responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 749

المجموع لم يصح القصد و لا صحت العبادة

[أصل الاستناد في الوجود]

و ذلك لأن أصل استنادنا في وجودنا ما هو للذات الغنية من كونها ذاتا بل من كون هذه الذات إلها فاستناد للمجموع و لهذا كثرت الآلهة في العالم في ذوات مختلفة في زعم من جعلها آلهة كما كثرت البيوت في بقاع مختلفة و ما صح منها أن يكون بيتا لهذه العبادة إلا هذا الخاص لهذا الجمع الخاص و إن كانت كلها بيوتا في بقع ثم إن اللّٰه تعالى لما اتصف بالغيرة و رأى ما يستحقه من المرتبة قد نوزع فيها و رأى أن المنسوب إليهم هذا النعت و هذا الاسم لم يكن لهم فيه قصد و لا إرادة من فلك و ملك و معدن و نبات و حيوان و كوكب و إنهم يتبرءون منهم يوم القيامة قضى اللّٰه حوائج من عبدهم غيرة ليظهر سلطان هذه النسبة لأنهم ما عبدوه لكونه حجرا و لا شجرا بل عبدوه لكونه إلها في زعمهم فالإله عبدوا فما رأى معبود إلا هو و لهذا يوم القيامة ما يأخذهم إلا بطلب المعبودين فإن ذلك من مظالم العباد فمن هنالك يجازيهم اللّٰه بالشقاء لا من حيث عبادتهم فالعبادة مقبولة و لهذا يكون المال إلى الرحمة مع التخليد في جهنم فإنهم أهلها فتفطن

[العلماء السعداء و الجهلاء الأشقياء]

فقد اجتمعوا معنا في كوننا ما عبدنا هذه الذات لكونها ذاتا بل لكونها إلها فوضعنا الاسم حقيقة على مسماه فهو اللّٰه حقا لا إله إلا هو فلما نسبنا ما ينبغي لمن ينبغي سمينا علماء سعداء و أولئك جهلاء أشقياء لأنهم وضعوا الاسم على غير المسمى فأخطئوا فهم عباد الاسم و المسمى مدرج فوقع التمييز بيننا و بينهم في الدار فسكنا دارا تسمى جنة لها ثمانية أبواب الباب الثامن وضع الاسم على مسماه حقيقة و كانت النار سبعة أبواب لأن الباب الثامن هو وضع الاسم على مسماه و أهل جهنم ما وضعوه على مسماه فجهلوا فظهر الحجاب فلم يروا إلا مسماهم و ذهب الاسم عنهم يطلب مسماه فأخذه من استحقه و هو اللّٰه فعرفوا في الآخرة ما جهلوه في الدنيا و لم تنفعهم معرفتهم

[المعبود على الحقيقة هو اللّٰه]

و لكن راعى الحق سبحانه قصدهم حيث أنهم ما عبدوا إلا اللّٰه لا الأعيان فصيرهم في العاقبة إلى شمول الرحمة بعد استيفاء حقوق المعبودين منهم و لذلك جعله من الكبائر التي لا تغفر و لكن ما كل مشرك بل المشركون الذين بعثت إليهم الرسل أو لم يوفوا النظر حقه و لا اجتهدوا فإن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم قد أخبر أن المجتهد و إن أخطأ فإنه مأجور و لم يعين فرعا من أصل بل عم و صدق قوله وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ و

قوله سبقت رحمتي غضبي و إن الميزان ما هو على السواء في القبضتين و إنما هو على السواء بين العمل و الجزاء لذلك وضع الميزان و هذه المسألة الميزانية غلط فيها جماعة من أهل اللّٰه منهم أبو القسم بن قسي صاحب خلع النعلين و من تابعه وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

(حديث سابع و عشرون أين يكون البيت من الطائف)

خرج الترمذي عن جابر قال لما قدم النبي صلى اللّٰه عليه و سلم مكة دخل فاستلم الحجر ثم مضى على يمينه فرمل ثلاثا و مشى أربعا الحديث

[الشيطان ليس له جهة اليمين سبيل]

لما كان الحجر يمين اللّٰه و جعل للإنسان المخلوق على الصورة يمينا شرع له أن يكون في طوافه بين يمين اللّٰه و يمينه فيكون مؤيدا بالقوتين معا فلا يجد الشيطان إليه دخولا لأن الشيطان ليس له على اليمين سبيل و إنما يلقي في قلب العبد و هو مائل إلى جهة الشمال فيكون يمين الحق في الطواف في حق الطائف يحفظه و هو ذو يمين من نشأته فلا يزال محفوظا فإذا انتقل من موازنته و هو من حد الركن العراقي إلى الركن اليماني تحفظه عناية البيت المنسوب إلى اللّٰه فإن قلت فقد أخبر اللّٰه تعالى عن إبليس أنه يأتينا من قبل اليمين : قلنا اليمين الذي أراد الشيطان هنا ليس هو يمين الجارحة فإنه لا يلقي على الجوارح و كذلك ما هو شمال الجوارح و لا أمام الإنسان و لا خلفه و أن محل إلقائه إنما هو القلب فتارة يلقي في القلب ما يقدح في أفعال ما يتعلق بيمينه أو شماله أو من خلفه أو من بين يديه و نحن إنما نريد باليمين هنا هذه الجهة المخصوصة فإن قلت و كذا المشرك له هذه اليمين قلنا بالمجموع وقع ما وقع و ما يكون المجموع إلا للمؤمن و هذا معنى قوله تعالى وَ أَمّٰا إِنْ كٰانَ مِنْ أَصْحٰابِ الْيَمِينِ يريد يمين المبايعة التي بيدها الميثاق ما يريد يمين الجارحة

(حديث ثامن و عشرون من رأى الركوب في الطواف و السعي)

خرج مسلم عن جابر قال طاف رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في حجة الوداع على راحلته بالبيت و بالصفا و المروة الحديث و كذلك أيضا وقف بعرفة و بجمع و رمى الجمار كل ذلك و هو راكب

[الرسول محمول في جميع أحواله بغيره لا بنفسه]

إعلام منه صلى اللّٰه عليه و سلم أنه محمول في جميع أحواله من طاعة ربه و أنه بغيره لا بنفسه و كان من حامله كعضو من أعضائه بالنسبة إليه فكما إن أعضاءه محمولة لنفسه

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 749
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست