responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 93

من علم الكون الأعلى و الأسفل و من وهبه وجوده تكون معرفة النفس الأشياء و من تجليه إليها و نوره و فيضه الأقدس فالعقل مستفيد من الحق تعالى مفيد للنفس و النفس مستفيدة من العقل و عنها يكون الفعل و هذا سار في جميع ما تعلق به علم العقل بالأشياء التي هي دونه و إنما قيدنا بالتي هي دونه من أجل ما ذكرناه من الإفادة و تحفظ في نظرك من قوله تعالى حَتّٰى نَعْلَمَ و هو العالم فاعرف السبب

[العالم المهيم]

و اعلم أن العالم المهيم لا يستفيد من العقل الأول شيئا و ليس له على المهيمين سلطان بل هم و إياه في مرتبة واحدة كالأفراد منا الخارجين عن حكم القطب و إن كان القطب واحدا من الأفراد لكن خصص العقل بالإفادة كما خصص القطب من بين الأفراد بالتولية

[علم تجريد التوحيد]

و هو سار في جميع ما تعلق به علم العقل إلا علم تجريد التوحيد خاصة فإنه يخالف سائر المعلومات من جميع الوجوه إذ لا مناسبة بين اللّٰه تعالى و بين خلقه البتة و إن أطلقت المناسبة يوما ما عليه كما أطلقها الإمام أبو حامد الغزالي في كتبه و غيره فبضرب من التكلف و مرمى بعيد عن الحقائق و إلا فأي نسبة بين المحدث و القديم أم كيف يشبه من لا يقبل المثل من يقبل المثل هذا محال كما قال أبو العباس بن العريف الصنهاجى في محاسن المجالس التي تعزى إليه ليس بينه و بين العباد نسب إلا العناية و لا سبب إلا الحكم و لا وقت غير الأزل و ما بقي فعمى و تلبيس و في رواية فعلم بدل من قوله فعمي فانظر ما أحسن هذا الكلام و ما أتم هذه المعرفة بالله و ما أقدس هذه المشاهدة نفعه اللّٰه بما قال

[عجز العقل عن معرفة اللّٰه]

فالعلم بالله عزيز عن إدراك العقل و النفس إلا من حيث إنه موجود تعالى و تقدس و كل ما يتلفظ به في حق المخلوقات أو يتوهم في المركبات و غيرها فالله سبحانه في نظر العقل السليم من حيث فكره و عصمته بخلاف ذلك لا يجوز عليه ذلك التوهم و لا يجري عليه ذلك اللفظ عقلا من الوجه الذي تقبله المخلوقات فإن أطلق عليه فعلى وجه التقريب على الأفهام لثبوت الوجود عند السامع لا لثبوت الحقيقة التي هو الحق عليها فإن اللّٰه تعالى يقول لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ و لكن يجب علينا شرعا من أجل قوله تعالى لنبيه صلى اللّٰه عليه و سلم فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اللّٰهُ يقول اعلم من إخباري الموافق لنظرك ليصح لك الايمان علما كما صح لك العلم من غير إيمان الذي هو قبل التعريف فأمره فمن أجل هذا الأمر على نظر بعض الناس و رأيه فيه نظرنا من أين نتوصل إلى معرفته فنظرنا على حكم الإنصاف و ما أعطاه العقل الكامل بعد جده و اجتهاده الممكن منه فلم نصل إلى المعرفة به سبحانه إلا بالعجز عن معرفته لأنا طلبنا أن نعرفه كما نطلب معرفة الأشياء كلها من جهة الحقيقة التي هي المعلومات عليها فلما عرفنا إن ثم موجودا ليس له مثل و لا يتصور في الذهن و لا يدرك فكيف يضبطه العقل هذا ما لا يجوز مع ثبوت العلم بوجوده فنحن نعلم أنه موجود واحد في ألوهته و هذا هو العلم الذي طلب منا غير عالمين بحقيقة ذاته التي يعرف سبحانه نفسه عليها و هو العلم بعدم العلم الذي طلب منا لما كان تعالى لا يشبه شيئا من المخلوقات في نظر العقل و لا يشبهه شيء منها كان الواجب علينا أولا لما قيل لنا فاعلموا أنه لا إله إلا اللّٰه إن نعلم ما العلم و قد علمنا فقد علمنا ما يجب علينا من علم العلم أولا انتهى الجزء الثامن و الحمد لله >بسم اللّٰه الرحمن الرحيم<

[أمهات المطالب العلمية]

فلنقل إنه لما كانت أمهات المطالب أربعة و هي هل و ما و كيف و لم فهل و لم مطلبان روحانيان بسيطان يصحبهما ما هو فهل و لم هما الأصلان الصحيحان للبسائط لأن في ما هو ضرب من التركيب خاصة و ليس في هذه المطالب الأربعة مطلب ينبغي أن يسأل به عن اللّٰه تعالى من جهة ما تعطيه الحقيقة إذ لا يصح أن يعرف من علم التوحيد إلا نفي ما يوجد فيما سواه سبحانه و لهذا قال لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ و سُبْحٰانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّٰا يَصِفُونَ

[العلم بالسلب هو العلم بالله]

فالعلم بالسلب هو العلم بالله سبحانه كما لم يجز أن نقول في الأرواح كيف و تقدست عن ذلك لأن حقائقها تخالف هذه العبارة كذلك ما ينطلق على الأرواح من الأدوات التي بها يسأل عنها لا يجوز أن يطلق على اللّٰه تعالى و لا ينبغي للمحقق الموحد الذي يحترم حضرة مبدعه و مخترعه أن يطلق عليه هذه الألفاظ فاذن لا يعلم بهذه المطالب أبدا

«وصل» [المدرك بذاته و المدرك بفعله و اللامدرك أصلا]

ثم إنا نظرنا أيضا في جميع ما سوى الحق تعالى فوجدناه على قسمين قسم يدرك بذاته و هو المحسوس و الكثيف و قسم يدرك بفعله و هو المعقول و اللطيف فارتفع المعقول عن المحسوس بهذه المنزلة و هي التنزه أن تدرك بذاته و إنما يدرك بفعله و لما كانت هذه أوصاف المخلوقين

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست