responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 144

نداء الحق إلا بالحق و السامع مؤمن و السامعون كثيرون فهو المؤمنون فترك التوبة ترك الرجوع لأنه قال اِرْجِعُوا وَرٰاءَكُمْ لمن كان في ظلمة كونه فَالْتَمِسُوا نُوراً انظروا إلى موجدكم و هو النور الذي به الظهور فإذا رأيتم النور كشف لكم عنكم فعلمتم أنه أقرب إليكم مِنْكُمْ وَ لٰكِنْ لاٰ تُبْصِرُونَ لعدم النور

[ما تاب من تاب و لكن اللّٰه تاب]

فلما حصلت لهم المعرفة هنا بهذا القدر لم تصح منهم توبة عندهم أنهم تائبون فَتٰابَ عَلَيْهِ فكان هو التائب على الحقيقة و العبد محل ظهور الصفة و لذلك قال لِيَتُوبُوا ثم قال إِنَّ اللّٰهَ هُوَ التَّوّٰابُ و هو لفظ المبالغة إذ كانت له التوبة الأولى من قوله ثُمَّ تٰابَ عَلَيْهِمْ و الثانية من قوله لِيَتُوبُوا فالتوبتان له من كل عبد فهو التواب لا هم وَ مٰا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ رَمىٰ و هذا حكم سار في جميع أفعال العباد فما تاب من تاب و لكن اللّٰه تاب و لهذا قالت الجماعة التوبة ترك التوبة و التوبة من التوبة فنفيها إثباتها و إثباتها نفيها

[التوبة على مستوى الشريعة و التوبة على مستوى الحقيقة]

فترك التوبة حال التبري من الدعوى فليست التوبة المشروعة إلا الرجوع من حال المخالفة إلى حال الموافقة أعني مخالفة أمر الواسطة إلى موافقة أمرها لا غير و التوبة من التوبة هي الرجوع منه إليه به فالتوبة من التوبة لها الكشف و ما لها حجاب و صاحبها مسئول لأنه تبرأ من الدعوى بها أعني بالدعوى و كل مدع مطالب بالبرهان على صحة دعواه فالمكمل من يثبت التوبة حيث أثبتها الحق و لمن أثبتها و لا يعديها محلها فلها رجال يقومون بها و لها رجال يحكمون بها و هم عَنْهٰا مُبْعَدُونَ لأنها حالة غربة و هم في الموطن الذي فيه ولدوا فلا غربة

[محبة اللّٰه للتائب هي كمحبة أهل الغائب إذا عاد إليهم الغائب]

ما يرجع إلى أهله إلا الغائب و الغائب غريب فالغرباء هم التائبون فالمحبة من اللّٰه لهم محبة أهل الغائب إذا ورد عليهم غائبهم فمن كان من أهله مشاهدا له في حال غربته لم يفرح به لنفسه فإنه غير فاقد له و إنما فرحه به لفرحه برجوعه إلى موطنه فهو فرح موافقة كمحبة المحبوب لمحبه لأنها عين حبه لنفسه و لهذا يبغض من يبغضه لحبه لنفسه إِنَّ اللّٰهَ يُحِبُّ التَّوّٰابِينَ إليه في كل حال من خلاف و وفاق فهو مقبول محبوب على كل حال و إذا كانت التوبة تحب لأجل الوصلة فالمتصل لا يتصل فهو أشد في المحبة و أعظم في اللذة و هو المعبر عنه بترك التوبة

[الأصل أنه لا رجوع و أن الأمر في مزيد]

و من رأى أن الأمر الإلهي و اتساع الحقيقة الربانية لا يدوم لها حال معين و لا ينبغي و لذلك هو كل يوم في شأن و لا يكرر فلا تصح توبة فإنها رجوع و لا يكون رجوع إلا من مفارقة لأمر يرجع إليه و الحق على خلافه فلا رجوع فلا توبة و قوله وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ لما تغرب الأمر عند المحجوبين عن موطنه بما ادعوه فيه لنفوسهم قيل لهم إليه يرجع الأمر كله لو نظرتم لرأيتم من نسبتم إليه هذا الفعل منكم إنما هو اللّٰه لا أنتم وَ مَا اللّٰهُ بِغٰافِلٍ عَمّٰا يَعْمَلُونَ من دعواكم إن الأمر إليكم و هو لله فالأصل إنه لا رجوع و أن الأمر في مزيد إلى ما لا نهاية له و لا إحاطة إذ لا نهاية لواجب الوجود فلا نهاية للممكنات إذ هو الخلاق دائما و لا يصح أن يزول عنه هذا الحكم لأنه ما لا يثبت نفيه إلا بإثباته فنفيه محال فكل باب من أبواب هذا الكتاب مما يقتضي ترك ما أثبتناه في الباب الذي قبله فهو كالذيل له فهو منه فنسوقه مختصرا لأنه لا يحتمل التطويل و هو فصل من فصول الباب الذي قبله فنقتصر في ذلك وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

(الباب السادس و السبعون في المجاهدة)



سبح إلهك بكرة و أصيلا فالنعل يرجع بالهدى إكليلا
جاهد هواك و لا تكن ذا فترة فيه و كن للنائبات خليلا
إن المجاهد لا يزال مكابدا يهوى الخطوب و يعشق التعليلا
لا تركنن إلى البطالة إنها تردى و كن للحادثات وصولا

[حروف العلة و الأصناف الأربعة من الأولياء]

اعلموا وفقكم اللّٰه أني لما شرعت في الكلام على هذا الباب أريت مبشرة عرفت فيها إن الناس لا بد أن ينزل بهم أمر إلهي عارض يحتاجون فيه إلى حمل مشقة و جهد نفسي و حسي و قيل لي لا تغفل في كل باب أن تدرج فيه الحروف الصغار و تبين أن بإشباعها تكون الحروف الثلاثة التي هي حروف العلة و هي حروف العلة و هي حروف المد و اللين و هي الحروف المركبة من علة و معلول و يكون كلامك فيها و إشارتك إلى الأربعة الأصناف و هم العارفون الذين لهم العوارف الإلهية الوجودية الجودية في معرفتهم و أهل المواقف عند الحدود الإلهية لتلقى الأدب بين كل مقامين عند الانتقال في حال لا يتصفون فيه بالمقام الأول و لا بالثاني و هم أهل البرازخ و كذلك أيضا أهل الوصال و الأنس تعين ما لهم من الدرجات في كل مقام كما تبين

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست