responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 117

متوليهم لا غير و ينحصر ذلك في مائة مرة من غير زيادة و لا نقصان و لكن ما دام الولي مظروفا لليوم و أما نظره للأولياء إذ أخرجوا من الأوقات فنظر دائم لا توقيت فيه و لا يقبل التوقيت فإنه لا يدخل تحت العدد و لا المغايرة و لا التمييز فإذا دخلوا أو كان حالهم الزمان فمائة مرة و كل مرة يحصل لهم في تلك النظرة ما لا يحده توقت فهو عطاء إلهي من غير حساب و لا هنداز

(السؤال الرابع و العشرون و مائة)إلى ما ذا ينظر منهم

الجواب إلى أسرارهم لا إلى ظواهرهم فإن ظواهرهم يجريها سبحانه بحسب الأوقات و سرائرهم ناظرة إلى عين واحدة فإن أعرضوا أو أطرفوا نقصهم في ذلك الإعراض أو تلك الطرفة ما تقتضيه النظرة و هو أكثر مما نالوه من حين أوجدهم إلى حين ذلك الأعراض

[الشيء دوما في مزيد و المتأخر يتضمن ما تقدمه و يزيد]

قال بعض السادة فيما حكاه القشيري في رسالته لو أن شخصا أقبل على اللّٰه طول عمره ثم أعرض عنه لحظة واحدة كان ما فاته في تلك اللحظة أكثر مما ناله في عمره و ذلك أن الشيء في المزيد و أن المتأخر يتضمن ما تقدمه و زيادة ما تعطيه عينه من حيث ما هو جامع فيرى ما تقدم في حكم الجمع و هو يخالف حكم انفراده و حكم جمعه دون هذا الجمع الخاص و من حيث ما تختص به هذه اللحظة من حيث ما هي لنفسها لا من حيث كونها حضرة جمع لما تقدمها فبالضرورة يفوته هذا الخير فما أشأم الإعراض عن اللّٰه

[العلم أشرف الصفات و أنزه السمات]

و في هذا يتبين لك شرف العلم فإن العلم هو الذي يفوتك و العلم هو الذي تستفيده قال تعالى آمرا لنبيه عليه الصلاة و السلام وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً فإنه أشرف الصفات و أنزه السمات

(السؤال الخامس و العشرون و مائة)إلى ما ذا ينظر من الأنبياء عليهم السلام

الجواب إن أراد العلم فإلى أسرارهم و إن أراد الوحي فإلى قلوبهم و إن أراد الابتلاء فإلى نفوسهم إلا أن نظره سبحانه على قسمين نظر بواسطة و هو قوله نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلىٰ قَلْبِكَ و نظر بلا واسطة و هو قوله تعالى فَأَوْحىٰ إِلىٰ عَبْدِهِ مٰا أَوْحىٰ

[نظر الحق إلى أسرار الأنبياء و عطاياه]

فإذا نظر إلى أسرارهم أعطاهم من العلم به ما شاء لا غير و هو أن يكشف لهم عنهم أنهم به لا بهم فيرونه فيهم و لا يرونهم فيعلمون مٰا أُخْفِيَ لَهُمْ فيهم مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ فتقر عيونهم بما شاهدوه وَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّٰهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ بهم في كل نظرة و هو مزيد العلم الذي أمر يطلبه لا علم التكليف فإن النقص منه هو مطلوب الأنبياء عليهم السلام و لهذا

كان رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم يقول اتركوني ما تركتكم و

قوله لو قلت نعم لوجبت و ما كنتم تطيقونها

[نظر الحق إلى قلوب الأنبياء و عطاياه]

و إذا نظر إلى قلوبهم قلب الوحي فيهم بحسب ما تقلبوا فيه فلكل حال يتقلبون فيه حكم شرعي يدعو إليه هذا النبي و سكوته عن الدعوة شرع أي أبقوا على أصولكم و هذا هو الوحي العرضي الذي عرض لهم فإن الوحي الذاتي الذي تقتضيه ذواتهم هو أنهم يسبحون بحمد اللّٰه لا يحتاجون في ذلك إلى تكليف بل هو لهم مثل النفس للمتنفس و ذلك لكل عين على الانفراد و الوحي العرضي هو لعين المجموع و هو الذي يجب تارة و لا يجب تارة و يكون لعين دون عين

[الوحى العرضي على نوعين]

و هو على نوعين نوع يكون بدليل أنه من اللّٰه و هو شرع الأنبياء و منه ما لا دليل عليه و هو الناموس الوضعي الذي تقتضيه الحكمة يلقيه الحق تعالى من اسمه الباطن الحكيم في قلوب حكماء الوقت من حيث لا يشعرون و يضيفون ذلك الإلقاء إلى نظرهم لا يعلمون أنه من عند اللّٰه على التعيين لكنهم يرون أن الأصل من عند اللّٰه فيشرعونه لمتبعيهم من أهل زمانهم إذ لم يكن فيهم نبي مدلول على نبوته

[القيام بحدود الناموس و جزاؤه]

فإن هم قاموا بحدود ذلك الناموس و وقفوا عنده و رعوه جازاهم اللّٰه على ذلك بحسب ما عاملوه به في الدنيا و الآخرة جزاء الشرع المقرر المدلول عليه فَمٰا رَعَوْهٰا حَقَّ رِعٰايَتِهٰا فيما ابتدعوه من الرهبانية

و من سن سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها و من سن سنة سيئة فعليه وزرها و وزر من عمل بها و إن اللّٰه يصدق قول واضع الناموس الحكمي كما هو مصدق واضع الناموس الشرعي الحكمي فأما جزاؤه في الدنيا فلا شك و لا خفاء بوقوع المصلحة و وجودها في الأهل و المال و العرض و أما الآخرة فعلى هذا المجرى و إن لم يتعرض إليها صاحب الناموس الحكمي كما أنه في ناموس الحكم الإلهي أن في الآخرة لنا ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر و يحصل لنا من غير تقدم علم به كذلك الحاصل في الآخرة جزاء لعمل الناموس الذي اقتضته الحكمة عند من ابتدعه للمصلحة فإن قال في ناموسه قال اللّٰه و يكون ممن قد علم أنه مظهر و أن لا موجود على الحقيقة إلا اللّٰه صدق و عفا اللّٰه عنه و إن كان من أهل الحجاب عن

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست