responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 750

عضوا عضوا حمل الكل للجزء كذلك الإنسان بجملته لمن يحمله فهو طائف لا طائف و ساع لا ساع و واقف لا واقف و ما سمي بالحاج إلا بهذه الأفعال و هو محمول فيها بسعي حامله و وقوفه و مع هذا ينسب إليه

[الحق هو العامل بك لا أنت]

فنبهك على ما هو الأمر عليه يقول لك و إن قال لك اعمل فهو العامل بك لا أنت ثم ينسب العمل إليك و يجعل الجزاء للعمل لا لك غير أن العمل ليس بمحل للتنعم و التألم بالجزاء و لا بد له من قائم يقوم به فليكن محله من نسب الفعل إليه حسا و هو المكلف و عاد الحامل له كالآلة و إذا كان الحامل هو اللّٰه كان المحمول لظهور ذلك الفعل فيه كالآلة له و هذا عكس الأول فلهذا طاف و سعى و وقف و رمى راكبا ليراه الناس فيتأسون و أهل اللّٰه فيعتبرون لمعرفتهم بما أراد رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم بتلك الحالة مع تمكنه أن يفعل هذه الأفعال من غير ركوب

(حديث تاسع و عشرون إلحاق اليدين بالرجلين في الطواف)

ذكر الدارقطني عن أم كبشة أنها قالت يا رسول اللّٰه إني آليت أن أطوف بالبيت حبوا فقال لها رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم طوفي على راحلتك سبعين سبعا عن يديك و سبعا عن رجليك

[اليدان للإنسان كالجناحين للطائر]

اليدان للإنسان كالجناحين للطائر فكما يسبح في الأرض برجليه حين يمشي كذلك يسبح في الماء بيديه إذا مشى فيه و مع كون الإنسان يمشي على رجليه فإنه يستعين بحركة يديه إذا مشى

[باطن الإنسان-و هو روحه-ملك من النوع الثالث]

و لما كان باطن الإنسان و هو روحه ملكا في الحقيقة من ملائكة التدبير و هم النوع الثالث من الملائكة و قد أخبر اللّٰه تعالى عن الملائكة أنهم ذوو أجنحة و ما خص ملكا من ملك فنعلم قطعا إن نفوسنا من حيث هي من الملائكة الذين مقامهم تدبير هذه الأجسام العنصرية إنهم ذوو أجنحة و جعلت هذه الأجسام الطبيعية حجابا دوننا عن إدراكنا إياها

[جبريل له ستمائة جناح]

أ لا ترى إلى جبريل عليه السلام لما تجسد في صورة دحية و في صورة الأعرابي ما ظهر لعين أجنحته عين جملة واحدة حكم على سترها ظهور صورة الجسم الذي ليس من شأنه أن يكون له جناح مع كون جبريل له ستمائة جناح

[الملائكة لهم الأجنحة التي بها يمشون في الهواء]

فلما كانت لهم السباحة بالأجنحة التي بها يمشون في الهواء و هو ركن من الأربعة الأركان كما هي الرجلان للسعي في ركن التراب ألحق اليد بالرجلين فقال لها في هذا القول طوفي سبعا عن روحك لأن مشيه بالجناحين و هو قوله عن يديك و سبعا عن رجليك لأن بهما يكون المشي في الطواف و غيره فضاعف عليها التكليف لما جعلت المشي في غير آلته فافهم

(حديث ثلاثون في الاضطباع في الطواف)

ذكر الترمذي عن يعلى بن أمية أن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم طاف بالبيت مضطبعا و عليه برد قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

[الاضطباع لغة و رمزا]

الاضطباع أن يكون طرف من الرداء على كتفك اليسرى و ما بقي منه تتأبطه تحت ذراعك اليمنى ثم تمر به إلى صدرك إلى كتفك اليسرى فتغطيها بطرفه فيكون الكتف الأيمن مكشوفا و الأيسر مستورا هذا ليجمع بين حالتي الستر و التجلي و الغيب و الشهادة و السر و العلن

[القلب موضع الغيب من الإنسان]

و إنما وقع الستر من جهة القلب لأنه موضع الغيب من الإنسان و عنه تظهر الأفعال في عالم الشهادة و هي الجوارح فلو لا قصده لتحريكها ما ظهرت عليها حركة فذلك تأثير الغيب في الشهادة و أصل ذلك من العلم الإلهي

قول اللّٰه تعالى في الذكر إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي و إن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه

[الذكر الإلهي المستور و الذكر العلانية]

اعلم أن له ذكرا مستورا نسبه إلى نفسه و أن له ذكرا علانية و العين واحدة ما لها وجهان مع وجود الاختلاف في الحكم و عن هذه النسبة الإلهية ظهر العالم في مقام الزوجية فقال وَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنٰا زَوْجَيْنِ و إن كان واحدا فله نسبتان ظاهرة و باطنة إذ كان هو الظاهر و الباطن فما أعز معرفة اللّٰه على أهل النظر الفكري و ما أقربها على أهل اللّٰه جعلنا اللّٰه من أهله

(حديث حادي و ثلاثون السجود على الحجر عند تقبيله)

ذكر البزار عن جعفر بن عبد اللّٰه بن عثمان المخزومي قال رأيت محمد بن عباد بن جعفر قبل الحجر ثم سجد عليه قلت ما هذا قال رأيت خالك ابن عباس قبل الحجر ثم سجد عليه و قال رأيت عمر قبله و سجد عليه و قال رأيت رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم قبله و سجد عليه

[علة تقبيل الحجر و السجود عليه]

لما كان الحجر أرضيا و جعل اللّٰه الأرض ذلولا و هي لفظة مبالغة في الذلة فإن فعولا من أبنية المبالغة في اللسان العربي قال الشاعر

ضروب بنصل السيف سوق سمانها
و إنما أعطيت المبالغة

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 750
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست