responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 101

لله أزلا و الفقر للممكن في حال عدمه إلى اللّٰه من حيث غناه أزلا و الموصوفان بالأزل نفيا و إثباتا لا يتقدم أحدهما على الآخر لأن الأزل لا يصح فيه تقدم و لا تأخر فافهم

(السؤال الموفي مائة)ما قوله آمين

الجواب لما أراد الثناء بما هو دعاء في مصالح ترجع إلى الداعي لهذا قيل له قل آمين و هي تقصر و تمد قال الشاعر في القصر

تباعد مني فطحل و ابن أمه أمين فزاد اللّٰه ما بيننا بعدا
يعني حتى يتفرد مع الحق الذي لا يقبل البينية و قال الشاعر في المد

يا رب لا تسلبني حبها أبدا و يرحم اللّٰه عبدا قال آمينا
يعني في دعائه بالبعد بينه و بين من يقبل البينية

[الجهر و الإخفاء بآمين]

و ورد في الشرع الجهر بها و الإخفاء لأن الأمر ظاهر و باطن فالباطن يطلب الإخفاء و الظاهر يطلب الجهر غير أن الظاهر أعم فإذا جهر بها فقد حصل حظ الباطن و إذا أسر بها لم يعلم الظاهر ما جرى و الباطن خصوص و الأسرار بها خاص لخاص و الظاهر عموم فالجهر بها عام لعام و خاص من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي و من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه و كل مذكور في ملأ فهو مذكور في النفس و ما كل ما هو مذكور في النفس يكون مذكورا في الملإ

قوله عليه السلام أو استأثرت به في علم غيبك هي أسماء لا يعلمها إلا هو فعلم السر أتم وَ عِنْدَهُ مَفٰاتِحُ الْغَيْبِ لاٰ يَعْلَمُهٰا إِلاّٰ هُوَ فالمفاتيح العلم بها خاص له و الغيب قد يظهر على غيبه من يرتضيه من رسله إِلاّٰ مَنِ ارْتَضىٰ مِنْ رَسُولٍ فالسر بها أتم مقاما من الجهر بها و الجهر بها أعم منفعة من السر السر بها

[معنى آمين]

آمين معناه أجب دعاءنا لا بل معناه قصدنا إجابتك فيما دعوناك فيه يقال أم فلان جانب فلان إذا قصده وَ لاَ آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرٰامَ أي قاصدين و خفف أمين للسرعة المطلوبة في الإجابة و الخفة تقتضي الإسراع في الأشياء

[من وافق تأمينه تأمين الملائكة]

فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة فقد غفر له و لم يقل فقد أجيب لأنه لو أجيب لما غفر له لأن المهدي ما له ما يغفر أي فمن أمن مثل تأمين الملائكة هذا معنى الموافقة لا الموافقة الزمانية و قد تكون الموافقة الزمانية فيحويهم زمان واحد عند قولهم آمين و الملائكة لا يخلو قولها في آمين هل يقولونها متجسدين أو يقولونها غير متجسدين فإن قالتها متجسدة فربما يريد الموافقة الزمانية خاصة لأن التجسد يحكم عليهم بالإتيان بلفظة آمين أي بترتيب هذه الحروف و إن قالتها غير متجسدة فلم تبق الموافقة إلا أن يقولها العبد بالحال التي يقولها الملك

[الحال التي يقول بها العبد آمين]

و الحال هنا على أقسام الحال الواحدة أن يقولها بربه فإن الملك يقولها كذلك أو يقولها بحاله التي تقتضيها ذاته فالإنسان إذا قالها كذلك قالها من حيث روحانيته إلا من حيث حسه أو يقولها بحكم النيابة فالملك قد يقولها كذلك أو يقولها و هو هو فالملك قد يقولها كذلك و قول الإنسان بحكم النيابة هو قوله بحكم الصورة التي خلق عليها فينبغي للإنسان أن يقولها بكل حال يقولها الملك من هذه الأقسام التي ذكرناها فإذا قالها غفر اللّٰه له و لا بد أن يستره اللّٰه عن كل أمر يضاد الهداية بما تنتج لا بد من ذلك لأن نتيجة الهداية سعادة و قد يكون في حياته الدنيا غير مهدي و العناية قد سبقت فيجني ثمرة الهداية فلهذا لم يقل أجيب و قال غفر فهذا معنى قوله آمين و كل داع بحسب ما دعا فإن اللّٰه يستجيب له بأمر سعادي لا بما عينه فقد أجابه بما فيه سعادته إذ هي المطلوب الأعم في كل دعاء داع

(السؤال الحادي و مائة)ما السجود

الجواب السجود من كل ساجد مشاهدة أصله الذي غاب عنه حين كان فرعا عنه فلما اشتغل بفرعيته عن أصليته قيل له اطلب ما غاب عنك و هو أصلك الذي عنه صدرت فسجد الجسم إلى التربة التي هي أصله و سجد الروح إلى الروح الكل الذي عنه صدر و سجد السر لربه الذي به نال المرتبة و الأصول كلها غيب أ لا تراها قد ظهرت في الشجر أصولها غيب فإن التكوين غيب لا يشاهده أحد الجنين يتكون في بطن أمه فهو غيب حيوان آخر يتكون في البيض فإذا كمل تشقق عنه الحق أصل وجود الأشياء و هو غيب لها

[معنى السجود و صوره المختلفة]

السجود تحية الملوك لما كان السوقة دون الملك فالملك له العلو و العظمة فإذا دخل عليه من دونه سجد له أي منزلتنا منك منزلة السفل من العلو فإنهم نظروا إليه من حيث مكانته و مرتبته لا من حيث نشأته فإنهم على السواء في النشأة سجدت الملائكة لمرتبة العلم

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست