responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 152

القوة المصورة من الأشكال الغريبة التي استفادت جزئياتها من الحس لا بد من ذلك ليس لها تصرف إلا به

[الذكر الخيالى و الذكر المعنوي الذي هو ذكر القلب]

فمن شرط الخلوة في هذا الطريق الذكر النفسي لا الذكر اللفظي فأول خلوته الذكر الخيالي و هو تصور لفظة الذكر من كونه مركبا من حروف رقمية و لفظية يمسكها الخيال سمعا أو رؤية فيذكر بها من غير أن يرتقي إلى الذكر المعنوي الذي لا صورة له و هو ذكر القلب و من الذكر القلبي ينقدح له المطلوب و الزيادة من العلوم و بذلك العلم الذي انقدح له يعرف ما المراد بصور المثل إذا أقيمت له و أنشأها الحس في خياله في نوم و يقظة و غيبة و فناء فيعلم ما رأى و هو علم التعبير للرؤيا

[مقاصد الخلوة عند أهل الخلوة]

و منهم من يأخذ الخلوة لصفاء الفكر ليكون صحيح النظر فيما يطلبه من العلم و هذا لا يكون إلا للذين يأخذون العلم من أفكارهم فهم يتخذون الخلوات لتصحيح ما يطلبونه إذا ظهر لهم بالموازين المنطقية و هو ميزان لطيف أدنى هواء يحركه فيخرجه عن الاستقامة فيتخذون الخلوات و يسدون مجاري الأهواء لئلا تؤثر في الميزان حركة تفسد عليهم صحة المطلوب و مثل هذه الخلوة لا يدخلها أهل اللّٰه و إنما لهم الخلوة بالذكر ليس للفكر عليهم سلطان و لا له فيهم أثر و أي صاحب خلوة استنكحه الفكر في خلوته فليخرج و يعلم أنه لا يراد لها و أنه ليس من أهل العلم الإلهي الصحيح إذ لو أراده اللّٰه لعلم الفيض الإلهي لحال بينه و بين الفكر و منهم من يأخذ الخلوة لما غلب عليه من وحشة الأنس بالخلق فيجد انقباضا في نفسه برؤية الخلق حتى أهل بيته حتى أنه ليجد وحشة الحركة فيطلب السكون فيؤديه ذلك إلى اتخاذ الخلوة و منهم من يتخذ الخلوة لاستحلاء ما يجد فيها من الالتذاذ و هذه كلها أمور معلولة لا تعطي مقاما و لا رتبة و صاحب الخلوة لا ينتظر واردا و لا صورة و لا شهودا و إنما يطلب علما بربه فوقتا يعطيه ذلك في غير مادة و وقتا يعطيه ذلك في مادة و يعطيه العلم بمدلول تلك المادة

[الخلوة التي هي نسبة و الخلوة التي هي المقام]

الخلوة لها الدعوى و صاحبها مسئول لها الحجاب الأقرب هي نسبة ما هي مقام أعني الخلوة المعهودة عند القوم لا الخلوة التي هي مقام التي ذكرناها في أول الباب و هذه و إن لم تكن مقاما فإنها تحصل لصاحبها بالذكر مقامات لها إحاطة بالملك و الملكوت و الجبروت عند العارفين و الملامية من الأدباء أرباب المواقف و أما أهل الوصال و الأنس من العارفين و الملامية فلا يرون لها في الملكوت دخولا و أنها مخصوصة بعالم الجبروت و الملك لا غير إلا أنها لها قرب من الملكوت ما بينها و بينه إلا درجتان فالأدباء الواقفون من الملامية يرون لها ستمائة درجة و إحدى و أربعون درجة و العارفون من أهل الأنس يرون لها ألف درجة و سبعا و ستين درجة و الأدباء من العارفين الواقفين يرون لها ستمائة درجة و سبعا و ستين درجة و الملامية من أهل الأنس و الوصال يرون لها ألف درجة و ستة و ثلاثين درجة

(الباب التاسع و السبعون في ترك الخلوة و هو المعبر عنه بالجلوة)



إذا لم ير الإنسان غير إلهه لدى كل عين فالخلاء محال
فإن كنت هذا كنت صاحب خلوة و لله فيه فيصل و مقال

[الكشف يمنع الخلوة]

اعلم أيدنا اللّٰه و إياكم أن الكشف يمنع من الخلوة و إن كان فيها فإن الحجاب لها فإذا كوشف علم أنه لم يكن في خلوة فاتخاذ الخلوة المعهودة دليل على جهل متخذها فإنه عند الكشف يعرف جهله فكل من جهل إنه جهل فهو صاحب جهلين و من عرف أنه جهل فهو ذو جهل واحد

[الظاهر في أعيان العالم هو الحق و ما ثم سواه]

و الذين علموا إن الظاهر من كونه ظاهرا في أعيان العالم و ما ثم سواه فهو في خلوة في نفسه إذا لم ينظر إلى من ظهر فيه فأورثه الملأ و الجلوة فلا تصح له الخلوة من هذا الوجه فمن الناس من يرجح صاحب الخلوة و من الناس من يرجح نقيضه و هو صاحب الجلوة

[الأسماء الإلهية التي تطلب الخلوة أو الجلوة]

فالاسم الأول و الباطن يطلبان الخلوة و الاسم الآخر و الظاهر يطلبان تركها و هي الجلوة و أنت لأي اسم غلب عليك و لا مفاضلة في الأسماء من وجه و مال الخلق إلى المقلوب من المال و هو الملأ فالخلوة دنيوية و الجلوة أخروية و الآخرة خير

(الباب الموفي ثمانين في العزلة)



إذا اعتزلت فلا تركن إلى أحد و لا تعرج على أهل و لا ولد
و لا توالي إذا واليت منزلة و غب عن الشرك و التوحيد بالأحد
و أنزع إلى طلب العليا منفردا بغير فكر و لا نفس و لا جسد

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست