responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 10

(بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)

[الأولياء الذين هم على قلب نوح]

و منهم رضي اللّٰه عنهم أربعون شخصا على قلب نوح عليه السلام في كل زمان لا يزيدون و لا ينقصون

هكذا ورد الخبر عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في هذه الطبقة أن في أمته أربعين على قلب نوح عليه السلام و هو أول الرسل و الرجال الذين هم على قلبه صفتهم القبض و دعاؤهم دعاء نوح رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ لِوٰالِدَيَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنٰاتِ وَ لاٰ تَزِدِ الظّٰالِمِينَ إِلاّٰ تَبٰاراً و مقام هؤلاء الرجال مقام الغيرة الدينية و هو مقام صعب المرتقى فإنه

صح عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم أنه قال إن اللّٰه غيور و من غيرته حرم الفواحش فثبت من هذا الخبر أن الفاحشة هي فاحشة لعينها و لهذا حرمها قيل لمحمد عليه السلام قُلْ إِنَّمٰا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوٰاحِشَ مٰا ظَهَرَ مِنْهٰا وَ مٰا بَطَنَ أي ما علم و ما لم يعلم إلا بالتوقيف لغموض إدراك الفحش

[علل الأحكام قد تكون أعيان الأشياء]

فكل محرم حرمه اللّٰه على عباده فهو فحش و ما هو عين ما أحله في زمان آخر و لا في شرع آخر فهذا هو الذي بطن علمه فإن الخمر التي أحلت له ما هي التي حرمت عليه و منع من شربها فعلل الأحكام قد تكون أعيان الأشياء و مذاهب أهل الكلام في ذلك مختلفة و الذي يعطيه الكشف تقرير المذهبين فإن المكاشف يحكم بحسب الحضرة التي منها يكاشف فإنها تعطيه بذاتها ما هي عليه

[مقام الغيرة مقام حيرة]

و من هنا كان مقام الغيرة مقام حيرة صعب المرتقى و لا سيما و الحق وصف بها نفسه على لسان رسوله صلى اللّٰه عليه و سلم و هي من صفات القلوب و الباطن و هي تستدعي إثبات المغاير و لا غير على الحقيقة إلا أعيان الممكنات من حيث ثبوتها لا من حيث وجودها فالغيرة تظهر من ثبوت أعيان الممكنات و عدم الغيرة من وجود أعيان الممكنات فالله غيور من حيث قبول الممكنات للوجود فمن هناك حرم الفواحش مٰا ظَهَرَ مِنْهٰا وَ مٰا بَطَنَ و ما ثم إلا ظاهر أو باطن و الغيرة قد انسحبت على الجميع ثم إنها في جبلة الحيوانات و لا يشعر لحكمها فمن غار عقلا كان مشهده ثبوت الأعيان و من غار شرعا كان مشهوده وجود الأعيان و هؤلاء الأربعون هم رجال هذا المقام

[حقيقة مقام ميقات موسى]

و حقيقة مقام ميقات موسى أربعون ليلة لهؤلاء الأربعين فالليل منها لما بطن و النهار منها لما ظهر فَتَمَّ مِيقٰاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فأضاف الميقات إلى الرب فعلمنا إن

قوله صلى اللّٰه عليه و سلم و اللّٰه أغير مني أن الاسم اللّٰه هنا يريد به الاسم الرب لأنه لا يصح أن يطلق الاسم اللّٰه من غير تقييد من طريق المعنى فإن الأحوال تقيد هذا الإطلاق باسم خاص يطلبه الحال فالغيرة للاسم الرب و إن وصف بها الاسم اللّٰه و لما كانت المكالمة و التجلي عقيب تمامها لذلك ظهر بتمام هؤلاء الأربعين رجل في العالم مقامه مقام أبيه نوح فإنه الأب الثاني على ما ذكر و كل ما تفرق في هؤلاء الأربعين اجتمع في نوح كما أنه كلما تفرق في الثلاثمائة اجتمع في آدم

[خلوات الفتح]

و على معارج هؤلاء الأربعين عملت الطائفة الأربعينيات في خلواتهم لم يزيدوا على ذلك شيئا و هي خلوات الفتح عندهم و يحتجون على ذلك

بالخبر المروي عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم من أخلص لله أربعين صباحا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه كما كانت المكالمة في التجلي عن مقدمة الميقات الأربعيني الرباني

[الأولياء الذين هم على قلب إبراهيم]

و

منهم رضي اللّٰه عنهم سبعة على قلب الخليل إبراهيم عليه السلام لا يزيدون و لا ينقصون في كل زمان ورد به الخبر المروي عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و دعاؤهم دعاء الخليل رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَ أَلْحِقْنِي بِالصّٰالِحِينَ و مقامهم السلامة من جميع الريب و الشكوك و قد نزع اللّٰه الغل من صدورهم في هذه الدنيا و سلم الناس من سوء ظنهم إذ ليس لهم سوء ظن بل ما لهم ظن فإنهم أهل علم صحيح فإن الظن أنما يقع ممن لا علم له فيما لا علم له به بضرب من الترجيح فلا يعلمون من الناس إلا ما هم عليه الناس من الخير و قد أرسل اللّٰه بينهم و بين الشرور التي هم عليها الناس حجابا و أطلعهم على النسب التي بين اللّٰه و بين عباده و نظر الحق إلى عباده بالرحمة التي أوجدهم بها فكل خير في الخلق من تلك الرحمة فذلك هو المشهود لهم من عباد اللّٰه و لقد لقيتهم يوما و ما رأيت أحسن سمتا منهم علما و حلما إخوان صدق عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ قد عجلت لهم جناتهم المعنوية الروحانية في قلوبهم مشهودهم من الخلق تصريف الحق من حيث هو وجود لا من حيث تعلق حكم به

[الأولياء الذين هم على قلب جبريل]

و

منهم رضي اللّٰه عنهم خمسة على قلب جبريل عليه السلام لا يزيدون و لا ينقصون في كل زمان ورد بذلك الخبر المروي عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم هم ملوك أهل هذه

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست