responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 20

بعد هذا الاجتماع هل حصل لموسى من جانب الحق ذلك المقام الذي كان لخضر أم لا لا علم لي بذلك فرحم اللّٰه عبدا أطلعه الحق على أن موسى قد أحاط بالعلم الذي ناله الخضر بعد ذلك و حصل له هذا المقام خبرا فألحقه في هذا الموضع من كتابي هذا و نسبه إلى نفسه لا إلي

[الأمناء و هم أكابر الملامية]

و منهم رضي اللّٰه عنهم الأمناء

قال النبي صلى اللّٰه عليه و سلم إن لله أمناء و

قال في أبي عبيدة ابن الجراح إنه أمين هذه الأمة

و مستخبر عن سر ليلي رددته بعمياء من ليلي بغير يقين
يقولون خبرنا فأنت أمينها و ما أنا إن أخبرتهم بأمين
هم طائفة من الملامية لا تكون الأمناء من غيرهم و هم أكابر الملامتية و خواصهم فلا يعرف ما عندهم من أحوالهم لجريهم مع الخلق بحكم العوائد المعلومة التي يطلبها الايمان بما هو إيمان و هو الوقوف عند ما أمر اللّٰه به و نهى على جهة الفرضية فإذا كان يوم القيامة و ظهرت مقاماتهم للخلق و كانوا في الدنيا مجهولين بين الناس

قال النبي صلى اللّٰه عليه و سلم إن لله أمناء و كان الذي أمنوا عليه ما ذكرناه و لو لا إن الخضر أمره اللّٰه أن يظهر لموسى عليه السلام بما ظهر ما ظهر له بشيء من ذلك فإنه من الأمناء و لما عرض اللّٰه الأمانة على الإنسان و قبلها كان بحكم الأصل ظلوما جهولا فإنه خوطب بحملها عرضا لا أمرا فإن حملها جبرا أعين عليها مثل هؤلاء فالأمناء حملوها جبرا لا عرضا فإنه جاءهم الكشف فلا يقدرون أن يجهلوا ما علموا و لم يريدوا أن يتميزوا عن الخلق لأنه ما قيل لهم في ذلك أظهروا شيئا منه و لا لا تظهروه فوقفوا على هذا الحد فسموا أمناء و يزيدون على سائر الطبقات أنهم لا يعرف بعضهم بعضا بما عنده فكل واحد يتخيل في صاحبه أنه من عامة المؤمنين و هذا ليس إلا لهذه الطائفة خاصة لا يكون ذلك لغيرهم

[القراء و هم أهل اللّٰه و خاصته]

و منهم رضي اللّٰه عنهم القراء أهل اللّٰه و خاصته و لا عدد يحصرهم

قال النبي صلى اللّٰه عليه و سلم أهل القرآن هم أهل اللّٰه و خاصته و أهل القرآن هم الذين حفظوه بالعمل به و حفظوا حروفه فاستظهروه حفظا و عملا كان أبو يزيد البسطامي منهم حدث أبو موسى الديبلي عنه بذلك أنه ما مات حتى استظهر القرآن فمن كان خلقه القرآن كان من أهله و من كان من أهل القرآن كان من أهل اللّٰه لأن القرآن كلام اللّٰه و كلامه علمه و علمه ذاته وبال هذا المقام سهل بن عبد اللّٰه التستري و هو ابن ست سنين و لهذا كان بدؤه في هذا الطريق سجود القلب

[سجود القلب]

و كم من ولي لله كبير الشأن طويل العمر مات و ما حصل له سجود القلب و لا علم إن للقلب سجودا أصلا مع تحققه بالولاية و رسوخ قدمه فيها فإن سجود القلب إذا حصل لا يرفع أبدا رأسه من سجدته فهو ثباته على تلك القدم الواحدة التي تتفرع منها أقدام كثيرة و هو ثابت عليها فأكثر الأولياء يرون تقليب القلب من حال إلى حال و لهذا سمي قلبا و صاحب هذا المقام و إن تقلبت أحواله فمن عين واحدة هو عليها ثابت يعبر عنها بسجود القلب و لهذا لما دخل سهل بن عبد اللّٰه عبادان على الشيخ قال له أ يسجد القلب قال الشيخ إلى الأبد فلزم سهل خدمته

[اللّٰه يؤتى ما شاء من علمه من شاء من عباده]

فالله تعالى يؤتي ما شاء من علمه من شاء من عباده كما قال يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلىٰ مَنْ يَشٰاءُ مِنْ عِبٰادِهِ فكل أمر منه إلى خلقه سبحانه من مقامات القربة في ملك و رسول و نبي و ولي و مؤمن و سعادة بمجرد توحيد و من يبعث أمة وحده إنما هو من عناية اللّٰه به و منته عليه فإن توفيق اللّٰه للعبد في اكتساب ما قد قضى باكتسابه منة اللّٰه بذلك على عبده و اختصاص و كم من ولي قد تعرض لنيل أمر من ذلك و لم تسبق له عناية من اللّٰه في تحصيله فحيل بينه و بين حصوله مع التعمل فأهل القرآن هم أهل اللّٰه فلم يجعل لهم صفة سوى عينه سبحانه و لا مقام أشرف ممن كان عين الحق صفته على علم منه

[الأولياء الأحباب:المحبوبون و المحبون]

و منهم رضي اللّٰه عنهم الأحباب و لا عدد لهم بحصرهم بل يكثرون و يقلون قال تعالى فَسَوْفَ يَأْتِي اللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ فمن كونهم محبين ابتلاهم و من كونهم محبوبين اجتباهم و اصطفاهم أعني في هذه الدار و في القيامة و أما في الجنة فليس يعاملهم الحق إلا من كونهم محبوبين خاصة و لا يتجلى لهم إلا في ذلك المقام و هذه الطائفة على قسمين قسم أحبهم ابتداء و قسم استعملهم في طاعة رسوله طاعة لله فأثمرت لهم تلك محبة اللّٰه إياهم قال تعالى مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطٰاعَ اللّٰهَ و قال لمحمد صلى اللّٰه عليه و سلم قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّٰهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّٰهُ فهذه محبة قد نتجت لم تكن ابتداء و إن كانوا أحبابا كلهم

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست