responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 184

من أحكام الطبيعة في مولدات العناصر خاصة و النشأة الآخرة ليست من مولدات العناصر بل هي من مولدات الطبيعة فلذلك لا تنام و لا تقبل النوم كالملائكة و ما علا عن العناصر و نشأة الإنسان في الآخرة على غير مثال كما كانت نشأته في الدنيا على غير مثال فما ظهر قبله من هو على صورته و لهذا جاء كَمٰا بَدَأَكُمْ يعني على غير مثال تَعُودُونَ على غير مثال يعني في نشأة الآخرة و قال وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولىٰ فَلَوْ لاٰ تَذَكَّرُونَ أنها كانت على غير مثال سبق فاشحذ فؤادك و وفر زادك فإنك راحل عن نشأة أنت فيها و ما أنت فيها

(الباب الموفي مائة في مقام الخوف)



خف اللّٰه يا مسكين إن كنت مؤمنا إذا جاء سلطان المنازع في الأمر
ف‌ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهٰا تنل بها رتب العليا في عالم الأمر
و ما قلته بل قاله اللّٰه معلما كما جاء في القرآن في محكم الذكر

[الخوف مقام الإلهيين و له الاسم اللّٰه]

اعلم أيدك اللّٰه و عصمك إن الخوف مقام الإلهيين له الاسم اللّٰه لأنه متناقض الحكم فإنه يخاف من الحجاب و يخاف من رفع الحجاب أما خوفه من الحجاب فلما فيه من الجهل بما هو حجاب عنه و أما خوفه من رفع الحجاب فلذهاب عينه عند رفعه فتزول الفائدة و الالتذاذ بالجمال المطلق آية المحجوب قوله تعالى كَلاّٰ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ في معرض الذم و أما الحديث

فقوله ص في الحجب لو كشفها أو لو رفعها لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره من خلقه و ما أشبه هذا المقام يقول القائل

الليل إن وصلت كالليل إن هجرت أشكو من الطول ما أشكو من القصر

[مقام الخوف هو مقام الحيرة و الوقوف]

فمقام الخوف مقام الحيرة و الوقوف لا يتعين له ما يرجح لقيام شاهد كل جانب عنده و من خرج عن هذا الخوف إلى الخوف من متعلق غيره فهو خوف و ليس بمقام فإن كل خوف ما عدا هذا فليس له هذا الحكم فإن المقام كل ما له قدم راسخ في الألوهة و ما ليس له ذلك فليس بمقام و إنما هو حال يرد و يزول بزوال حكم التعلق و المتعلق ببشرى أو بغيرها و الخوف الذي هو مقام يستصحب للعالم بالله الذي يعلم ما ثم و من لا يعلم ذلك فلا يستصحبه خوف إلا إلى أول قدم يضعه من الصراط في الجنة أو حاضرها فالخائف هو الذي يعلم ما هو التجلي و ما هو الذي يرى يوم القيامة و هو الذي يعلم أن أهل النار لهم تجل يزيد في عذابهم كما إن لأهل الجنة تجليا يزيد في نعيمهم أهل النار محجوبون عنه و لهذا قال عن ربهم أهل النار و الرب المربي و المصلح

[باب العلم بالله من حيث ذاته مغلق]

فباب العلم بالله دون ما سواه مغلق من حيث ذاته و هو المطلوب بالتجلي فالخلق في عين الجهل بهذا الذي ذكرناه إلا من رحم اللّٰه و لقد أصابت المعتزلة في إنكارها الرؤية لا في دليلها على ذلك فلو لم تذكر دلالتها لتخيلنا أنها عالمة بالأمر كما علمه أهل اللّٰه لكنها في دلالتها كانت كما قال بعضهم لصاحبه حين قال له ما أعجبه و أخذ به فلما ذكر له الإسناد فيما أورده زال عنه ذلك الفرح و قال له أفسدت حين أسندت فمن لم يعرف اللّٰه هكذا لم يعرفه المعرفة المطلوبة منه

(الباب الأحد و مائة في مقام ترك الخوف)



لما تعلق علم الخوف بالعدم لم أخش منه فحزنا رتبة القدم
أنا الوجود فلا خوف يصاحبني لأن ضدي منسوب إلى العدم
إن الذي خفت منه لا وجود له فاترك مخافته لحما على و ضم

[النور لا يحترق بالنور و لكن يندرج فيه]

قال ص و اجعلني نورا في دعائه و قال تعالى اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ و السبحات أنوار و النور لا يحترق بالنور و لكن يندرج فيه أي يلتئم معه للمجانسة و هذا هو الالتحام و الاتحاد و هنا سر عظيم و هو ما يزيد في نور المتجلي من نور المتجلي له إذا انضاف إليه و اندرج فيه و لما وقف ص على مقام الخوف الذي ذكرناه أداه إلى أن طلب أن يكون نورا فكأنه يقول اجعلني أنت حتى أراك بك فلا تذهب عيني برؤيتك لكن اندرج فيك كما قال النابغة

بأنك شمس و الملوك كواكب إذا طلعت لم يبد منهن كوكب

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست