responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 180

(فصل)عطاء الهدية

و هو عطاء عن بيان و لهذا اشتركت في حروف الهدى لأنه بالهدى أهدى فهدية الحق للعبد نفسه و هدية العبد للحق رد تلك النفس إليه بخلعة تكسبه محبة ربه فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّٰهُ

(فصل)عطاء الهبة

و هو من الحق إعطاء لينعم لا يقترن معه طلب جزاء و من العبد عمله لحق الربوبية لا للجزاء

(فصل)و أما طلب العوض و تركه

فمن الحق

قوله ص حبوا اللّٰه لما يغذوكم به من نعمه و أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ و من العبد هو ما يطلبه من الجزاء على عمله الذي وعده اللّٰه به إِنْ أَجْرِيَ إِلاّٰ عَلَى اللّٰهِ

(فصل)و أما ترك طلب العوض

فمن الحق أنه العامل و لا يتصور من المالك إذا كان هو العامل أن يطلب ما هو عنده فإن الحاصل لا يبتغى و من العبد فإنه لا يرى نفسه عاملا فما فعل شيئا يطلب بذلك الفعل عوضا من اللّٰه حيث أعطاه من نفسه

[العطاء المطلق و العطاء المقيد]

فهذه فصول محققة نبهناك بها على ما هو الأمر عليه و تفصيلاتها تبدو لك مع الآنات في نفس سلوكك و هذا كله مقام إلهي في المحسنين خاصة و صاحبه مجهول لا يعرف و نكرة لا تتعرف ثم إن هذا العطاء لا بد أن يكون مطلقا أو مقيدا فمن أعطى بيد حق أطلقه فيعم عطاؤه جميع عباد اللّٰه لا يخصص عينا من عين مما يصلح لذلك المعطي مثل ذلك إن كانت الأعطية من النقود فلا يعطيها إلا من له التصرف فيها و هو الإنسان و لا يشترط فيه صغيرا و لا كبيرا و لا ذكرا و لا أنثى و لا غنيا و لا فقيرا و لا مؤمنا و لا كافرا و لا عاقلا و لا مجنونا بل هو في ذلك العطاء كمطلق الرزق على كل حيوان و كذلك إن كان مما يلبس مثل النقود سواء يعطيه لأهله و أما إن كان مأكولا فيعطيه لكل متغذ يأكل ذلك الصنف من الغذاء من حيوان أو إنسان و ليس له اختيار و لا تمييز بل هو مع أول من يلقاه فإن رده عليه حينئذ أعطاه الثاني و هكذا حتى يجد من يأخذه منه و هذا لا يكون إلا للربانيين من الاسم الرب و الرحمانيين من الاسم الرحمن و ليس للالهيين مدخل في العطاء المطلق و أثر هذا العطاء ظاهر في كل موجود لا أحاشي أعني من الأصناف لا في آحاد أشخاص الموجودات و هذا عطاء المحسن لا المؤمن و لا المسلم و أما إن كان العطاء مقيدا فهو بحسب ما تقيد به فحكم ذلك راجع إلى حكم الشرع فيه فيعمل الأولى فالأولى و يبتدئ بالذي أمره الشارع أن يبتدئ به و يبحث عنه حتى يجده و لا يعطي على هذا الحد إلا الإلهي من الاسم اللّٰه المؤمن المحسن المسلم و أثر هذا العطاء أيضا عام

(الباب السادس و التسعون في الصمت و أسراره)



اللّٰه قال على لسان عبيده فالصمت في الأكوان نعت لازم
ما ثم إلا من يكلم نفسه فهو السميع كلامه و العالم
و هو الوجود فليس إلا عينه هذا هو الحق الصريح الحاكم

[الصمت أحد أركان مقام البدلية]

اعلم وفقك اللّٰه أن الصمت أحد الأربعة الأركان التي بها يكون الرجال و النساء أبدا لا قيل لبعضهم كم الأبدال قال أربعون نفسا قيل له لم لم تقل رجلا قال قد يكون فيهم النساء كما

قال ص في الكمال فذكر أنه يكون أيضا في النساء و عين منهن مريم ابنة عمران و آسية امرأة فرعون

[مقام الصمت و حاله و حكمه]

و له حال و مقام فأما مقامه فهو إنه لا يرى متكلما إلا من خلق الكلام في عباده و هو اللّٰه تعالى خٰالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فالعبد صامت بذاته متكلم بالعرض و أما حاله فهو أن يرى أن اللّٰه و إن خلق الكلام فيه فالعبد هو المتكلم فيه كما هو المتحرك بخلق الحركة فيه و لا يصح أن يصمت مطلقا أصلا فإنه مأمور بذكر اللّٰه تعالى في أحوال مخصوصة أمر وجوب فهو مقام مقيد بصفة تنزيه لأنه وصف سلبي و حكمه في ظاهر الإنسان و أما باطنه فلا يصح فيه صمت فإنه كله ناطق بتسبيح اللّٰه فالصمت محال و إنما الكلام على الصمت المعلوم بالعرف و من تخلل صمته كلام في غير فرض و لا ذكر لله فما صمت

[الصامت في طريق اللّٰه]

فالصامت هنا هو الذي يقيم نشأة مصمتة الأجزاء لا يتخللها حين فارغ مقدر حينئذ يكون صامتا و إذا أراد الإنسان أن يختبر نفسه هل هو ممن صمت كما ينبغي فلينظر هل له فعل بالهمة المجردة فيما من شأنه أن لا يفعل إلا بالكلام أم لا فإن أثر و حصل المقصود فهو صامت حقيقة مثل أن يريد أن يقول لخادمه اسقني ماء و أتني بطعام أو سر إلى فلان فقل له كذا و كذا و لا يشير إلى الخادم بشيء من هذا كله فيجد الخادم في نفسه ذلك كله بأن يخلق اللّٰه في سمع الخادم عن ذلك يقول فلان قال لي افعل كذا و كذا يسمع ذلك حسا بإذنه و لكن

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست