responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 119

النّٰاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللّٰهِ أَفْوٰاجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ اسْتَغْفِرْهُ من أيام التبليغ إِنَّهُ كٰانَ تَوّٰاباً أي يرجع إليك الرجوع الخاص الذي يربي على مقام التبليغ فيجتمع هذا كله في الرسول و هو شخص واحد و في كل مقام أشخاص فيكون الشخص الواحد خلقا مصطفى نبيا خاصا

[معية الذات لا تنقال فلا تعلم نسبة المعية إليها]

و أما معية الذات فلا تنقال فإن الذات مجهولة فلا تعلم نسبة المعية إليها فهو مع الخلق بالعلم و اللطف و مع الأصفياء بالتولي و مع الأنبياء بالتأييد و مع الخاصة بالمباسطة و الأنس

(السؤال الثامن و العشرون و مائة)ما ذكره الذي يقول وَ لَذِكْرُ اللّٰهِ أَكْبَرُ

الجواب ذكره نفسه لنفسه بنفسه أكبر من ذكره نفسه في المظهر لنفسه

[ذكر اللّٰه في الصلاة أكبر أعمالها و أكبر أحوالها]

اعلم أن اللّٰه ما قال هذا الذكر و وصفه بهذه الصفة من الكبرياء إلا في قوله تعالى إِنَّ الصَّلاٰةَ تَنْهىٰ عَنِ الْفَحْشٰاءِ وَ الْمُنْكَرِ أبناء عن حقيقة لأجل ما فيها من الإحرام و هو المنع من التصرف في شيء مما يغاير كون فاعله مصليا فهي تنهى عن الفحشاء و المنكر و لا تنهى عن غيرها من الطاعات فيها مما لا يخرجك فعله عن أن تكون مصليا شرعا فيكون قوله وَ لَذِكْرُ اللّٰهِ فيها أكبر أعمالها و أكبر أحوالها إذ الصلاة تشتمل على أقوال و أفعال فتحريك اللسان بالذكر من المصلي من جملة أفعال الصلاة و القول المسموع من هذا التحريك هو من أقوال الصلاة و ليس في أقوالها شيء يخرج عن ذكر اللّٰه في حال قيام و ركوع و رفع و خفض إلا ما يقع به التلفظ من ذكر نفسك بحرف ضمير أو ذكر صفة تسأله أن يعطيكها مثل اهدني و ارزقني و لكن هو ذكر شرعا لله فإن اللّٰه سمي القرآن ذكرا و فيه أسماء الشياطين و المغضوب عليهم و المتلفظ به يسمى ذكر اللّٰه فإنه كلام اللّٰه فذكرتهم بذكر اللّٰه و هذا مما يؤيد قول من قال ليس في الوجود إلا اللّٰه فالأذكار أذكار اللّٰه

[اللّٰه أكبر الذاكرين و هو أكبر المذكورين]

ثم إن قوله تعالى وَ لَذِكْرُ اللّٰهِ هذه الإضافة تكون من كونه ذاكرا و من كونه مذكورا فهو أكبر الذاكرين و هو أكبر المذكورين و ذكره أكبر الأذكار التي تظهر في المظاهر فالذكر و إن لم يخرج عنه فإن اللّٰه قد جعل بعضه أكبر من بعض ثم يتوجه فيه قصد آخر من أجل الاسم اللّٰه فيقول وَ لَذِكْرُ اللّٰهِ بهذا الاسم الذي ينعت و لا ينعت به و يتضمن جميع الأسماء الحسنى و لا يتضمنه شيء في حكم الدلالة أَكْبَرُ من كل اسم تذكره به سبحانه من رحيم و غفور و رب و شكور و غير ذلك فإنه لا يعطي في الدلالة ما يعطي الاسم اللّٰه لوجود الاشتراك في جميع الأسماء كلها هذا إذا أخذنا أكبر بطريق أفعل من كذا فإن لم نأخذها على أفعل من كذا فيكون إخبارا عن كبر الذكر من غير مفاضلة بأي اسم ذكر و هو أولى بالجناب الإلهي

[كل مجتهد مصيب و لكل مجتهد نصيب]

و إن كانت الوجوه كلها مقصودة في قوله تعالى وَ لَذِكْرُ اللّٰهِ أَكْبَرُ فإنه كل وجه تحتمله كل آية في كلام اللّٰه من فرقان و توراة و زبور و إنجيل و صحيفة عند كل عارف بذلك اللسان فإنه مقصود لله تعالى في حق ذلك المتأول لعلمه الإحاطي سبحانه بجميع الوجوه و بقي عليه في ذلك الكلام من حيث ما يعلمه هو فكل متاول مصيب قصد الحق بتلك الكلمة هذا هو الحق الذي لاٰ يَأْتِيهِ الْبٰاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لاٰ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ على قلب من اصطفاه اللّٰه به من عباده فلا سبيل إلى تخطئة عالم في تأويل يحتمله اللفظ فإن مخطئه في غاية من القصور في العلم و لكن لا يلزمه القول به و لا العمل بذلك التأويل إلا في حق ذلك المتأول خاصة و من قلده

(السؤال التاسع و العشرون و مائة)قوله تعالى فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ما هذا الذكر

الجواب هذا ذكر الجزاء الوفاق قال تعالى جَزٰاءً وِفٰاقاً فذكر اللّٰه في هذا الموطن هو المصلي عن سابق ذكر العبد قال تعالى هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ أي يؤخر ذكره عن ذكركم فلا يذكركم حتى تذكروه و لا تذكرونه حتى يوفقكم و يلهمكم ذكره فيذكركم بذكره إياكم فتذكروه به أو بكم فيذكركم بكم و به بالواو لا بأو فإن له الذكرين معا و قد يكون لبعض العلماء الذكران معا و قد يكون الذكر الواحد دون الآخر في حق بعض الناس

[أحوال ذكر النفس بالجزاء الوفاق في كل وجه]

و تختلف أحوال الذاكرين منا فمنا من يذكره في نفسه و هم على طبقات طبقة تذكره في نفسها و الضمير من النفس يعود على اللّٰه من حيث الهو و شخص يذكره في نفسه و الضمير يعود على الشخص و شخص يذكره في نفسه و الضمير يعود على اللّٰه من حيث ما هو خالقها لا من حيث ما هي نفسه من كونها ظاهرة في مظهر خاص فإذا ذكره كل شخص من هؤلاء إما بوجه واحد من هذه الوجوه أو بكل الوجوه فإن اللّٰه يذكره في نفسه و قد يكون قوله ذكرته في نفسي عين ذكر هذا العبد ربه في نفسه من حيث ما هو

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست