقضى زمان التكليف كان ينبغي له أن يزول و ليس الأمر كذلك فاعلم أنه من حقيقة وجود الحياء وجود العلم بما يجب لله تعالى و أنت القائم به و المطلوب عقلا و شرعا و محال أن يقدر مخلوق على الوفاء بما يجب لله تعالى عليه من تعظيمه عقلا و شرعا و لا بد له من لقاء ربه و شهوده و مقامه هذا فالحياء يصحبه في الدنيا و الآخرة لأنه لا يزال ذاكرا لما يجب عليه و ذاكر العدم قيامه في حق اللّٰه بما يجب له و

قد ورد في الخبر ما يؤيد هذا أن الحق إذا تجلى لعباده يوم الزور الأعظم و يرفع الحجب عن عباده فإذا نظروا إليه جل جلاله قالوا سبحانك ما عبدناك حق عبادتك فهذا الاعتراف أوجبه الحياء من اللّٰه عز و جل فالحياء أنطقهم بذلك

(الباب التاسع و الثلاثون و مائة في معرفة مقام ترك الحياء)



ترك الحياء تحقق و تخلق جاءت به الآيات في القرآن
فله النفاسة و النزاهة عندنا إذ لا تخاف بمنزل العدوان
هذي هي الدنيا و أنت إمامها و عبيدها بالنقص و الرجحان
فإذا فهمت الأمر يا هذا فكن مثل اللسان بقية الميزان
لا تعدلن إلى الشمال فإنه نقص و مل طلبا إلى الايمان
فهو الكمال لمن تحقق حالة الإسلام و الايمان و الإحسان

[الحياء للتفرقة و ترك الحياء لأحدية الجمع]

ترك الحياء في موطنه نعت إلهي قال اللّٰه تعالى إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مٰا و سبب ذلك من وجهين إما أن يكون ما في الوجود إلا اللّٰه فالوجود كله عظيم فلا يترك منه شيء لأن الحياء ترك فهو نعت سلبي و ترك الترك تحصيل فهو نعت ثبوتي فلا إله نعت سلبي و إلا اللّٰه نعت ثبوتي فما جئنا بالسلب إلا من أجل الإثبات فما جئنا بالحياء إلا من أجل تركه فإن الحياء للتفرقة و ترك الحياء لاحدية الجمع لا للجمع هذا هو الوجه الواحد

[لا مفاضلة في هذه الأعيان إلا بما تنتسب إليه]

و إما أن يكون في الوجود أعيان

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست