responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 100

الممكن موجودا فلا يزال كل شيء لك كما لم يزل لم يتغير عليه نعت و لا تغير على الوجود نعت فالوجود وجود و العدم عدم و الموصوف بأنه موجود موجود و الموصوف بأنه معدوم معدوم هذا هو نفس أهل التحقيق من أهل الكشف و الوجود

[الشخص الذي هو وجه كله]

ثم يندرج في هذه المسألة الوجه الذي له الأمام و هو الوجه المقيد بالنظر و به تميز عن الخلف فإذا كان الشخص يرى من خلفه مثل ما يرى من أمامه كان وجها كله بلا قفا فلا يهلك من هذه صفته لأنه يرى من كل جهة فلا يهلك لأن العين تحفظه بنظرها فمن أي جهة جاءه من يريد إهلاكه لم يجد سبيلا إليه لكشفه إياه كما يتقي صاحب الوجه المقيد من يأتيه من إمامه انتهى الجزء السابع و الثمانون (بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)

(السؤال الثامن و التسعون)كيف خص ذكر الوجه

الجواب لأن السبحات له فهي مهلكة و المهلك لا يكون هالكا

[الحقائق لا تتصف بالهلاك]

فاعلم أن الحقائق لا تتصف بالهلاك و وجه الشيء حقيقته و إنما يتصف بالهلاك الأمور العوارض للحقائق من نسبة بعضها إلى بعض فهي أعني الأمور العوارض حقيقتها أن تكون عوارض فلا يهلك وجهها عن كونها عوارض فاتصاف من عرضت له نسبة ما ثم بها زالت تلك النسبة بحصول نسبة أخرى فازالة تلك النسبة العارضة تسمى هلاكا و يسمى ذلك المحل المنسوب إليه ذلك العارض بزواله هالكا و ما ثم إلا حقائق فما ثم إلا وجوه غير هالكة و ما ثم إلا نسب فما ثم إلا هالك فانظر كيف شئت و أنطق بحسب ما تنظر فلهذا خص الوجه لاستحالة اتصافه بالهلاك إذ كانت الحقيقة لا تهلك

(السؤال التاسع و التسعون)ما مبتدأ الحمد

الجواب مبتدؤه الابتداء و هو المعنى القائم في نفس الحامد فلا بد أن يكون مقيدا من طريق المعنى أنه ابتداء حادث فلا بد له من سبب و السبب عين التقييد و من طريق التلفظ بالحمد فمبتدؤه الإطلاق ثم بعد ذلك إن شئت قيدته بصفة فعل إلهي و إن شئت نزهته في التقييد بصفة تنزيه و ما ثم أكثر من هذا

[وجوه الحمد و معانيه]

و إن أراد السائل بالحمد هنا العبد فإنه عين الثناء على الحق بوجود عينه فمبتدؤه الحق الذي أوجده لما أوجده و إن أراد بالحمد و مبتدئه إضافة المبدأ إلى الحمد أي بما يبتدئ الحمد فنقول بالوجود سواء اقترنت سعادة بذلك الموجود أو شقاوة و إن أراد بالحمد حمد الحمد فمبتدؤه الوهب و المنة و إن أراد بمبتدإ الحمد حمد الحق الحمد أو حمد الحق نفسه أو حمد الحق مخلوقاته فالثناء على الثناء بأنه ثناء ثناء عليه فمبتدؤه العلم بأنه ثناء و إن أراد به حمد الحق نفسه فمبتدؤه الهوية فهو غيب لا يظهر أبدا و إن أراد به حمد الحق خلقه فمبتدؤه إضافة الخلق إليه تعالى لا إلى غيره و إن أراد بالحمد الفاتحة التي هي السورة فمبتدؤها الباء إن نظرت الحق من حيث دلالة الخلق عليه فيكون بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ آية من سورة الفاتحة و إن كان ينظرها من حيث الحق مجردا عن تعلق العالم به للدلالة فمبتدؤها الألف من الحمد لله فلم تتصل بأمر و لا ينبغي لها أن تتصل و لم يتصل بها فإنها تتعالى في الفاتحة أن يتصل بها فإنه ما اتصل بها في المعنى إلا أسماؤها و أسماؤها عينها فلم يتصل بها سواها فإن أراد بالحمد عواقب الثناء فمبدؤه من حيث هو عواقب رجوع أسمائه إليه فإنه لا أثر لها إلا في الظاهر في المظاهر و على الظاهر يقع الثناء و ليس الظاهر في المظاهر غيره فلا مثنى و لا مثنى و لا مثنى عليه إلا هو و التبس على الناس ما يتعلق بالمظاهر من الثناء فلهذا قالوا ما مبتدأ الحمد و الظاهر من سؤال هذا السائل أنه أراد الفاتحة لأنه قال في السؤال الذي يليه ما معنى آمين و هي كلمة شرعت بعد الفراغ من الفاتحة فهو ثناء بدعاء و كل ثناء بدعاء فهو مشوب و لهذا

قال قسمت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين فنصفها لي و نصفها لعبدي و لعبدي ما سأل فأمين المشروعة لما فيها من السؤال و هو قوله اِهْدِنَا و من طلب شيئا من أحد فلا بد أن يفتقر إليه بحال طلبه فمبتدأ الحمد على هذا هو الافتقار و لهذا سأل في الإجابة ثم إنه ما أوجب له الافتقار إليه إلا أثر غناه تعالى بما افتقر إليه فيه فمبتدأ الحمد غنى الحق عن العالمين قال اللّٰه تعالى فَإِنَّ اللّٰهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعٰالَمِينَ و قال تعالى يٰا أَيُّهَا النّٰاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرٰاءُ إِلَى اللّٰهِ وَ اللّٰهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ فقدم الفقر على الغني في اللفظ و غنى الحق مقدم في المعنى على فقراء الخلق إليه لا بل هما سؤالان تقدم أحدهما على الآخر فإن الغني عن الخلق

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست