responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 97

فتارة أكون في الجمع و جمع الجمع و تارة أكون في الفرق و في فرق الفرق على حكم التجلي و الوارد

يوما يمان إذا لاقيت ذا يمن و إن لقيت معديا فعدناني
و من ذلك التعجب و الضحك و الفرح و الغضب التعجب إنما يقع من موجود لا يعلم ذلك المتعجب منه ثم يعلمه فيتعجب منه و يلحق به الضحك و هذا محال على اللّٰه تعالى فإنه ما خرج شيء عن علمه فمتى وقع في الوجود شيء يمكن التعجب منه عندنا حمل ذلك التعجب و الضحك على من لا يجوز عليه التعجب و لا الضحك لأن الأمر الواقع متعجب منه عندنا كالشاب ليست له صبوة فهذا أمر يتعجب منه فحل عند اللّٰه تعالى محل ما يتعجب منه عندنا و قد يخرج الضحك و الفرح إلى القبول و الرضي فإن من فعلت له فعلا أظهر لك من أجله الضحك و الفرح فقد قبل ذلك الفعل و رضي به فضحكه و فرحه تعالى قبوله و رضاه عنا كما إن غضبه تعالى منزه عن غليان دم القلب طلبا للانتصار لأنه سبحانه يتقدس عن الجسمية و العرض فذلك قد يرجع إلى أن يفعل فعل من غضب ممن يجوز عليه الغضب و هو انتقامه سبحانه من الجبارين و المخالفين لأمره و المتعدين حدوده قال تعالى و غضب عليه أي جازاه جزاء المغضوب عليه فالمجازي يكون غاضبا فظهور الفعل أطلق الاسم

(التبشش)

من باب الفرح

ورد في الخبر أن اللّٰه يتبشبش للرجل يوطئ المساجد للصلاة و الذكر الحديث لما حجب العالم بالأكوان و اشتغلوا بغير اللّٰه عن اللّٰه فصاروا بهذا الفعل في حال غيبة عن اللّٰه فلما وردوا عليه سبحانه بنوع من أنواع الحضور أسدل إليهم سبحانه في قلوبهم من لذة نعيم محاضرته و مناجاته و مشاهدته ما تحبب بها إلى قلوبهم

فإن النبي ع يقول حبوا اللّٰه لما يغذوكم به من نعمه فكنى بالتبشبش عن هذا الفعل منه لأنه إظهار سرور بقدومكم عليه فإنه من يسر بقدومك عليه فعلامة سروره إظهار البر بجانبك و التحبب و إرسال ما عنده من نعم عليك فلما ظهرت هذه الأشياء من اللّٰه إلى العبيد النازلين به سماه تبششا

(النسيان)

قال اللّٰه تعالى فَنَسِيَهُمْ الباري تعالى لا يجوز عليه النسيان و لكنه تعالى لما عذبهم عذاب الأبد و لم تنلهم رحمته تعالى صاروا كأنهم منسيون عنده و هو كأنه ناس لهم أي هذا فعل الناسي و من لا يتذكر ما هم فيه من أليم العذاب و ذلك لأنهم في حياتهم الدنيا نَسُوا اللّٰهَ فجازاهم بفعلهم ففعلهم أعاده عليهم للمناسبة و قد يكون نسيهم أخرهم نسوا اللّٰه أي أخروا أمر اللّٰه فلم يعملوا به أخرهم اللّٰه في النار حين أخرج منها من أدخله فيها من غيرهم و يقرب من هذا الباب اتصاف الحق بالمكر و الاستهزاء و السخرية قال تعالى سَخِرَ اللّٰهُ مِنْهُمْ و قال وَ مَكَرَ اللّٰهُ و قال اَللّٰهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ

(النفس)

قال صلى اللّٰه عليه و سلم لا تسبوا الريح فإنها من نفس الرحمن و

قوله ع إني لأجد نفس الرحمن يأتيني من قبل اليمن و هذا كله من التنفيس كأنه يقول لا تسبوا الريح فإنها مما ينفس بها الرحمن عن عباده و

قال ع نصرت بالصبا و كذلك

يقول إني لأجد نفس أي تنفيس الرحمن عني للكرب الذي كان فيه من تكذيب قومه إياه و ردهم أمر اللّٰه من قبل اليمن فكان الأنصار نفس اللّٰه بهم عن نبيه صلى اللّٰه عليه و سلم ما كان أكربه من المكذبين فإن اللّٰه تعالى منزه عن النفس الذي هو الهواء الخارج من المتنفس تعالى اللّٰه عما نسب إليه الظالمون من ذلك علوا كبيرا

(الصورة)

تطلق على الأمر و على المعلوم عند الناس و على غير ذلك ورد في الحديث إضافة الصورة إلى اللّٰه في الصحيح و غيره

مثل حديث عكرمة قال ع رأيت ربي في صورة شاب الحديث هذا حال من النبي صلى اللّٰه عليه و سلم و هو في كلام العرب معلوم متعارف و كذلك

قوله ع إن اللّٰه خلق آدم على صورته اعلم أن المثلية الواردة في القرآن لغوية لا عقلية لأن المثلية العقلية تستحيل على اللّٰه تعالى زيد الأسد شدة زيد زهير شعرا إذا وصفت موجودا بصفة أو صفتين ثم وصفت غيره بتلك الصفة و إن كان بينهما تباين من جهة حقائق أخر و لكنهما مشتركان في روح تلك الصفة و معناها فكل واحد منهما على صورة الآخر في تلك الصفة خاصة فافهم و تنبه و انظر كونك دليلا عليه سبحانه و هل وصفته بصفة كمال إلا منك فتفطن فإذا دخلت من باب التعرية عن المناظرة سلبت النقائص التي تجوز عليك عنه و إن كانت لم تقم قط به و لكن المجسم و المشبه لما أضافها إليه سلبت أنت تلك الإضافة و لو لم يتوهم هذا لما فعلت شيئا من هذا السلب فاعلم و إن كان للصورة هنا مداخل كثيرة أضربنا عن ذكرها رغبة فيما قصدناه في هذا الكتاب من حذف التطويل وَ اللّٰهُ يَقُولُ

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست