responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 121

على أمر واحد متحقق بها فظهر بما طوى عن سليمان العمل به تعظيما لقدر سليمان عليه السلام عند أهل بلقيس و سائر أصحابه و ما طوى عن سليمان العلم به و إنما طوى عنه الأذن في التصرف به تنزيها لمقامه

(السؤال الرابع و الثلاثون و مائة)ما سبب ذلك

الجواب إعلام الغير بأن التلميذ التابع إذا كان أمره بهذه المثابة فما ظنك بالشيخ فيبقى قدر الشيخ مجهولا في غاية التعظيم فلو ظهر على سليمان لتوهم إن هذا غايته و لا شك أن مشهد سليمان في ذلك الوقت و اللّٰه أعلم كان مشهد أدب لا يريد أن يكون عنه شرك في التصرف كما قال أبو السعود أعطيت التصرف و تركته تظرفا في حكاية طويلة و الغرض للنبي إنما هو الدلالة و ظهورها على يد صاحبه أتم في حقه إذ كان هذا التابع مصدقا به و قائما في خدمته بين يديه تحت أمره و نهيه فيزيد المطلوب رغبة في هذا الرسول إذا رأى بركته قد عادت على تابعيه فيرجو هذا الداخل أن يكون له بالدخول في أمره ما كان لهذا التابع و النفس مجبولة على الطمع و حب الرئاسة و التقدم

(السؤال الخامس و الثلاثون و مائة)ما ذا أطلع من الاسم على حروفه أو معناه

الجواب على حروفه دون معناه فإنه لو وقف على معناه لمنعه العمل به كما منع سليمان أ لا ترى إلى قوله تعالى في صاحب موسى فَانْسَلَخَ مِنْهٰا فكانت عليه كالثوب و هو مثل الحرف على المعنى فعمل بها في غير طاعة اللّٰه فأشقاه اللّٰه و صاحب سليمان عمل به في طاعة اللّٰه فسعد

[خواص الأمة المحمدية بعضهم اطلع على حروف الاسم و معناه و بعضهم على معناه]

و ما وقف على معناه من الأمم الخالية سوى الرسل و الأنبياء فإنهم وقفوا على معناه و حروفه إلا هذه الطائفة المحمدية فإنهم جمع لبعضهم بين حروفه و معناه و لبعضهم أعطى معناه دون حروفه و ليس في هذه الأمة من أعطى حروفه دون معناه و كذلك صاحب الأخدود أعطى حروفه دون معناه فإنه تلقاه من الراهب كلمات كما ورد و هي الكلمات التي ذكرناها في السؤال الثاني و الثلاثين و مائة

(السؤال السادس و الثلاثون و مائة)أين باب هذا الاسم الخفي على الخلق من أبوابه

الجواب بالمغرب

قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم لا تزال طائفة من أهل المغرب ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة و عليه تطلع الشمس من المغرب عند ما يسد باب التوبة و يغلق ف‌ لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا و لا ما تكتسبه من خير بذلك الايمان

[غلق باب التوبة رحمة بالمؤمن و وبال على الكافر]

و المؤمن لا يغلق له باب و كيف يغلق دونه و قد جازه و تركه وراءه فمن عناية المؤمن غلقه حتى لا يخرج عليه بعد ما دخل منه فلا يرتد مؤمن بعد ذلك فإنه ليس له باب يخرج منه فغلق باب التوبة رحمة بالمؤمن و وبالا بالكافر

[الشرق بمنزلة الخروج إلى الدنيا و الغرب بمنزلة الدخول إلى الآخرة]

و جعله اللّٰه بالمغرب لأنه محل الأسرار و الكتم و هو سر لا يعلمه إلا أهل الاختصاص فلو كان هذا الباب بالشرق لكان ظاهرا عند العام و الخاص و وقع به الفساد في العموم و هذا يناقض ما وجد له العالم من الصلاح و قد جاء في جانب الشرق من الذم ما جاء و الشرق بمنزلة الخروج إلى الدنيا و هي دار الابتلاء للعام و الخاص و الغرب بمنزلة الخروج من الدنيا و الدخول إلى الآخرة فإنه انتقال إلى دار التمييز و البيان و معرفة المنازل و المراتب على ما هي عند اللّٰه تعالى فيعلم السعيد سعادته و الشقي شقاوته فيظهر عند ذلك عين هذا الاسم الخفي لجميع الخلق و يحرمون الدعاء به لشغلهم بما هم فيه من الهول فيعظم في قلوبهم شدة الهول بحيث أن يظنوا أنه ما ثم دعاء يرد ما هم فيه و لو وفقوا للدعاء به لسعدوا فسبحان القدير على ما يشاء

(السؤال السابع و الثلاثون و مائة)ما كسوته

الجواب حال الداعي به المعنوي و كسوته على الحقيقة حروفه إذا أخذت الاسم من طريق معناه فإن أخذته من طريق حروفه فحينئذ يكون كسوته حال الداعي به فإذا أقيم في شاهد الحس في التخيل أو الخيال فيكون كسوته الثوب السابغ الأصفر يلتوي فيه فإنه غير مخيط

[بقرة بنى إسرائيل]

أ لا ترى بقرة بنى إسرائيل صَفْرٰاءُ فٰاقِعٌ لَوْنُهٰا لاٰ شِيَةَ فِيهٰا فحيي بها الميت و هو أعظم الآثار إحياء الموات حياة الايمان و حياة العلم و حياة الحس و أعظم أثره في زمان الشتاء إذا وقع فيه شهر صفر في أول الشتاء إلى انتصافه فهو أسرع أثرا منه في باقي الأزمنة و باقي الشهور و يكون الثوب صوفا أو شعرا أو وبر إلا غير ذلك و الريش منه و إنما قلنا هذا لأنه قد يظهر لقوم بنوع من أنواع ما ذكرناه من هذه الأنواع التي تلبس فلو ظهر في نوع واحد لعرفناكم به و اقتصرنا عليه

[رؤية الحلاج لكسوة الاسم الخفي]

و قال بعضهم رأيت كسوته جلدا

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست