responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 98

الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

(الذراع)

ورد في الخبر عن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم أن ضرس الكافر في النار مثل أحد و كثافة جلده أربعون ذراعا بذراع الجبار هذه إضافة تشريف مقدار جعله اللّٰه تعالى أضافه إليه كما تقول هذا الشيء كذا و كذا ذراعا بذراع الملك تريد الذراع الأكبر الذي جعله الملك و إن كان مثلا ذراع الملك الذي هو الجارحة مثل أذرع الناس و الذراع الذي جعله مقدارا يزيد على ذراع الجارحة بنصفه أو ثلثه فليس هو إذن ذراعه على حقيقته و إنما هو مقدار نصبه ثم أضيف إلى جاعله فاعلم و الجبار في اللسان الملك العظيم و هكذا

(القدم)

يضع الجبار فيها قدمه القدم الجارحة و يقال لفلان في هذا الأمر قدم أي ثبوت و القدم جماعة من الخلق فتكون القدم إضافة و قد يكون الجبار ملكا و تكون هذه القدم لهذا الملك إذ الجارحة تستحيل على اللّٰه تعالى و جل

(و الاستواء)

أيضا ينطلق على الاستقرار و القصود و الاستيلاء و الاستقرار من صفات الأجسام فلا يجوز على اللّٰه تعالى إلا إذا كان على وجه الثبوت و القصد هو الإرادة و هي من صفات الكمال قال ثُمَّ اسْتَوىٰ إِلَى السَّمٰاءِ أي قصد و اِسْتَوىٰ عَلَى الْعَرْشِ أي استولى

قد استوى بشر على العراق من غير سيف و دم مهراق
و الأخبار و الآيات كثيرة منها صحيح و سقيم و ما منها خبر إلا و له وجه من وجوه التنزيه و إن أردت أن يقرب ذلك عليك فاعمد إلى اللفظة التي توهم التشبيه و خذ فائدتها و روحها أو ما يكون عنها فاجعله في حق الحق تفز بدرجة التنزيه حين حاز غيرك درك التشبيه فهكذا فافعل و طهر ثوبك و يكفي هذا القدر من هذه الأخبار فقد طال الباب

نفث الروح
الأقدس في الروع الأنفس [المعنى الرمزى لالفاظ التشبيه بلسان الشرع]

بما تقدم من الألفاظ لما تعجب المتعجب ممن خرج على صورته و خالفه في سريرته ففرح بوجوده و ضحك من شهوده و غضب لتوليه و تبشبش لتدليه و نسي ظاهره و تنفس فأطلق مواخره و ثبت على ملكه و تحكم بالتقدير على ملكه فكان ما أراد و إلى اللّٰه المعاد فهذه أرواح مجردة تنظرها أشباح مسندة فإذا بلغ الميقات و انقضت الأوقات و مارت السماء و كورت الشمس و بدلت الأرض و انكدرت النجوم و انتقلت الأمور و ظهرت الآخرة و حشر الإنسان و غيره في الحافرة حينئذ تحمد الأشباح و تتنسم الأرواح و يتجلى الفتاح و يتقد المصباح و تشعشع الراح و يظهر الود الصراح و يزول الإلحاح و يرفرف الجناح و يكون الابتناء بالضراح من أول الليل إلى الإصباح فما أسناها من منزله و ما أشهاها إلى النفوس من حالة مكملة متعنا اللّٰه بها

«الباب الرابع في سبب بدء العالم و مراتب الأسماء الحسنى من العالم كله»



في سبب البدء و أحكامه و غاية الصنع و إحكامه
و الفرق ما بين رعاة العلى في نشئه و بين حكامه
دلائل دلت على صانع قد قهر الكل بأحكامه

[خواص المكان و إحساس الجنان]

قد وقف الصفي الولي أبقاه اللّٰه على سبب بدء العالم في كتابنا المسمى بعنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء و شمس المغرب و في كتابنا المسمى بإنشاء الدوائر الذي ألفنا بعضه بمنزله الكريم في وقت زيارتنا إياه سنة ثمان و تسعين و خمسمائة و نحن نريد الحج فقيد له منه خديمه عبد الجبار أعلى اللّٰه قدره القدر الذي كنت سطرته منه و رحلت به معي إلى مكة زادها اللّٰه تشريفا في السنة المذكورة لأتممه بها فشغلنا هذا الكتاب عنه و عن غيره بسبب الأمر الإلهي الذي ورد علينا في تقييده مع رغبة بعض الإخوان و الفقراء في ذلك حرصا منهم على مزيد العلم و رغبة في أن تعود عليهم بركات هذا البيت المبارك الشريف محل البركات و الهدى و الآيات البينات و أن نعرف أيضا في هذا الموضوع الصفي الكريم أبا محمد عبد العزيز رضي اللّٰه عنه ما تعطيه مكة من البركات و إنها خير وسيلة عبادية و أشرف منزلة جمادية ترابية عسى تنهض به همة الشوق إليه و تنزل به رغبة عليه فقد قيل لمن أوتي جوامع الكلم و كان من ربه في مشاهدة العين أدنى من قاب قوسين و مع هذا التقريب الأكمل و الحظ الأوفر الأجزل أنزل عليه وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً و من شرط العالم المشاهد صاحب المقامات الغيبية و المشاهد أن يعلم أن للامكنة في القلوب اللطيفة تأثيرا و لو وجد القلب في أي موضع كان الوجود الأعم

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست