responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 740

العبد ذلك الترك من اللّٰه و يقول لعل اللّٰه جعل لي في ذلك خيرا من حيث لا أشعر و هو قوله وَ عَسىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ و هو ما لا يوافق الغرض و هو خير لكم فإن فعله له لا يذمه عليه فإنه يعذر من نفسه و يقول أنا طلبته فهذا عين الشبه بين العبد و الرب من جهة المكروه

[العالم خرج على صورة الحق]

و انحصرت أقسام أحكام الشريعة في الحضرة الإلهية و في العبد و لهذا يقول الصوفية إن العالم خرج على صورة الحق في جميع أحكامه الوجودية فعم التكليف الحضرتين و توجه على الصورتين فإن قلت فأين الشبه في الجهل ببعض الأشياء و ما هناك جهل قلنا قد قلنا في ذلك

إن قلت إني لست غير إله و هو أنا فإنه يجهل
لأنني أجهل من هو أنا و هو أنا فما الذي نفعل
فمن يقول إنه الظاهر في المظاهر و المظاهر على ما هي عليه و الظاهر فيها هو الموصوف بالعلم بأمور و بالجهل بأمور أعطاه ذلك استعداد المظهر لما انصبغ به فصح الشبه على هذا بل هو هو قال الجنيد في هذا لون الماء لون إنائه انتهى الجزء الحادي و السبعون >(بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)<

(حديث ثالث عشر بقاء الطيب على المحرم بعد إحرامه)

خرج مسلم عن عائشة قالت كأنى أنظر إلى وبيص الطيب في مفرق رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و هو محرم زاد النسائي بعد ثلاث و هو محرم يعني بعد ثلاث ليال من إحرامه

[بقاء الطيب على المحرم من بقاء صفة الحق عليه]

اللّٰه تعالى تسمى بالطيب و جعل سبحانه في أمور و مواطن أن يتقرب إليه بصفاته التي تسمى بها و إن من صفاته الكرم و جعله فينا من صفات القرب إليه و هكذا سائر ما وصف الحق به نفسه فبقاء الطيب على المحرم من بقاء صفة الحق عليه إذ كان جعلها و تخلق بها في وقت يجوز له التخلق بها فإن صفات الحق لا يتخلق بها على الإطلاق بل عين لها أحوالا و مواطن فافهم ذلك

(حديث رابع عشر في المحرم يدهن بالزيت غير المطيب)

خرج الترمذي عن فرقد السبخي عن سعيد بن جبير عن ابن عمر أن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم كان يدهن بالزيت و هو محرم غير المفتت قال أبو عيسى المفتت المطيب و في إسناده مقال من أجل فرقد

[الزيت مادة الأنوار]

الزيت مادة الأنوار و المحرم أولى به من كل متلبس بعبادة لكثرة المناسك في الحج فإن لم يكن نوره قويا ممدودا بالنور الإلهي الذي أودع اللّٰه في الزيت و أمثاله من الأدهان لبقاء النور و إلا يفوته كثير من إدراك معاني المناسك فنبه بالادهان بالزيت على الإمداد الإلهي للنور قال تعالى يَكٰادُ زَيْتُهٰا يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نٰارٌ نُورٌ عَلىٰ نُورٍ فجعله نورا يَهْدِي اللّٰهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشٰاءُ و الهداية لا تكون إلا بدليل و لا دليل هنا إلا الزيت وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللّٰهُ لَهُ نُوراً فَمٰا لَهُ مِنْ نُورٍ فكل ما أبقى عليك وجود النور فذلك النور مجعول له و مراعاة الأصول من التمكن في العلم و الحكمة

(حديث خامس عشر في اختضاب المرأة بالحناء ليلة إحرامها)

ذكر الدارقطني عن ابن عمر أنه كان يقول من السنة أن تدلك المرأة بشيء من الحناء عشية الإحرام و تغلف رأسها بغسلة ليس فيها طيب و لا تحرم عطلا العطل الخالية من الزينة

[الحق أولى من تجمل له]

في الصحيح إن اللّٰه جميل يحب الجمال و الحق أولى من تجمل له خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ أراد هنا أن يلحقها بليلة القدر بين الليالي فإن سائر الليالي عطل من زينة ليلة القدر كذلك المرأة إذا أحرمت بغير زينة و لما كانت مأمورة بالستر و في الإحرام مأمورة بالكشف أراد أن يبقى لها ضربا من حكم الستر في زمان إحرامها فاختضبت بالحناء فسترت بياضها حمرة الحناء فكانت زينة و سترا فأباح للمرأة في هذا الحديث التزين بزينة اللّٰه و زينة اللّٰه أسماؤه و المرأة في الاعتبار نفس الإنسان فمن تخلق بأسماء اللّٰه و صفاته فقد تحلى بزينة اللّٰه اَلَّتِي أَخْرَجَ لِعِبٰادِهِ في كتابه و على ألسنة رسله و لا سيما في الأشهر الحرم و لا سيما شهر ذي الحجة و أعني بالأشهر الحرم التي للحاج أن يحرم فيها و الإحرام كله شهرة فإنه لا ستر فيه و سبب إزالة الستر فيه و التجرد إنما هو

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 740
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست