responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 87

الحروف التي تلك الحركات عليها لفظا و خطا فانظره هناك و لها بسائط و أحوال و مقامات كما كان للحروف نذكرها في كتاب المبادىء المخصوص بعلم الحروف إن شاء اللّٰه و كما ثبت التلوين و التمكين للذات كذلك ثبت للحدث و الرابط و لكن في الرفع و النصب و حذف الوصف و حذف الرسم و يكون تلوين تركيب الرابط لأمرين بالموافقة و الاستعارة و الاضطرار فبالموافقة و هو الإتباع هذا ابنم و رأيت ابنما و عجبت من ابنم بالاستعارة حركة النقل كحركة الدال من قد أفلح في قراءة من نقل و بالاضطرار التحريك لالتقاء الساكنين و قد تكون حركة الإتباع الموافق في التركيب الذاتي و إن كان أصل الحروف كلها التمكين و هو البناء مثل الفطرة فينا و هنا أسرار لمن تفطن و لكن الوالدان ينقلان عن الفطرة المقيدة لا الفطرة المطلقة كذلك الحروف متمكنة في مقامها لا تختل ثابتة مبنية كلها ساكنة في حالها فأراد اللافظ أن يوصل إلى السامع ما في نفسه فافتقر إلى التلوين فحرك الفلك الذي عنه توجد الحركات عند أبي طالب و عند غيره هو المتقدم و اللفظ أو الرقم عن ذلك الفلك و هذا موضع طلب لمريدي معاينة الحقائق

[الحقائق الأول و توجهاتها العلوية]

و أما نحن فلا نقول بقول أبي طالب و نقتصر و لا بقول الآخر و نقتصر فإن كل واحد منهما قال حقا من جهة ما و لم يتمم فأقول إن الحقائق الأول الإلهية تتوجه على الأفلاك العلوية بالوجه الذي تتوجه به على محال آثارها عند غير أبي طالب المكي و تقبل كل حقيقة على مرتبتها و لما كانت تلك الأفلاك في اللطافة أقرب عند غير أبي طالب إلى الحقائق كان قبولها أسبق لعدم الشغل و صفاء المحل من كدورات العلائق فإنه نزيه فلهذا جعلها السبب المؤثر و لو عرف هذا القائل إن تلك الحقائق الأول إنما توجهت على ما يناسبها في اللطافة و هو أنفاس الإنسان فتحرك الفلك العلوي الذي يناسبه عالم الأنفاس و هذا مذهب أبي طالب ثم يحرك ذلك الفلك العلوي العضو المطلوب بالغرض المطلوب بتلك المناسبة التي بينهما فإن الفلك العلوي و إن لطف فهو في أول درج الكثافة و آخر درج اللطافة بخلاف عالم أنفاسنا و اجتمعت المذاهب فإن الخلاف لا يصح عندنا و لا في طريقنا لكنه كاشف و اكشف فتفهم ما أشرنا إليه و تحققه فإنه سر عجيب من أكبر الأسرار الإلهية و قد أشار إليه أبو طالب في كتاب القوت له

[التلوين و التمكين في عالم الحروف]

ثم نرجع و نقول فافتقر المتكلم إلى التلوين ليبلغ إلى مقصده فوجد عالم الحروف و الحركات قابلا لما يريده منها لعلمها أنها لا تزول عن حالها و لا تبطل حقيقتها فيتخيل المتكلم أنه قد غير الحرف و ما غيره برهان ذلك أن تفني نظرك في دال زيد من حيث هو دال و انظر فيه من حيث تقدمه قام مثلا و تفرغ إليه أو أي فعل لفظي كان ليحدث به عنه فلا يصح لك إلا الرفع فيه خاصة فما زال عن بنائه الذي وجد عليه و من تخيل أن دال الفاعل هو دال المفعول أو دال المجرور فقد خلط و اعتقد أن الكلمة الأولى هي عين الثانية لا مثلها و من اعتقد هذا في الوجود فقد بعد عن الصواب و ربما يأتي من هذا الفصل في الألفاظ شيء إن قدر و ألهمناه فقد تبين لك أن الأصل الثبوت لكل شيء أ لا ترى العبد حقيقة ثبوته و تمكنه إنما هو في العبودة فإن اتصف يوما ما بوصف رباني فلا تقل هو معار عنده و لكن انظر إلى الحقيقة التي قبلت ذلك الوصف منه تجدها ثابتة في ذلك الوصف كلما ظهر عينها تحلت بتلك الحلية فإياك أن تقول قد خرج هذا عن طوره بوصف ربه فإن اللّٰه تعالى ما نزع وصفه و أعطاه إياه و إنما وقع الشبه في اللفظ و المعنى معا عند غير المحقق فيقول هذا هو هذا و قد علمنا أن هذا ليس هذا و هذا ينبغي لهذا و لا ينبغي لهذا فليكن عند من لا ينبغي له عارية و أمانة و هذا قصور و كلام من عمي عن إدراك الحقائق فإن هذا و لا بد ينبغي له هذا فليس الرب هو العبد و إن قيل في اللّٰه سبحانه إنه عالم و قيل في العبد إنه عالم و كذلك الحي و المريد و السميع و البصير و سائر الصفات و الإدراكات فإياك أن تجعل حياة الحق هي حياة العبد في الحد فتلزمك المحالات فإذا جعلت حياة الرب على ما تستحقه الربوبية و حياة العبد على ما يستحقه الكون فقد انبغي للعبد أن يكون حيا و لو لم ينبغ له ذلك لم يصح أن يكون الحق آمرا و لا قاهرا إلا لنفسه و يتنزه تعالى أن يكون مأمورا أو مقهورا فإذا ثبت أن يكون المأمور و المقهور أمرا آخر و عينا أخرى فلا بد أن يكون حيا عالما مريدا متمكنا مما يراد به هكذا تعطي الحقائق فثم على هذا حرف لا يقبل سوى حركته كالهاء من هذا و ثم حرف يقبل الحركتين و الثلاث من جهة صورته الجسمية و الروحية كالهاء في الضمير له و لها و به كما تقبل أنت بنفسك الخجل و بصورتك حمرته و تقبل بنفسك الوجل و بصورتك صفرته و الثوب يقبل الألوان المختلفة و ما

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست