responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 88

بقي الكشف إلا عن الحقيقة التي تقبل الأعراض هل هي واحدة أو شأنها شأن الأعراض في العدم و الوجود و هذا مبحث للنظار و أما نحن فلا نحتاج إليه و لا نلتفت فإنه بحر عميق بحال المريد على معرفته من باب الكشف عليه فإنه بالنظر إلى الكشف يسير و بالنظر إلى العقل عسير

[الباحث في اللفظ و المخبر عما تحقق]

ثم أرجع و أقول إن الحرف إذا قامت به حقيقة الفاعلية بتفريغ الفعل على البنية المخصوصة في اللسان تقول قال اللّٰه و إذا قامت به حقيقة تطلبه يسمى عندها منصوبا بالفعل أو مفعولا كيف شئت و ذلك بأن تطلب منه العون أو تقصده كما طلب مني القيام بما كلفني فمن أجل أنه لم يعطني إلا بعد سؤالي فكان سؤالي أو حالي القائم مقام سؤالي بوعده جعله يعطيني قال تعالى وَ كٰانَ حَقًّا عَلَيْنٰا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ فسؤالي إياه من أمره إياي به و إعطاؤه إياي من طلبي منه فتقول دعوت اللّٰه فنصبت حرف الهاء و قد كانت مرفوعة فعلمنا بالحركات أن الحقائق قد اختلفت بهذا ثبت الاصطلاح في لحن بعض الناس و هذا إذا كان المتكلم به غيرنا و أما المتكلم فالحقائق يعلم أولا و يجريها في أفلاكها على ما تقتضيه بالنظر إلى أفلاك مخصوصة و كل متكلم بهذه المثابة و إن لم يعلم بهذا التفصيل و هو عالم به من حيث لا يعلم أنه عالم به و ذلك أن الأشياء المتلفظ بها إما لفظ يدل على معنى و هو مقام الباحث في اللفظ ما مدلوله ليرى ما قصد به المتكلم من المعاني و إما معنى بدل عليه بلفظ ما و هو المخبر عما تحقق و أضربنا عن اللحن فإن أفلاكه غير هذه الأفلاك و إسقاط الحركات من الخط في حق قوم دون قوم ما سببه و من أين هو هذا كله في كتاب المبادي إذ كان القصد بهذا الكتاب الإيجاز و الاختصار جهد الطاقة و لو اطلعتم على الحقائق كما أطلعنا عليها و على عالم الأرواح و المعاني لرأيتم كل حقيقة و روح و معنى على مرتبته فافهم و ألزم فها نحن قد ذكرنا من بعض ما تعطيه حقائق الحركات ما يليق بهذا الكتاب فلنقبض العنان و لنرجع إلى معرفة الكلمات التي ذكرناها مثل كلمة الاستواء و الأين و في و كان و الضحك و الفرح و التبشبش و التعجب و الملل و المعية و العين و اليد و القدم و الوجه و الصورة و التحول و الغضب و الحياء و الصلاة و الفراغ و ما ورد في الكتاب العزيز و الحديث من هذه الألفاظ التي توهم التشبيه و التجسيم و غير ذلك مما لا يليق بالله تعالى في النظر الفكري عند العقل خاصة فنقول

[الألفاظ التي توهم التشبيه و التجسيم في القرءان العزيز و الحديث النبوي]

لما كان القرآن منزلا على لسان العرب ففيه ما في اللسان العربي و لما كانت الأعراب لا تعقل ما لا يعقل إلا حتى ينزل لها في التوصيل بما تعقله لذلك جاءت هذه الكلمات على هذا الحد كما قال ثُمَّ دَنٰا فَتَدَلّٰى فَكٰانَ قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ و لما كانت الملوك عند العرب تجلس عبدها المقرب المكرم منها بهذا القدر في المساحة فعقلت من هذا الخطاب قرب محمد صلى اللّٰه عليه و سلم من ربه و لا تبالي بما فهمت من ذلك سوى القرب فالبرهان العقلي ينفي الحد و المسافة حتى يأتي الكلام في تنزيه الباري عما تعطيه هذه الألفاظ من التشبيه في الباب الثالث الذي يلي هذا الباب

[أقسام اللفظ عند العرب]

و لما كانت الألفاظ عند العرب على أربعة أقسام ألفاظ متباينة و هي الأسماء التي لم تتعد مسماها كالبحر و المفتاح و المقصان و ألفاظ متواطئة و هي كل لفظة قد تووطئ عليها أن تطلق على آحاد نوع ما من الأنواع كالرجل و المرأة و ألفاظ مشتركة و هي كل لفظ على صيغة واحدة يطلق على معان مختلفة كالعين و المشتري و الإنسان و ألفاظ مترادفة و هي ألفاظ مختلفة الصيغ تطلق على معنى واحد كالأسد و الهزبر و الغضنفر و كالسيف و الحسام و الصارم و كالخمر و الرحيق و الصهباء و الخندريس هذه هي الأمهات مثل البرودة و الحرارة و اليبوسة و الرطوبة في الطبائع و ثم ألفاظ متشابهة و مستعارة و منقولة و غير ذلك و كلها ترجع إلى هذه الأمهات بالاصطلاح فإن المشتبه و إن قلت فيه إنه قبيل خامس من قبائل الألفاظ مثل النور يطلق على المعلوم و على العلم لشبه العلم به من كشف عين البصيرة به المعلوم كالنور مع البصر في كشف المرئي المحسوس فلما كان هذا الشبه صحيحا سمي العلم نورا و يلحق بالألفاظ المشتركة فاذن لا ينفك لفظ من هذه الأمهات و هذا هو حد كل ناظر في هذا الباب و أما نحن فنقول بهذا معهم و عندنا زوائد من باب الاطلاع على الحقائق من جهة لم يطلعوا عليها علمنا منها أن الألفاظ كلها متباينة و إن اشتركت في النطق و من جهة أخرى أيضا كلها مشتركة و إن تباينت في النطق و قد أشرنا إلى شيء من هذا فيما تقدم من هذا الباب في آخر فصل الحروف

[المحقق و أدوات التقييد:رموز على كنوز]

فإذا تبين هذا فاعلم أيها الولي الحميم أن المحقق الواقف العارف بما تقتضيه الحضرة الإلهية من التقديس و التنزيه و نفي المماثلة و التشبيه لا يحجبه ما نطقت به الآيات و الأخبار في حق

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست