responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 102

فكان سجودها لا علم لنا و هو الجهل سجدت الظلال لمشاهدتها من خرجت عنه و هي الأشخاص يتستر ظل الشخص عن النور بأصله الذي انبعث عنه لئلا يفنيه النور فلم يكن له بقاء إلا بوجود الأصل فلا بقاء للعالم إلا بالله السلطان ظل اللّٰه في أرضه العرش ظل اللّٰه يوم القيامة العرش عين الملك يقال ثل عرش الملك إذا اختل ملكه عليه اَلرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوىٰ أي على ملكه سجود القلب إذا سجد لا يرفع أبدا لأن سجوده للأسماء الإلهية لا للذات فإنها هي التي جعلته قلبا فهي تقلبه من حال إلى حال دنيا و آخرة فلهذا سمته قلبا فإذا تجلى له الحق مقلبا فيرى أنه في قبضة مقلبه و هو الأسماء الإلهية التي لا ينفك مخلوق عنها فهي المتحكمة في الخلائق فمن مشاهد لها و هو الذي سجد قلبه و من غير مشاهد لها فلا يسجد قلبه و هو المدعي الذي يقول أنا و على من هذه صفته يتوجه الحساب و السؤال يوم القيامة و العقاب إن عوقب و من سجد قلبه فلا دعوى له فلا حساب و لا سؤال و لا عقاب فلا حالة أشرف من حالة السجود لأنها حالة الوصول إلى علم الأصول فلا صفة أشرف من صفة العلم فإنه معطي السعادة في الدارين و الراحة في المنزلتين أصل الأعداد الواحد فلا وجود لها إلا به و به بقاؤها فمن لا علم له بأحدية خالقه كثرت آلهته و غاب عن معرفته بنفسه فجهل ربه

فصار عبد الكل رب فهو محل لكل ذنب
و السجود يقتضي الديمومية و لهذا قال الشيخ أيضا لسهل بن عبد اللّٰه إلى الأبد لأن السجود الخضوع و الإسجاد إدامة النظر و كل من تطأطأ فقد سجد و قلن له اسجد لليلى فأسجدا أي طأطأ البعير لها لتركبه و التطاطؤ لا يكون إلا عن رفعة و الرفعة في حق كل ما سوى اللّٰه خروج عن أصله فقيل له اسجد أي تطأطأ عن رفعتك المتوهمة و اخضع من شموخك بأن تنظر إلى أصلك فتعرف حقيقتك فإنك ما تعاليت حتى غاب عنك أصلك فطلبك على أصلك طلبك الغيب عينه و من عرف أصله عرف عينه أي نفسه و من عرف نفسه عرف ربه و من عرف نفسه لم يرفع رأسه و من عرف ربه رفع رأسه فإنه مخلوق على صورة ربه و من نعوت ربه الرفيع فلا بد أن يرفع نفسه و بعد هذه الرفعة يقال له اسجد فيسجد وجهه فيسجد قلبه فيرفع وجهه من السجود فلا يدوم فإن القبلة التي سجد لها لا تدوم و الجهة التي سجد لها لا تدوم فرفع لرفع المسجود له و سجد القلب فلم يرفع لأنه سجد لربه فقبلته ربه و ربه لا يزول و لا ترتفع عن الوجود ربوبيته فالقلب لا يرفع رأسه من سجوده أبدا لأن قبلته لا ترتفع فهذا معنى السجود

(السؤال الثاني و مائة)ما بدؤه

الجواب بدؤ السجود الذي أسجدك تنوع الحالات و تغيراتها عليك فنبهك ذلك على النظر في السبب الموجب لذلك فطلبت فعلمت أنك معلول و كل معلول فلا قيام له بنفسه فإن المريض لا يمرض نفسه و ما كل ما تقام فيه من تغير الأحوال يرضيك و إذا لم يرضك فقد أمرضك فلا بد من ممرض و من طلب الممرض فقد افتقر فعلمت أنك فقير و إذا افتقرت فهو كسر فقار ظهرك لم يتمكن لك أن ترفع رأسك فأنت موصوف بالسجود دائما فهذا بدء السجود و إن أراد بقوله ما بدؤه يعني ما بدؤه فيك أي ما هو أول شيء يعطيك السجود من منحه فنقول القربة و القربة مؤذنة ببعد متقدم و كل ذلك يؤدي إلى الحد و لا حد فإنه البعيد القريب

[عوارف التقريب و منح السجود في حضرة الحبيب]

فاعلم أن الهوية المسماة بالبعيد القريب هي التي أعطتك السجود و بدأك بها منحة و لكن من كونها تسمى بالبعيد القريب فنقلتك من النعت لبعيد إلى النعت القريب فنقلتك من البعد إلى القربة قال اللّٰه تعالى وَ اسْجُدْ وَ اقْتَرِبْ و لم يقل غير ذلك من الأحوال تدل على إن أول شيء يمنحك السجود هو القربة ثم بعد ذلك تعطي من مقام القربة ما يليق بالمقربين من الملائكة و النبيين فتلك عوارف التقريب و التقريب منحة السجود و السجود منحة النظر في تغير الأحوال و النظر في تغير الأحوال حكم تغير الأحوال و تغير الأحوال كونك على الصورة كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ و كونك على الصورة كونك مظهرا للأسماء الإلهية و كونك مظهرا للأسماء الإلهية أعطاك الرفعة و لاتصافك بالرفعة أمرت بالسجود فاعلم

(السؤال الثالث و مائة)ما
قوله العزة إزاري

الجواب لما أنعم الحق على عباده حين دعاهم إلى معرفته بالتنزل بضرب الأمثال لهم ليحصلوا بذلك القدر الذي أراد منهم أن يعلموا منه مثل قوله مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكٰاةٍ فِيهٰا مِصْبٰاحٌ لقوله اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ فجعل النور نفسه لأنه خبر المبتدأ أي صفته و هويته النور من حيث إنه اللّٰه النور و أين نور

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست