responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 104

أكمل المظاهر و اختلف العلماء هل يصح أن يكون منه في الوجود شخصان فصاعدا أو لا يكون إلا شخص واحد فإن كان شخص واحد فمن هو ذلك الشخص و من أي قسم هو من أقسام الموجودات هل من البشر أو من الجن أو من الملائكة

[الإنسان الكامل مستهلك في الحق و الحق مستهلك فيه]

و إنما سماه رداء لأنه مشتق من الردي المقصور و هو الهلاك لأنه مستهلك في الحق استهلاكا كليا بحيث أن لا يظهر له وجود عين مع ظهور الانفعالات الإلهية عنه فلا يجد في نفسه حقيقة ينسب بها شيئا من تلك الانفعالات إليه فيكون حقا كله و هو

قوله صلى اللّٰه عليه و سلم و اجعلني نورا أي يظهر في كل شيء و لا أظهر بشيء و قد يستهلك الحق فيه فلا ينسب بوجوده شيء إلى الحق و هو الوجه الذي اعتمد عليه من أثبت الحق المخلوق به كأبي الحكم بن برجان و سهل بن عبد اللّٰه التستري و غيرهما و إليه أشرنا بقولنا

أنا الرداء أنا السر الذي ظهرت بي ظلمة الكون إذ صيرتها نورا
فالمرتدي هو الهالك بهذا الرداء فانظر من هو المرتدي فاحكم عليه بأنه مستهلك فيه فتجد حقيقة ما ذكرناه فكل مرتد محجوب بردائه عن إدراك الأبصار قال تعالى لاٰ تُدْرِكُهُ الْأَبْصٰارُ لأن الرداء يحجب الأبصار عنه و لا يحجبه عنها فهو يدركها و لا تدركه فالأبصار تدرك الرداء و الرداء هو الذي استهلك المرتدي فيه بظهوره إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيٰاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

(السؤال السابع و مائة)ما الكبر

الجواب ما ظهر عن دعاوى الخلق في حضرة الربوبية من أنا على طبقات القائلين بها الكبر حال من أحوال القلوب من حيث ما هي عالمة بمن ينبغي أن ينسب إليه الكبرياء فإن الحق معلوم عند كل موجود و يتبع العلم الكبرياء فمن كان أعلم به كان كبرياء الحق في قلبه أعظم ممن ليس في قلبه ما يوجب ذلك فلو كان الكبرياء صفة للذات لكانت الذات مركبة و إن كان عين الذات و تجلى سبحانه و سلب العلم به في تجليه لم يجد المتجلي له أثر كبر عنده لهذا المتجلي لجهله به فإن رزقه العلم به تبعه الكبر

[الكبر حجاب بين العبد و بين الحق]

و العلم مما يوصف به العالم لا المعلوم كذلك الكبر يوصف به من يوصف بالعلم بمن يكون الكبرياء من أثره في قلب هذا الشخص و لهذا قد ورد الكبرياء ردائي فهو حجاب بين العبد و بين الحق يحجب العبد أن يعرف كنه المرتدي به و هو نفسه فأحرى أن يعرف ربه و مع هذا فلا يضاف الكبر إلا لغير لابسه فإنه حالة عجيبة و كذلك العظمة فإن الحق ما هي صفته لا ذاتية و لا معنوية فإنه يستحيل على ذاته قيام صفات المعاني بها و يستحيل أن تكون صفة نفسية من أجل ما ورد من إنكار الخلق له في تجليه مع كونه هو هو و إذا بطل الوجهان فلم يبق إلا أن تكون صفة للمتجلي له و هو الكون أو حالة تعقل بين المتجلي و المتجلي له لا يتصف بها المتجلي له لأن العبودة تقابل الكبر و تضادها و محال أن تقوم بنفسها بينهما فلم يبق إلا أن تكون من أوصاف العلم فتكون نسبة كبر و تعظيم و عزة تتصف بها نسبة علم بمعلوم محقق من حيث ما يؤدي إليه ذلك العلم من وجود هذه النسب ذوقا و شربا كما تقول في التشبيه و ضرب المثل سواد مشرق و علم حسن فوصف السواد بالإشراق و العلم بالحسن و هو وصف من لا قيام له بنفسه بما لا قيام له بنفسه فلذلك جعلنا الكبرياء و العظمة حالة تابعة للعلم بالمعظم و المكبر في نفس من عظمه و كبره

(السؤال الثامن و مائة)ما تاج الملك

الجواب تاج الملك علامة الملك و تتويج الكتاب السلطاني خط السلطان فيه و الوجود كِتٰابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ و يجهله من ليس بمقرب و تتويج هذا الكتاب إنما يكون بمن جمع الحقائق كلها و هي علامة موجدة

[الإنسان الكامل تاج الملك]

فالإنسان الكامل الذي يدل بذاته من أول البديهة على ربه هو تاج الملك و ليس إلا الإنسان الكامل و هو

قوله صلى اللّٰه عليه و سلم إن اللّٰه خلق آدم على صورته و هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظّٰاهِرُ وَ الْبٰاطِنُ فلم يظهر الكمال الإلهي إلا في المركب فإنه يتضمن البسيط و لا يتضمن البسيط المركب فالإنسان الكامل هو الأول بالقصد و الآخر بالفعل و الظاهر بالحرف و الباطن بالمعنى و هو الجامع بين الطبع و العقل ففيه أكثف تركيب و ألطف تركيب من حيث طبعه و فيه التجرد عن المواد و القوي الحاكمة على الأجساد و ليس ذلك لغيره من المخلوقات سواه و لهذا خص بعلم الأسماء كلها و بجوامع الكلم و لم يعلمنا اللّٰه أن أحدا سواه أعطاه هذا إلا الإنسان الكامل و ليس فوق الإنسان

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست