responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 181

يتخيل أنه صوت ذلك الصامت و ليس كذلك فمن ليست له هذه الحالة فلا يدعي أنه صامت

[المتكلم بالإشارة]

و أما الصامت المتكلم بالإشارة فهو يتعب نفسه و غيره و لا ينتج له شيئا بل هو ممن يتشبه بالأخرس الذي يتكلم بالإشارة فلا يعول عليه و هذا مما غلط فيه جماعة من أهل الطريق فمن نصح نفسه فقد أقمنا له ميزان هذا المقام الذي يزنه به حتى لا يتلبس عليه الأمر و هذا لا يكون إلا للالهيين المحسنين لا لغيرهم من المؤمنين و المسلمين الذين لم يحصل لهم مقام الإحسان

(الباب السابع و التسعون في مقام الكلام و تفاصيله)



إن الكلام عبارات و ألفاظ و قد تنوب إشارات و إيماء
لو لا الكلام لكنا اليوم في عدم و لم تكن ثم أحكام و أنباء
و إنه نفس الرحمن عينه عقل صريح و في التشريع أنباء
فيه بدت صور الأشخاص بارزة معنى و حسا و ذاك البدو إنشاء
فانظر ترى الحكمة الغراء قائمة فيها لعين اللبيب القلب أشياء

[معارج التكوين التي يعرج فيها النفس الرحمانى]

الكلام صفة مؤثرة نفسية رحمانية مشتقة من الكلم و هو الجرح فلهذا قلنا مؤثرة كما أثر الكلم في جسم المجروح فأول كلام شق إسماع الممكنات كلمة كن فما ظهر العالم إلا عن صفة الكلام و هو توجه نفس الرحمن على عين من الأعيان ينفتح في ذلك النفس شخصية ذلك المقصود فيعبر عن ذلك الكون بالكلام و عن المتكون فيه بالنفس كما ينتهي النفس من المتنفس المريد إيجاد عين حرف فيخرج النفس المسمى صوتا ففي أي موضع انتهى أمد قصده ظهر عند ذلك عين الحرف المقصود إن كان عين الحرف خاصة هو المقصود فتظهر الهاء مثلا إلى الواو و ما بينهما من مخارج الحروف و هذه تسمى معارج التكوين فيها يعرج النفس الرحماني فأي عين عين من الأعيان الثابتة اتصفت بالوجود

[المتكلم الإلهي و الرباني و الرحمانى]

فلا بد لكل متكلم من أثر في نفس من كلمة غير إن المتكلم قد يكون إلهيا و ربانيا و رحمانيا فمن كونه ربانيا و رحمانيا لا يشترط في كلامه خلق عين ظاهرة سوى ما ظهر من صورة الكلام التي أنشأها عند التلفظ فإن أثرت نشأة كلامه نشأة أخرى و هو أن يقول لزيد قم فهذا المتكلم قد أنشأ نشأة قم فإن قام زيد لأمره فقد أنشأ هذا الآمر صورة القيام في زيد عن نشأة لفظة قم فهو إلهي لأن انشاء الأعيان إنما هو لله و هذا عام في جميع الخلق فإن لم يسمع منه و لا أثرت فيه نشأة أمره فهو قاصر الهمة و ليس بإلهي في هذه الحال و إنما هو رباني أو رحماني و لا يلزم للرباني و الرحماني سوى إقامة نشأة الكلام خاصة و الإلهي هو الذي ذكرناه

[المتكلم الإلهي على نوعين]

غير إن الإلهي على نوعين إلهي كما ذكرناه و إلهي يؤثر كلامه في الأشياء مطلقا من جماد و نبات و حيوان و كون أي كون كان علوا و سفلا فهذا هو الإلهي المطلوب في هذا الطريق و لا يصح وجوده عاما أبدا في هذه الدار بل محله الجنان فإنه لا أكبر من محمد ص و

قد قال لمن حقت عليه كلمة العذاب قل لا إله إلا اللّٰه فما ظهر عن نشأة أمره نشأة لا إله إلا اللّٰه في محل المأمور و إن كان على بصيرة فيه و لكنه مأمور أن يأمر و هو حريص على الأمة فالمأمور ما امتنع و إنما الممتنع لا إله إلا اللّٰه فإن هذا اللفظ هو المأمور أن يكون في هذا المحل فلم يكن فلو تكون في محل هذا الشخص لظهر عينه و أعطاه اسم الإسلام كما إن هذا الشخص لما قال له الحق كن و هو في العدم لم يتمكن له إلا أن يكون و لا بد فقد علمت من هو المأمور بالوجود في التحقيق و هو قول اللّٰه إِنَّكَ لاٰ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ أي إنك لا تقدر على من تريد أن تجعله محلا لظهور ما تريد إنشاءه فيه أن يكون محلا لوجود إنشائك فيه فليس كل متكلم في الدنيا بإلهي مطلق لكن له الإطلاق فيما يريد أن ينشئه في نفسه لا في غيره فاعلم سر هذا و اعلم هل أنت متكلم أو لافظ

(الباب الثامن و التسعون في معرفة مقام السهر)



من لا تنام له عين و ليس له قلب ينام فذاك الواحد الأحد
مقامه الحفظ و الأعيان تعبده و لا يقيده طبع و لا جسد
هو الإمام و ما تسري إمامته في العالمين فلم يظفر به أحد

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 181
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست