responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 11

الطريقة لهم من العلوم على عدد ما لجبريل من القوي المعبر عنها بالأجنحة التي بها يصعد و ينزل لا يتجاوز علم هؤلاء الخمسة مقام جبريل و هو الممد لهم من الغيب و معه يقفون يوم القيامة في الحشر

[الأولياء الذين هم على قلب ميكائيل]

و منهم رضي اللّٰه عنهم ثلاثة على قلب ميكائيل عليه السلام لهم الخير المحض و الرحمة و الحنان و العطف و الغالب على هؤلاء الثلاثة البسط و التبسم و لين الجانب و الشفقة المفرطة و مشاهدة ما يوجب الشفقة و لا يزيدون و لا ينقصون في كل زمان و لهم من العلوم على قدر ما لميكائيل من القوي

[الأولياء الذين هم على قلب إسرافيل]

و

منهم رضي اللّٰه عنهم واحد على قلب إسرافيل عليه السلام في كل زمان و له الأمر و نقيضه جامع للطرفين ورد بذلك خبر مروي عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم له علم إسرافيل و كان أبو يزيد البسطامي منهم ممن كان على قلب إسرافيل و له من الأنبياء عيسى عليه السلام فمن كان على قلب عيسى عليه السلام فهو على قلب إسرافيل و من كان على قلب إسرافيل قد لا يكون على قلب عيسى و كان بعض شيوخنا على قلب عيسى و كان من الأكابر

(وصل) [رجال عالم الأنفاس]

و أما رجال عالم الأنفاس رضي اللّٰه عنهم فإنا أذكرهم و هم على قلب داود عليه السلام و لا يزيدون و لا ينقصون في كل زمان و إنما نسبناهم إلى قلب داود و قد كانوا موجودين قبل ذلك بهذه الصفة فالمراد بذلك أنه ما تفرق فيهم من الأحوال و العلوم و المراتب اجتمع في داود و لقيت هؤلاء العالم كلهم و لازمتهم و انتفعت بهم و هم على مراتب لا يتعدونها بعدد مخصوص لا يزيد و لا ينقص و أنا ذاكرهم إن شاء اللّٰه تعالى

[رجال الغيب العشرة]

فمنهم رضي اللّٰه عنهم رجال الغيب و هم عشرة لا يزيدون و لا ينقصون هم أهل خشوع فلا يتكلمون إلا همسا لغلبة تجلى الرحمن عليهم دائما في أحوالهم قال تعالى وَ خَشَعَتِ الْأَصْوٰاتُ لِلرَّحْمٰنِ فَلاٰ تَسْمَعُ إِلاّٰ هَمْساً و هؤلاء هم المستورون الذين لا يعرفون خبأهم الحق في أرضه و سمائه فلا يناجون سواه و لا يشهدون غيره يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَ إِذٰا خٰاطَبَهُمُ الْجٰاهِلُونَ قٰالُوا سَلاٰماً دأبهم الحياء إذا سمعوا أحدا يرفع صوته في كلامه ترعد فرائصهم و يتعجبون و ذلك أنهم لغلبة الحال عليهم يتخيلون أن التجلي الذي أورث عندهم الخشوع و الحياء يراه كل أحد و رأوا أن اللّٰه قد أمر عباده أن يغضوا أصواتهم عند رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم فقال يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَرْفَعُوا أَصْوٰاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَ لاٰ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمٰالُكُمْ وَ أَنْتُمْ لاٰ تَشْعُرُونَ و إذا كنا نهينا و تحبط أعمالنا برفع أصواتنا على صوت رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم إذا تكلم و هو المبلغ عن اللّٰه فغض أصواتنا عند ما نسمع تلاوة القرآن آكد و اللّٰه يقول وَ إِذٰا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَ أَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ و هذا هو مقام رجال الغيب و حالهم الذي ذكرناه فيمتاز الحديث النبوي من القرآن بهذا القدر و يمتاز كلامنا من الحديث النبوي بهذا القدر و أما أهل الورع إذا اتفقت بينهم مناظرة في مسألة دينية فيذكر أحد الخصمين حديثا عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم خفض الخصم صوته عند سرد الحديث هذا هو الأدب عندهم إذا كانوا أهل حضور مع اللّٰه و طلبوا العلم لوجه اللّٰه فأما علماء زماننا اليوم فما عندهم خير و لا حياء لا من اللّٰه و لا من رسول اللّٰه إذا سمعوا الآية أو الحديث النبوي من الخصم لم يحسنوا الإصغاء إليه و لا أنصتوا و داخلوا الخصم في تلاوته أو حديثه و ذلك لجهلهم و قلة ورعهم عصمنا اللّٰه من أفعالهم و اعلم أن رجال الغيب في اصطلاح أهل اللّٰه يطلقونه و يريدون به هؤلاء الذين ذكرناهم و هي هذه الطبقة و قد يطلقونه و يريدون به من يحتجب عن الأبصار من الإنس و قد يطلقونه أيضا و يريدون به رجالا من الجن من صالحي مؤمنيهم و قد يطلقونه على القوم الذين لا يأخذون شيئا من العلوم و الرزق المحسوس من الحس و لكن يأخذونه من الغيب

[الظاهرون بأمر اللّٰه عن أمر اللّٰه]

و منهم رضي اللّٰه عنهم ثمانية عشر نفسا أيضا هم الظاهرون بأمر اللّٰه عن أمر اللّٰه لا يزيدون و لا ينقصون في كل زمان ظهورهم بالله قائمون بحقوق اللّٰه مثبتون الأسباب خرق العوائد عندهم عادة آيتهم قُلِ اللّٰهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ و أيضا إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهٰاراً كان منهم شيخنا أبو مدين رحمه اللّٰه كان يقول لأصحابه أظهروا للناس ما عندكم من الموافقة كما يظهر الناس بالمخالفة و أظهروا بما أعطاكم اللّٰه من نعمه الظاهرة يعني خرق العوائد و الباطنة يعني المعارف فإن اللّٰه يقول وَ أَمّٰا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ و

قال عليه السلام التحدث بالنعم شكر و كان يقول بلسان أهل هذا المقام أَ غَيْرَ اللّٰهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ بَلْ إِيّٰاهُ تَدْعُونَ هم على مدارج الأنبياء و الرسل لا يعرفون إلا اللّٰه ظاهرا و باطنا و هذه الطبقة اختصت باسم الظهور لكونهم ظهروا في عالم الشهادة و من ظهر في عالم

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست