responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 78

عليها أعني البحر لا يبقى لها أثرا يشهد و لا يميز فاعرف ما ذكرناه و تحقق و أعلى ما يشبهها من المحدثات الهباء الذي خلق فيه صور العالم ثم النور أنزل منه في الشبه بها فإن النور صورة في الهباء كما إن الهباء صورة فيها و أنزل شبها من النور بها الهواء و أنزل منه الماء و أنزل منه المعادن و أنزل منه الخشب و أمثاله إلى أن تنتهي إلى شيء لا يقبل إلا صورة واحدة إن وجدته فتفهم هذا حتى يأتي بابه من هذا الكتاب إن شاء اللّٰه فهذه الحقيقة التائهة التي تتضمن الحقائق التائهات هي الجنس الأعم التي تستحق الألف و اللام الحمل عليه بذاتها و كذلك عهدهما بجريان حقيقتهما على علم ما وقع فيه العهد بين الموجودين فعلى أي موجودين دخلتا لأمر كان بينهما من جهة كل واحد منهما بالنظر إلى أمر ثالث كانتا لعهد ذلك الأمر الثالث الذي يعرفانه و على حقيقتهما الألف لاخذ العهد و اللام لمن أخذ عليه و كذلك تعريفهما و تخصيصهما إنما يخصصان شيئا من جنسه على التعيين ليحصلا العلم به عند من يريد المخبر أن يعلمه إياه فعلى أي حالة كان المخصص و المخصص و الشيء الذي بسببه ظهرت هاتان الحقيقتان انقلبتا في صورة حقائقهما و هذا هو الاشتراك الذاتي فإن كان الاشتراك في الصفة و نريد أن نميز الأعظم منهما للمخاطب فتكونا عند ذلك للتعظيم في الوصف الذي تدخل فالألف و اللام يقبلان كل صورة و حقيقة لأنهما موجودان جامعان لجميع الحقائق فأي شيء برز أ برز إله الحقيقة التي عندهما منه فقابلاه بها فدلالتهما على الشيء لذاتهما لا أنهما اكتسبا من الشيء الذي دخلتا عليه و مثل ذلك أهلك الناس الدينار و الدرهم رأيت الرجل أمس أحببت الرجال دون النساء هويت السمان و يكفي هذا القدر فقد طال الباب انتهى الجزء السادس و الحمد لله>بسم اللّٰه الرحمن الرحيم<

بيان بعض الأسباب أعني تفسير الألفاظ التي ذكرت في الحروف

من بسائط و مراتب و تقديس و إفراد و تركيب و أنس و وحشة و غير ذلك

[سلسة الغيب في عالم الحروف]

فاعلم أولا أن هذه الحروف لما كانت مثل العالم المكلف الإنساني المشاركة له في الخطاب لا في التكليف دون غيره من العالم لقبولها جميع الحقائق كالإنسان و سائر العالم ليس كذلك فمنهم القطب كما منا و هو الألف و مقام القطب منا الحياة القيومية هذا هو المقام الخاص به فإنه سار بهمته في جميع العالم كذلك الألف من كل وجه من وجه روحانيته التي ندركها نحن و لا يدركها غيرنا و من حيث سريانه نفسا من أقصى المخارج الذي هو منبعث النفس إلى آخر المنافس و يمتد في الهواء الخارج و أنت ساكت و هو الذي يسمى الصدى فتلك قيومية الألف لا أنه واقف و من حيث رقمه فإن جميع الحروف تنحل إليه و تتركب منه و لا ينحل هو إليها كما ينحل هو أيضا إلى روحانيته و هي النقطة تقديرا و إن كان الواحد لا ينحل فقد عرفناك ما لأجله كان الألف قطبا و هكذا تعمل فيما نذكره لك بعد هذا إن أردت أن تعرف حقيقته(و الإمامان)الواو و الياء المعتلتان اللذان هما حرفا المد و اللين لا الصحيحتان(و الأوتاد) أربعة الألف و الواو و الياء و النون الذين هم علامات الإعراب(و الأبدال)سبعة الألف و الواو و الياء و النون و تاء الضمير و كافة و هاؤه فالألف ألف رجلان و الواو و العمرون و الياء ياء العمرين و النون نون يفعلون و سر النسبة بيننا و بينهم في مرتبة الأبدال كما بينا في القطب أن التاء إذا غابت من قمت تركت بدلها فقال المتكلم قام زيد فنابت بنفسها مناب الحروف التي هي اسم هذا الشخص المخبر عنه و لو كان الاسم مركبا من ألف حرف ناب الضمير مناب تلك الحروف لقوة حروف الضمائر و تمكنها و اتساع فلكها فلو سميت رجلا يا دار مية بالعلياء فالسند فقد نابت التاء أو الكاف أو الهاء مناب جملة هذه الحروف في الدلالة و تركته بدلها أو جاءت بدلا منها كيفما شئت و إنما صح لها هذا لكونها تعلم ذلك و لا يعلمه من هي بدل منه أو هو بدل عنها فلهذا استحقت هي و أخواتها مقام الأبدال و مدرك من أين علم هذا موقوف على الكشف فابحث عليه بالخلوة و الذكر و الهمة

[تكرار الحروف في المقامات]

و إياك أن تتوهم تكرار هذه الحروف في المقامات إنها شيء واحد له وجوه إنما هي مثل الأشخاص الإنسانية فليس زيد بن علي هو عين أخيه زيد بن علي الثاني و إن كانا قد اشتركا في البنوة و الإنسانية و والدهما واحد و لكن بالضرورة نعلم أن الأخ الواحد ليس

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست