responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 118

هذا العلم فأمره إلى اللّٰه و هو بحسب قصده في ذلك فإنه قد يقصد الرئاسة و تكون المصلحة في حكم التبع و قد يقصد المصلحة و تكون الرئاسة تبعا و هذا الكلام لا يتصور إلا مع عدم الشرع المقرر بالدليل في تلك الجماعة و ذلك المكان خاصة

[نظر الحق إلى نفوس الأنبياء و آثاره]

و إذا نظر إلى نفوسهم ابتلاهم بمخالفة أممهم فاختلفوا عليه و اختلفوا فيما بينهم و إن اجتمعوا عليه و هذا كله إذا اتفق أن ينظر النبي إلى نفسه و لا بد له من النظر إلى نفسه فإن الجلوس مع اللّٰه لا تقتضي البشرية دوامه و إذا لم يدم فما ثم إلا النفس فيكون نظره في هذا الحال نظر ابتلاء لأن النبي في تلك الحالة صاحب دعوى إنه قد بلغ رسالة ربه و كذا ورد ما من نبي إلا و قد قال فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مٰا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ و

قال ألا هل بلغت فأضاف التبليغ إليه و لم يقل في هذه الحال قد بلغ اللّٰه إليكم بلساني ما قد أسمعكم فلو قال هذا ما ابتلوا ببلاء النفوس و في هذا لله حكم خفي ليعلم العبد أنه محل للتوفيق و نقيضه و أنه لا حول و لا قوة إلا بالله على ما أمر به و نهي عنه فَالْحُكْمُ لِلّٰهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ

(السؤال السادس و العشرون و مائة)كم إقباله على خاصته في كل يوم

الجواب أربعة و عشرون ألف إقبال في كل يوم يهبهم في ذلك الإقبال ما شاء و يأخذ منهم في الإقبال الثاني ما كان أعطاهم في الإقبال الأول إما أخذ قبول و إما أخذ رد غير مقبول فإن اللّٰه قد أمرهم بالأدب في كل ما يلقي إليهم عند أخذهم و كذلك إذا ردوا الأمور إليه يردونها محلاة بالأدب الإلهي فذلك داعية القبول الإلهي فإن أساءوا الأدب في الأخذ و الرد عاد وبال ذلك عليهم و ليسوا عند ذلك بخاصة اللّٰه فالخاصة تحضر مع اللّٰه أربعة و عشرين ألف مرة في كل يوم

[إقبال الحق على خاصته كل يوم بعدد أنفاسهم]

و إن أردت التحرير في المقال إن لم يكن عندك علم و تخرج من العهدة فقل إقباله على خاصته كل يوم بعدد أنفاسهم كانت ما كانت فمن اطلع على توقيت أنفاسه علم توقيت إقبال اللّٰه عليه في كل يوم فإن ذلك النفس من نفس الرحمن فهو عين إقبال الحق عليهم و به تنورت هياكلهم فهو في الأجسام ريح و في اللطائف أرواح جمع روح بفتح الراء و تسكين الواو سكونا حيا

(السؤال السابع و العشرون و مائة)ما المعية مع الخلق و الأصفياء و الأنبياء و الخاصة و التفاوت و الفرق بينهم في ذلك

الجواب قال اللّٰه تعالى وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ فالأينية إلينا و قال لموسى و هارون إِنَّنِي مَعَكُمٰا أَسْمَعُ وَ أَرىٰ فنبههما على أنه سمعهما و بصرهما تذكرة لهما أو أعلاما لم يتقدمه علم به عندهما فإنه

قد صح عندنا في الخبر أن العبد إذا أحبه ربه كان سمعه و بصره الذي يسمع به و يبصر به فالنبي أولى بهذا ممن ليس بنبي و طبقات الأولياء كثيرة و لكن ما ذكر منها إلا ما قلناه فلا نتعدى بالجواب قدر ما سأل

[المعية تقتضي المناسبة]

فنقول إن المعية تقتضي المناسبة فلا نأخذ من الحق إلا الوجه المناسب لا الوجه الذي يرفع المناسبة ثم إننا أردنا أن نعمم الجواب بتعميم قوله تعالى أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ من الأحوال و لا يخلو موجود عن حال بل ما تخلو عين موجودة و لا معدومة أن تكون على حال وجودي أو عدمي في حال وجودها أو عدمها و لهذا قال تعالى وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ فإن قلت قوله كنتم لفظة معناها وجودي فالمعنى أينما كنتم من الوجود فنقول صحيح و لكن من أي الوجوه من الوجود من حيث العلم بكم و ما ثم إلا هو أو من حيث الوجود الذي يتصف به عين الممكنات من حيث ما هي مظاهر فحالة منها توصف العين الممكنة بها بالعدم و لهذا نقول كان هذا معدوما و وجد و الكون يناقض العدم مع صحة هذا القول فيعلم عند ذلك أن قوله تعالى أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ أي على أي حالة تكونون من الوصف بالعدم أو الوجود

[معية الحق مع الخلق بالعلم و اللطف و مع الأصفياء بما يطلبه الاصطفاء]

ثم نقول إنه مع الخلق بإعطاء كل شيء خلقا من كونهم خلقا لا غير فينجر معه إنه معهم بكل ما تطلبه ذواتهم من لوازمها و معيته مع الأصفياء بما يعطيه الصفاء من التجلي فإنهم قد وصفهم و أنهم أصفياء فما هو معهم بالصفاء و الاصطفاء و إنما هو معهم بما يطلبه الاصطفاء و قدم الخلق فإنه مقدم بالرتبة فإن الاصطفاء لا يكون إلا بعد الخلق بل هم من الخلق عند الحق بمنزلة الصفي الذي يأخذه الإمام من المغنم قبل القسمة فذلك هو نصيب الحق من الخلق و ما بقي فله و لهم

[معية الحق مع الأنبياء بتأييد دعواهم و دعوتهم]

و أما معيته مع الأنبياء فبتأييد الدعوى لا بالحفظ و العصمة إلا أن أخبر بذلك في حق نبي معين فإن اللّٰه قد عرفنا إن الأنبياء قتلتهم أممهم و ما عصموا و لا حفظوا فلا بد أن يكون ظرف المعية التأييد في الدعوى لإقامة الحجة على الأمم فإنه قال فَلِلّٰهِ الْحُجَّةُ الْبٰالِغَةُ و لا يكون نبيا حتى يقدمه الاصطفاء فلهذا أخر النبوة عن الاصطفاء فإنه ما كل خلق مصطفى و ما كل مصطفى نبي

[معية الحق مع الخاصة بالمحادثة و برفع الوسائط]

و معيته مع الخاصة بالمحادثة برفع الوسائط بعد تبليغ ما أمر بتبليغه مثل قوله وَ رَأَيْتَ

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست