responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 77

فعلية و بك ميل الألف منك ميل اللام كلمة ذاتية فانظر ما أعجب سر النبوة و ما أعلاه و ما أدنى مرماه و ما أقصاه فمن تكلم على حرفي لام ألف من غير أن ينظر في الحضرة التي هو فيها فليس بكامل هيهات لا يستوي أبدا لام ألف لا خوف عليهم و لام ألف و لا هم يحزنون كما لا يستوي لام ألف لا التي للنفي و لام ألف التي للإيجاب كما لا يستوي لام ألف النفي و لام ألف النفي و التبرئة و لام ألف النهي فترفع بالنفي و تنصب بالتبرئة و تجزم بالنهي و لام ألف لام التعريف و الألف التي من أصل الكلمة مثل قوله اَلْأَعْرٰافِ و اَلْأَدْبٰارَ و اَلْأَبْصٰارِ و الأقلام كما لا يستوي لام ألف لام التوكيد و الألف الأصلية مثل قوله تعالى لَأَوْضَعُوا و لَأَنْتُمْ فتحقق ما ذكرناه لك و أقم ألفك من رقدتها و حل لامك من عقدتها و في عقد اللام بالألف سر لا يظهر و لا أقدر على بسط العبارة في مقامات لام ألف كما وردت في القرآن إلا لو كان السامع يسمعه مني كما يسمعه من الذي أنزل عليه لو عبر عنه و مع هذا فالغرض في هذا الكتاب الإيجاز و قد طال الباب و اتسع الكلام فيه على طريق الإجمال لكثرة المراتب و كثرة الحروف و لم نذكر في هذا الباب معرفة المناسبة التي بين الحروف حتى يصح اتصال بعضها مع بعض و لا ذكرنا اجتماع حرفين معا إلا لام ألف خاصة من جهة ما و هذا الباب يتضمن ثلاثة آلاف مسألة و خمسمائة مسألة و أربعين مسألة على عدد الاتصالات بوجه ما لكل اتصال علم يخصه و تحت كل مسألة من هذه المسائل مسائل تتشعب كثيرة فإن كل حرف يصطحب مع جميع الحروف كلها من جهة رفعه و نصبه و خفضه و سكونه و ذاته و حروف العلة الثلاثة فمن أراد أن يتشفى منها فليطالع تفسير القرآن الذي سميناه الجمع و التفصيل و سنوفي الغرض في هذه الحروف إن شاء اللّٰه في كتاب المبادي و الغايات لنا و هو بين أيدينا فلتكف هذه الإشارة في لام ألف و الحمد لله المفضل

«معرفة ألف اللام آل»



ألف اللام لعرفان الذوات و لإحياء العظام النخرات
تنظم الشمل إذا ما ظهرت بمحياها و ما تبقي شتات
و تفي بالعهد صدقا و لها حال تعظيم وجود الحضرات
اعلم أن لام ألف بعد حلها و نقض شكلها و إبراز أسرارها و فنائها عن اسمها و رسمها تظهر في حضرة الجنس و العهد و التعريف و التعظيم و ذلك لما كان الألف حظ الحق و اللام حظ الإنسان صار الألف و اللام للجنس فإذا ذكرت الألف و اللام ذكرت جميع الكون و مكونه فإن فنيت عن الحق بالخليقة و ذكرت الألف و اللام كان الألف و اللام الحق و الخلق و هذا هو الجنس عندنا فقائمة اللام للحق تعالى و نصف دائرة اللام المحسوس الذي يبقى بعد ما يأخذ الألف قائمته هو شكل النون للخلق و نصف الدائرة الروحاني الغائب للملكوت و الألف التي تبرز قطر الدائرة للأمر و هو كُنْ و هذه كلها أنواع و فصول للجنس الأعم الذي ما فوقه جنس و هو حقيقة الحقائق التائهة القديمة في القديم لا في ذاتها و المحدثة في المحدث لا في ذاتها و هي بالنظر إليها لا موجودة و لا معدومة و إذا لم تكن موجودة لا تتصف بالقدم و لا بالحدوث كما سيأتي ذكرها في الباب السادس من هذا الكتاب و لها ما شاكلها من جهة قبولها للصور لا من جهة قبولها للحدوث و القدم فإن الذي يشبهها موجود و كل موجود إما محدث و هو الخلق و إما محدث اسم فاعل و هو الخالق و لما كانت تقبل القدم و الحدوث كان الحق يتجلى لعباده على ما شاءه من صفاته و لهذا السبب ينكره قوم في الدار الآخرة لأنه تعالى تجلى لهم في غير الصورة و الصفة التي عرفوها منه و قد تقدم طرف منه في الباب الأول من هذا الكتاب فيتجلى للعارفين على قلوبهم و على ذواتهم في الآخرة عموما فهذا وجه من وجوه الشبه و على التحقيق الذي لا خفاء به عندنا إن حقائقها هي المتجلية للصنفين في الدارين لمن عقل أو فهم من اللّٰه تعالى المرئي في الدنيا بالقلوب و الأبصار مع أنه سبحانه منبئ عن عجز العباد عن درك كنهه فقال لاٰ تُدْرِكُهُ الْأَبْصٰارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصٰارَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ لَطِيفٌ بِعِبٰادِهِ بتجليه لهم على قدر طاقتهم خبير بضعفهم عن حمل تجليه الأقدس على ما تعطيه الألوهة إذ لا طاقة للمحدث على حمل جمال القديم كما لا طاقة للأنهار بحمل البحار فإن البحار تفني أعيانها سواء وردت عليه أو ورد

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست