responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 179

(الباب الخامس و التسعون في معرفة أسرار الجود و أصناف الإعطاءات

مثل الكرم و السخاء و الإيثار على الخصاصة و على غير الخصاصة و الصدقة و الصلة و الهدية و الهبة و طلب العوض و تركه)

رتب العطاء كثيرة لا تحصر و بها على أعدائنا نستنصر
بالجود صح وجودنا في عيننا بل نحن منه على الحقيقة مظهر

(فصل الجود)

عن الجود صدر الوجود و الجود بفتح الجيم المطر الكثير و هو مقلوب وجد مثل جذب و جبذ فحروفهما واحدة بالاشتراك في المعنى فمتعلق الجود من الحق في الأعيان التي هي المظاهر ظهوره فيها و متعلق الجود من المظاهر على الظاهر ما جادت به عليه باستعدادها الذاتي من الثناء بالأسماء الإلهية التي كسبه جودها من وجودها فالجود من الحق امتنان ذاتي و الجود من الأعيان ذاتي لا امتناني فهذا الفرق بين الجودين و هذا معنى قولهم في الجود إنه العطاء قبل السؤال

(فصل)الكرم

و أما عطاء الكرم فهو العطاء بعد السؤال و هو على نوعين سؤال بالحال و سؤال بالمقال فسؤال الحال عن كشف من الطرفين و سؤال المقال من العبد معلوم يا رب يا رب أعطني اِغْفِرْ لِي ارحمني اهدني ارزقني اجبرني عافني اعف عني لاٰ تُخْزِنِي لاٰ تَفْتِنِّي و أمثال ذلك و سؤال الحق اُدْعُونِي أَقِمِ الصَّلاٰةَ لِذِكْرِي أَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَ لاٰ تُخْسِرُوا الْمِيزٰانَ فَلاٰ تَكُونَنَّ مِنَ الْجٰاهِلِينَ و كل طلب تصور من الحق يطلبه من عباده و هي الفرائض كلها فمن الكرم تؤدي الفرائض و من الجود تكون النوافل إلا لمثل رسول اللّٰه ص فإنها من الجود فهي تلحق بالفرائض و كون ذلك نافلة أخبار صادق قال تعالى وَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نٰافِلَةً لَكَ عَسىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقٰاماً مَحْمُوداً

(فصل)السخاء

ورد في حديث أبي بكر النقاش في مواقف القيامة اسم السخي على اللّٰه و هو مذكور في هذا الكتاب في باب الجنة منه و أما عطاء السخاء فهو العطاء على قدر الحاجة و ذلك عطاء الحكمة فهو من اسمه الحكيم فسخاء الحق قول موسى رَبُّنَا الَّذِي أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ و كُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدٰارٍ و لَوْ بَسَطَ اللّٰهُ الرِّزْقَ لِعِبٰادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَ لٰكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مٰا يَشٰاءُ و مٰا نُنَزِّلُهُ إِلاّٰ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ و أما سخاء العبد فإعطاؤه كل ذي حق حقه و إنصافه فلنفسه عليه حق و لأهله عليه حق و لعينه عليه حق و لزوره عليه حق

(فصل)الإيثار

أما الإيثار فليس للحق منه صفة إلا بوجه بعيد في ذكره سوء أدب بل ما هو حقيقة فتركه أولى و ما ذهب إليه إلا من لا علم له و لا أدب من أهل الشطح فلنقل إن الإيثار قد يكون عطاء محتاج لمحتاج و قد يكون على الخصاصة و مع الخصاصة أو توهم الخصاصة و أما في جانب الحق فهو إعطاؤه الجوهر الوجود لخلق عرض من الأعراض لتعقل الإرادة بإيجاده لا بإيجاد المحل فيوجد المحل تبعا ضرورة إذ من شرط وجود العرض وجود المحل و الجوهر محتاج فيا أعطاه الحق من خلق العرض فيه إذ لا يكون له وجود إلا بوجود عرض ما و سواء كان الجوهر متحيزا أو غير متحيز و مؤلفا مع غيره أو غير مؤلف فهذا عطاء على خصاصة مع خصاصة و أما على غير الخصاصة فهو اتصاف العبد في التخلق بالأسماء الإلهية و اتصاف الحق في نزوله بأوصاف المحدثات و هذا كله واقع قد ظهر حكمه في الوجود و تبين

(فصل)الصدقة

فقد ذكرنا ذلك في باب الزكاة و هي هاهنا تصدق الحق على العبد بإبقاء عينه في الوجود و بإيجاده أولا مع علمه بأنه إذا أوجده يدعي الألوهية و يقول أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلىٰ و لا بد من إيجاده لما سبق في العلم و الصدقة من العبد على الحق فإن العبد يجد في نفسه عزة الصورة و مع هذا يقر بالعبودة لعزة اللّٰه و أيضا هي ما يظهر من المحامد المحدثة التي لا تصح لله إلا بعد وجود المحدث و هو كل ما سوى اللّٰه و إنما سميت صدقة لأن العبد المختار في محامد اللّٰه في نفسه فإنه قال تعالى في حقه لما بين له السبيل إلى سعادته إِمّٰا شٰاكِراً وَ إِمّٰا كَفُوراً فإنه ذو اختيار في أفعاله و لهذا يصح منه القبول و الرد و يعاقب و يثاب و على هذا قام أصل الجزاء من اللّٰه تعالى لعباده

(فصل)عطاء الصلة

و أما عطاء الصلة فهي لذوي الأرحام حقا و خلقا

يقول تعالى الرحم شجنة من الرحمن من وصلها وصله اللّٰه و من قطعها قطعه اللّٰه فنسبتها للحق نسبتها للعبد فالرحمن رحم لنا و نحن رحم للرحمن

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست