responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 199

المكمل الذي هو سائس أمة فهو ينظر فيما فيه صلاحهم كما قال في نبيه ص يمدحه به حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ فمدحه بالحرص على ما تسعد به أمته و شرهه و

حرصه على إسلام عمه أبي طالب إلى أن قال له قلها في أذني حتى أشهد لك بها لعلمه بأن شهادته مقبولة و كلامه مسموع فيعرف الكامل نائب اللّٰه في عباده نوائب الزمان المستأنفة فيستعد لها عن الأمر الذي كان له منه الاطلاع على منازلتها فيتخيل من لا علم له أنه سعى في حق نفسه و ليس الأمر كذلك و هو كذلك فإنه يباهي الأمم بالأتباع من أمته فكان يطلب الكثرة من المؤمنين

[شرطا حرص الوارث المكمل و شرهه]

و لكن لا بد لهذا الشرة من وجود الشرطين الاطلاع و الأمر الإلهي و هو الشرط الأعظم و أما الاطلاع و إن اشترط فهو شرط ضعيف فإنه لا يشترط إلا لمن ادعى أنه يدخر في حق الغير ثم يتناول من ذلك المدخر في حق نفسه فيقال له هل أطلعك اللّٰه على من له هذا المدخر عندك و هل اطلعت على أنه لا يصل إليهم إلا على يدك فإن قال نعم سلم له الادخار و إن قال لا قيل له فحرصك ما قام على أصل مقطوع بصحته فدخله الخلل فإن قيل فقد قالت طائفة من صح توكله في نفسه صح توكله في غيره قلنا هذا صحيح و هذا لا يناقض حال هذا الحريص على الكسب و الادخار و المزاحمة لأبناء الدنيا الذين لا توكل لهم على ذلك فإن التوكل أمر باطن و هو الاعتماد على اللّٰه و هذا المدخر إن كان اعتماده على ما ادخره فهذا يناقض التوكل و إن لم يعتمد عليه فليس يناقض لكن يناقض التجريد الظاهر و قطع الأسباب و ليس هذا من أحوال المكملين و إنما هو من أحوال السالكين ليكون لهم ما اتخذوه عقدا ذوقا فإن الذوق أتم في التمكن فإنه يزيل الاضطراب في حال عدم السبب الذي من عادة النفس أن تسكن إليه و سيرد تحقيق هذا في مقام التوكل بعد هذا إن شاء اللّٰه

[درجات الشره و الحرص عند العارفين]

و لهذا الشرة و الحرص من الدرجات عند العارفين سواء كانوا من أهل الأدب و الوقوف أو من أهل الأنس و الوصال ثمانمائة و خمس و ستون درجة و عند الملامتية سواء كان الملامي من أهل الأنس و الوصال أو من أهل الأدب و الوقوف ثمانمائة درجة و ثلاث درجات فإن كان العارفون من أهل الأسرار فلهم من الدرجات ألف و خمسمائة و خمس و ثلاثون درجة و إن كانوا من أهل الأنوار فلهم ثمانمائة درجة و خمس و ستون درجة و إن كان الملامية من أهل الأسرار فلهم ألف و أربعمائة و ثلاث و سبعون درجة و إن كانوا من أهل الأنوار فلهم ثمانمائة و ثلاث درجات

[النعوت الإلهية التي هي مجرد أفعال و التي لها أسماء]

و هو نعت إلهي فإنه يقول عَجَّلْنٰا لَهُ فِيهٰا مٰا نَشٰاءُ لِمَنْ نُرِيدُ و كذلك الحرص نعت إلهي أيضا و هو الذي يقتضيه

قول اللّٰه لملائكته في المتشاحنين أنظروا هذين حتى يصطلحا و تسخير الملائكة في حق المؤمنين بالاستغفار و الدعاء لهم : فهذا من ثمرته و إن لم يرد الإطلاق اللفظي به فإن هذه الأمور على قسمين منهما ما ورد إطلاق اللفظ بأسمائها على الجناب الإلهي و منها ما وجد منه آثارها و لم يطلق عليه منها اسم و منها ما نسب الفعل الذي يكون منها إليه و لم يطلق عليه منه اسما و منه ما أطلق عليه منه اسما في جماعة بحكم التضمين فمثل ما نسب إليه الفعل و لم يطلق الاسم قوله اَللّٰهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ و قوله سَخِرَ اللّٰهُ مِنْهُمْ و مثل ما نسب إليه الفعل و أطلق عليه الاسم في جماعة بحكم التضمين قوله وَ مَكَرَ اللّٰهُ وَ اللّٰهُ خَيْرُ الْمٰاكِرِينَ و مثل ما أطلق عليه منه اسم قوله وَ هُوَ خٰادِعُهُمْ و مثل ما وجد منه آثارها و لم يطلق عليه منها اسم و لا فعل قوله عَجَّلْنٰا لَهُ فِيهٰا مٰا نَشٰاءُ

(الباب الثامن عشر و مائة في مقام التوكل)



من يتخذ رب العباد وكيلا سلك الصراط و كان أَقْوَمُ قِيلاً
إن الذي فيه يوكل ربه عبد الإله يقارن التنزيلا
يا طالبا ما ليس يعلم ما له لا تتخذ غير الإله وكيلا

[التوكل اعتماد القلب على اللّٰه مع عدم الاضطراب عند فقد الأسباب]

التوكل اعتماد القلب على اللّٰه تعالى مع عدم الاضطراب عند فقد الأسباب الموضوعة في العالم التي من شأن النفوس أن تركن إليها فإن اضطرب فليس بمتوكل

[التوكل لا يكون للعالم إلا من كونه مؤمنا]

و هو من صفات المؤمنين فما ظنك بالعلماء من المؤمنين و إن كان التوكل لا يكون للعالم إلا من كونه مؤمنا كما قيده اللّٰه به و ما قيده سدى فلو كان من صفات العلماء و يقتضيه العلم النظري ما قيده بالإيمان فلا يقع في التوكل مشاركة من غير المؤمن بأي شريعة كان و سبب ذلك أن اللّٰه تعالى لا يجب عليه شيء عقلا إلا ما أوجبه على نفسه فيقبله بصفة الايمان لا بصفة العلم فإنه فَعّٰالٌ لِمٰا يُرِيدُ فلما ضمن ما ضمن و أخبر بأنه يفعل أحد

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست